القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 53

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

لحظات من الصمت والترقب بين

 

سليم وريمونا التى بدأ جسدها

 

ينكمش تدريجيا إلى هيئة

 

وصورة فتاة بارعة الحسن

 

لم يراها أو يعرفها من قبل ..

 

تتقدم نحوه وتتوقف أمامه

 

وجها لوجه ..

 

يقاطع هذا الصمت سليم قائلا

 

: اتكلمى ..

 

عايزه تقولى إيه ..

 

تبتسم ريمونا بوجه ذلك الفتاة الحسناء

 

قائله : مش هقدر أنكر

 

أنى حبيتك ..

 

اكتر مخلوق قابلته فى الكون وحبيته ..

 

وكانت مجاذفه تمنها حياتى لما هربت

 

معاك ...

 

لكن ضحيت عشان بحبك ...

 

وجت تضحيتى بفايده ..

 

أصبح عندى ابن ..

 

الحلم اللى عشت كتير احلم بيه ...

 

أنا والمملكة ..

 

ووالدى سكار ..

 

حلم المملكه كلها ...

 

يبتسم سليم ساخراً :

 

الحلم اللى اتجوزتى مخلوقات كتير

 

عشان تحققيه ...

 

واضح انك سافرتى كواكب كتير .

 

وعاشرتى مخلوقات كتير عشان

 

الابن ده ...

 

تضحك وهى تلامس بأصابعها الناعمه

 

شفتيه تقول :

 

انته بتغير بقى ...؟

 

ينفى بوجه صارم :

 

مش غيره ...

 

دا إستحقار منك ..

 

انتى مخلوقه دنيئه ...

 

قذره ...

 

تتراجع فى صدمه من إجابته وهى

 

تغمغم : مفيش رد لكلامك ..

 

لأنه جايز فعلاً يكون حقيقه ..

 

تعجب هو أكثر من برود إنفعالها ..

 

عادت تتنهد وهى تشير للستاره الحمراء

 

التى تغطى قفص شمس برهان قائله

 

: لسه بتحب شمس ..؟

 

بصوت ورنة حاده يقول :

 

أمر ميخصكيش ...

 

كملى كلامك عن المفاجأة اللى تقصديه

 

يخصوصى ..

 

هزت رأسها : ماشى ..

 

نكمل كلامنا ..

 

ثم مالت بجسدها نحو الحائط الفضى

 

الأملس الناعم تضىغ راحت يديها

 

ليتحرك الحائط وينشق ..

 

ويصنع فجوة دائريه تصيب سليم

 

بالصدمه ...

 

 ثم تمد يدها تجذبه من

 

صدره وملابسه قائله :

 

تعالى معايا ...

 

داخل غرفة ضيقه تسير بهدوء

 

تتجه نحول طاوله قصيره من ذهب

 

فوقها زجاجه تشبه العطر ...

 

تمسكها بأصابعها ...

 

وتمدها نحوه بنظرات جذابه تقول

 

: هو ده الحل .

 

المفاجأة اللى هتحل كل مشاكلك

 

وتريحك ..

 

وتنقذك ...

 

عقد حاجباه فى تعجب وبملامح

 

مندهشه يقول :

 

 مش فاهم ...!!

 

ترفع الزجاجه صوب عينيه الشارده

 

وهى تقول : اشرب المايه دى ..

 

يسود صمت بعد جملتها وهو يرفع

 






































يده يلتقطها بين أصابعه يقول

 

: إيه ده ..!!

 

تبتسم : اشربها وانته تعرف ...

 

ينظر من جديد للزجاجه يقول :

 

معقول يكون سم ...!

 

سم ..!

 

وعايزه تقتلينى ..!

 

هو ده الحل عندك ...!!

 

تنفجر ضاحكه وهى تميل بجسدها

 

ناحية اليمين ثم تعتدل واقفه مستقيمه

 

قائله : منا قولت ..

 

قتلك مفيش أسهل منه ...

 

لكن مش هعمل كده ..

 

لما هتشرب هقولك إيه اللى هيحصل ..

 

وإيه المفاجأة اللى فى إنتظارك .  

 

واللى بعدها هتشكرنى ..

 

مط شفتيه مغمغما :

 

للأسف بعد اللى شوفته منك ...

 

انا معنديش أى ثقه فيكى ..

 

تأخذ نفسا عميقا ثم تقول :

 

مفيش بديل تانى قدامك ..

 

ينفى وهو يعيد الزجاجه على الطاوله

 

كما كانت ويقول :

 

مش هشرب حاجه ..

 

انا اتعودت منك على الكدب ..

 

 والغش والخداع ...

 

واكيد في كارثه هتكون مستنيانى

 

لما أشرب ..

 

إيه هيه مش عارف ..!

 

تبستم : أنا لا يمكن افكر اقتل

 

حبى عمرى الوحيد ..

 

أو أضره ...

 

دانته ابو ولادى ..

 

اشرب ..

 

ومتخفش ...

 

وصدقنى مش هتندم ...

 

وهتحصل بعدها مفاجأة ..

 

هتريحك من العذاب كله ..

 

هترجع لك اولادك ..

 

وجدتك محاسن ..

 

وشمس حبيبتك كمان ..

 

اشرب ...

 

عادت تمسك الزجاجه من جديد ..

 

وتكشف غطاءها ..

 

ليتصاعد منها أبخره ذات ألوان متعدده ..

 

كان الأمر والإختيار مربك ..

 

ومرعب ..

 

ويملؤه التردد ..

 

لكن ربما كانت ريمونا صادقه هذه المره ..

 

امسك سليم الزجاجه فى قبضته ..

 

وهو يفكر بسرعه دون جدوى من إيجاد

 

سر ذلك الماء الغامض ...

 

الذى سيبتلعه ...

 

عاد صوتها ينساب كالسحر فى أذنيه وهى

 

تهمس وتردد :

 

مفيش وقت يا سليم ..

 

اشرب .

 

اشرب عشان تخلص من عذابك ..

 

اشرب عشان تلاقى ولادك ..

 

وحبيبتك ...

 

فجأة ترتفع يده ويتجرع الماء كله

 

فى جزء من الثانيه ..

 

لا يعلم لماذا وافق على هذا القرار ..

 

ربما لأنه لا يملك غيره ...

 

الذى لا يدرك عواقبه ...

 

شعر بعدها بأرتفاع حاد وسريع فى حرارة

 

جسده ...

 

ألم شديد يبدأ من أظافر قدميه ..

 

يتصاعد نحو الأعلى ...

 

إلى أن وصل إلى رأسه ...

 

حلقه جاف كالصحراء ...

 

ضربات قلبه تتصاعد بعنف ..

 

وكأنها تصطدم بضلوعه ...

 

وقبل أن يصل إلى مرحله الصراخ من

 

هذا الