القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
 ‏الجزء 19

 

 ‏تأليف الكاتب محمد أبو النجا


 

بأعين يسكنها اللهفه والخوف والترقب

 

كان سليم ينتظر فى شغف وقلق كلمات

 

صفوت صديقه الذى اخبره أنه يعرف طريق

 

شمس حبيبته ...

 

بالطبع كانت مفاجأة صادمه لم يتوقعها

 

وبصوت هادى يتابع صفوت قائلاً :

 

 امبارح بالصدفه

 

جت ست كبيره في السن بتقول أنها لقت

 

البنت دى فى الشارع ساكته ومبتتكلمش

 

ومحدش يعرف هيه مين ..

 

ولما بدأنا نحاول نسألها أو نعرف منها

 

أى معلومه توصلنا بأهلها فجأة بدأت

 

تصرخ بشكل جنوني ..

 

وغريب وبعدها اترحلت للكشف الطبى

 

للفحص على قواها العقليه ..

 

وتم عمل بحث عنها يفيد بأى بلاغات عن

 

أختفاء بنت بالمواصفات دى ..

 

ومايزال البحث جارى ..

 

تتسارع دقات قلب سليم وهو يقول بصوت

 

مرتجف :

 

 أنته متأكد ياصفوت انها نفس

 

الصوره دى ..؟

 

هز صفوت رأسه :

 

 بنسبه كبيره هيه ..

 

تقريبا نفس الملامح ..

 

تتراقص الدموع فى أعين سليم ..

 

دموع يجهل سببها ..

 

وهو يقول بصوت مرتفع :

 

وهى فين دلوقت ..؟

 

صفوت :

 

 هيه فى مستشفى الامراض العقليه

 

والنفسيه للفحص ..

 

سليم : طيب ممكن تيجى معايا نشوفها ..

 

يغمغم صفوت : ممكن بس نخليها ..

 

يقاطعه سليم فى لهفه :

 

لاء ارجوك يا صفوت

 

مش هقدر استنى ..

 

ويبدأ فى التوسل والألحاح له ..

 

أومأ صفوت برأسه وهو يتنهد :

 

 ماشى ياسيدى ..

 

بس بسرعه عشان ورايا شغل ..

 

وبدأت السعاده الغائبه تدق قلب وصدر

 

سليم وهو فى قمة الشوق لرؤية شمس ..

 

وتمنى من أعماق قلبه أن تكون هى ...

 

ودعى الله بذلك ...

 

 

 

*********

 

 

 

لم تتمالك اقدام سليم عن حمله وهو يسير

 

مع صفوت عبر طرقات المستشفى

 

وصفوت يدعوه للجلوس وانتظاره

 

قليلا حتى يعود بالفتاة ..

 

ظل سليم وحده ينتظر فى ترقب شديد

 

يتطلع إلى صوره بيضاء تحمل

 

صوره للسماء ..

 

والسحاب والقمر ...

 

ليخفق قلبه معها ..

 

لا يعلم ماذا عليه أن يفعل

 

لو كانت تلك الفتاة

 

هى حبيبته شمس ..!

 

وماذا حدث لها ليصيبها ذلك الأمر ..!

 

فجأة ظهر صفوت فى نهاية الممر يدعوه

 

بيده ويشير له بالقدوم إليه ..

 

وبخطوات مرتجفه يسير سليم

 

نحو حجره جانبيه يدخلها بصحبت صفوت

 

وقلبه يكاد يقفز من صدره ..

 

من التوتر المفرط ..

 

حتى انطفأ كل شىء فجأة حينما وقعت

 

عيناه على وجه الفتاة الجالسه الصامته ..

 

لم تكن هى ..

 

لم تكن شمس ..

 

لم تكن حبيبته ..

 

لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ..

 

هل يكتئب ام يسعد ..

 

ليعود للوراء بظهره مبتعدا قبل أن يلحق

 

به صفوت ..

 

كان يمنع بصعوبه شديده سقوط تلك

 

الدموع من عينه

 

إلى أن وصل إلى الخارج ليوقفه صفوت

 

يقول :

 

إيه يابنى حصل إيه مالك ..؟

 

ينفى سليم فى إنفعال :

 

 مش هيه ..

 

مش هيه ياصفوت ..

 

صفوت فى حيره :

 

 أنته متأكد ..؟

 

سليم : طبعا متأكد ..

 

معقول يعنى هكون غلطان ..

 

هيه تشبهها لكن مش هيه ..

 

صفوت : طيب حصل خير ...

 

 أهدى ..

 

انته منفعل كده ليه ..؟

 

سليم فى حزن واكتئاب :

 

كان نفسي تكون هيه ..

 

كان نفسي الأقيها ..

 

أنا تعبان من يوم ما راحت منى ..

 

أنا بموت ...

 


















صفوت بصوت حزين من أجل صديقه :

 

إن شاء الله تلاقيها ..

 

وعاد يشير بيده :

 

 تعالى اركب لما اوصلك ..

 

ينفى سليم :

 

معلش يا صفوت سيبنى ..

 

شويه محتاج أمشى شويه ..

 

حاسس أنى مخنوق ..

 

هز صفوت رأسه على راحتك ..

 

خلى بالك من نفسك ..

 

وعاد ينصرف صفوت وهو يودعه ..

 

ويبدأ سليم يسير فى حزن وحده

 

يجول الشوارع والطرقات ..

 

لا يعلم إلى أين تأخذه اقدام ..

 

أو إلى أين هو ذاهب ..

 

كان عقله مشتت ..

 

حزين بدرجه لم يصل لها من قبل ..

 

حتى اظلم الليل ونشر ستائره فى كل

 

مكان من حوله ..

 

حينها انتبه للساعه التى أوشكت على

 

منتصف الليل ..

 

ينظر للمكان من حوله لا يعلم إلى

 

 أين هو ذهب ...؛

 

أو فى اى منطقه يكون ..!

 

 لا يعلم ..!

 

 ‏عليه أن يوقف سياره أجره والعودة

 

 ‏إلى الفيلا  ..

 

 ‏فجأة يقترب منه ثلاث شباب

 

 ‏مجهولون يقول أحدهم بصوت حاد

 

: ‏ممكن نعرف الساعه كام ..

 

 ‏ابتسم سليم وهو يخرج هاتفه الجوال

 

 ‏ينظر له ثم قال بهدوء :

 

 ‏ الساعه اتناشر وعشره ..

 

 ‏يميل الثانى نحوه وقد استنشق

 

 ‏سليم رائحه كريهه منه يقول :

 

 ‏تليفونك شكله غالى اوى ...

 

 ‏هو نوعه ايه ..؟

 

 ‏مط سليم شفتيه :

 

 ‏ افتكر دى حاجه متخصكش ...

 

 ‏ليقترب الثالث وقد أخرج أله حاده

 

 ‏: لكن التليفون ده يخصنى ..

 

 ‏ايه رأيك بقى ...

 

 ‏تراجع سليم للوراء فى حذر

 

 ‏قبل أن يقترب الثلاثه بخطوات متساويه

 

 ‏يقول أحدهم فى صرامه :

 

 ‏سيب التليفون وكل اللى

 

 ‏فى جيبك وأمشى فى طريقك من هنا ...

 

 ‏ينفى سليم فى تحدى قائلاً :

 

 ‏اللى بتعملوه ده غلط انتو متعرفوش

 

 ‏انا مين أو ..

 

 ‏يقاطعه الثالث وكان أقرع الرأس بصوت

 

 ‏غليظ وعنيف :

 

 ‏ مش مهم انته مين ...

 

 ‏المهم تسمع كلامنا كويس ..

 

 ‏والا ...

 

 ‏ وعاد يرفع سكينه الحاد عالياً بيمينه

 

 ‏ليلمع عبر الضوء الخافت المتسرب فى

 

 ‏ذلك الشارع الضيق الخال ...

 

 ‏سليم فى إصرار وتحدى صريح وواضح

 

 ‏ينفى :

 

 ‏ يبقى على جثتى لو خدتو حاجه ...

 

 ‏انقض الثلاثه فجأة نحوه ..

 

 ‏ودارت المعركه الطاحنه  ..

 

 ‏كان الكفه ترجح بلا شك العدد الاكثر  ..

 

 ‏ليسقط سليم أرضاً ويمسح أحدهم شفاه

 

 ‏التى ينزرف منها الدماء بعد أن قطعتها

 

 ‏قبضة سليم ليشعر بقمة الثوره والغضب

 

 ‏ليقول فى ضجر وسخط :

 

 ‏الموت حلال ‏فيك عشان اللى عملته معايا  ..

 

 ‏ورفع يده عاليا وهم بضرب سليم بسكينه

 

 ‏فى رقبته قبل أن تتجمد يداه فى الهواء

 

 ‏وقد ظهر فجأة ذلك الرجل العجوز الذى

 

 ‏مسكها بقوه من حديد ..

 

 ‏حاول الخلاص من قبضته لم ينجح ..

 

 ‏قبل ان ينظر له العجوز بأعين لامعه ..

 

 ‏تتبلور وتتبدل إلى اللون الابيض ..

 

 ‏ليصرخ الشاب وقد اشتعل النيران في جسده

 

 ‏لينطلق الاثنان الآخرين يجريان

 

 ‏ويفران ‏فى رعب وهلع ...

 

 ‏من مشهد موت صديقهم ..

 

 ‏واحتراقه أمامهم ..

 

 ‏يعتدل سليم فى صدمه لما فعله ذلك

 

 ‏العجوز المجهول من أجله وإنقاذه له ..

 

 ‏ليقترب منه العجوز ينظر له ويسود بينهم

 

 ‏صمت للحظات ..

 

 ‏يقطعه سليم يقول فى حيره

 

: ‏انته مين ..!

 

 ‏وانقذتنى ليه ...!

 





















 ‏وعملت كده أزاى ..!

 

 ‏يدور إعصار بنفسجى اللون حول

 

 ‏العجوز قبل أن يتبدل جسده وملامحه

 

 ‏إلى تلك الصوره التى كانت عليها ريمونا فى

 

 ‏الارض ..

 

 ‏ليصرخ سليم لا يصدق وهو يهتف بأسمها

 

: ‏ريمونا ..!!!

 

 ‏انتى كنت فين ..!!

 

 ‏وايه اللى حصل ..!

 

 ‏وفين شمس ..؟

 

 ‏وعرفت طريقى هنا أزاى ..!!

 

 ‏ازاى وصلت لى ..؟

 

 ‏تقترب منه ريمونا تقول بصوت حالم

 

 ‏رقيق : انته نسيت انك جوزى ..؟

 

 ‏انا معاك خطوه بخطوه ..

 

 ‏انته مغبتش عنى ..

 

 ‏سليم فى لهفه :

 

 ‏ فين شمس ..؟

 

 ‏راحت فين لما خرجتم من الفيلا ..؟

 

 ‏تنفى ريمونا : معرفش ..

 

 ‏هيه كانت خايفه ومشيت ورفضت

 

 ‏ تستنى معايا ...

 

 ‏سليم فى حسره :

 

 ‏ يعنى متعرفيش راحت فين ..؟

 

 ‏تنفى ريمونا : للأسف معرفش ...

 

 ‏اللى زعلنى انك اهتميت انك ترجع جدتك

 

 ‏محاسن وشمس

 

 ‏لكن عقلك وقلبك مفكرش فيه ..

 

 ‏مفكرش فى المخلوقه اللى ساعدتك فى

 

 ‏الرجوع لأرض ..

 

 ‏اللى سابت عشريتها وأهلها

 

 ‏وكل حاجه عشانك ..

 

 ‏انا دلوقت فى نظرهم ملعونه ..

 

 ‏طريده ..

 

 ‏محكوم عليها بالموت ..

 

 ‏سليم :

 

 ‏ انا عارف انك ممكن تكونى زعلانه

 

 ‏لكن متنسيش إن قلبى فيه شمس ..

 

 ‏شمس بس ..

 

 ‏وكان مقابل عودتها ومساعدتك إنى

 

 ‏اتجوزك ..

 

 ‏لكن .. لكن ..

 

 ‏وعاد يتردد لحظات فى الحديث

 

 ‏لتكمل هى جملته :

 

 ‏ لكن مبتحبنيش ..

 

 ‏ومش هتحبنى ..

 

 ‏سليم : انا مس جنسك ..

 

 ‏انتى مش بشر ..

 

 ‏ريمونا بصوت حزين : لكن حبيتك ..

 

 ‏جوايا قلب زيك ..

 

 ‏زى البشر ..

 

 ‏سليم :

 

 ‏انا قبلت اتجوزك فى مقابل عودة شمس

 

 ‏واتجوزها ..

 

 ‏ريمونا :

 

 ‏افهم من كده انك بتلغى الاتفاق ..؟

 

 ‏سليم : انا فقدت جدتى ..

 

 ‏وحبيبتى ..

 

 ‏افتكر الاتفاق اللى بنا أصبح ملوش لازمه ..

 

 ‏تنفى برأسها :

 

 ‏انا دلوقتى فى حكم زوجتك ..

 

 ‏سواء قبلت أو رفضت ..

 

 ‏انا عملت بعهدى وساعدتكم كلكم على الرجوع

 

 ‏من الافضل ليك انته كمان تنفذ باقى وعدك

 

 ‏ينفى سليم :

 

 ‏ اتجوزك انتى بس ..!

 

 ‏ مستحيل ..!

 

 ‏الاتفاق جوازى منك انتى وشمس ..

 

 ‏وفى حالة عدم وجودها يبقى مفيش جواز ..

 

 ‏ومفيش اتفاق .. ومفيش ..

 

 ‏تقاطعه ريمونا :

 

 ‏أنا ممكن اساعدك فى انك تلاقى

 

 ‏جدتك محاسن ..

 

 ‏وشمس ..

 

 ‏فى مقابل نتجوز النهارده ..

 

 ‏وده الحل الوحيد قدامك ..

 

 ‏غير كده مش هتلاقيهم للأبد ..

 

 ‏عقد سليم حاجبه فى تعجب :

 

 ‏ انتى زى ما يكون تعرفى مكانهم ...!

 

 ‏أو تعرفى حاجه عنهم ..!

 

 ‏تنفى ريمونا : أنا كلامى واضح ..

 

 ‏قولت هساعدك ..

 

 ‏واوعدك نلاقيهم ..

 

 ‏وانا هعمل المستحيل فى سبيل اسعادك ..

 

 ‏يسود الصمت بعدها للحظات طويله

 

 ‏قبل أن يهز سليم رأسه :

 

 ‏طب وهقدمك قدام

 

 ‏الناس واخويا ازاى ...

 

 ‏انتى شخصيه مجهوله ..

 

 ‏تبتسم ريمونا وكأنها حققت ما تريد ..

 

 ‏لتقول له :

 

 ‏هقولك على طريقة هنتجوز بيها ..

 

 ‏طريقه تقدر تقدمنى بيها قدام كل الناس ..

 

 ‏والمجتمع كله ..

 

 ‏وتكون مبسوط وفخور وسعيد ..

 

 ‏وبدأت ريمونا تخبره خططتها ..

 

 ‏وكانت ما تقوله رهيب ..

 

 ‏وعجيب ..

 

 ‏ولم يصدقه سليم ...

إضغط هنا الجزء 20

 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات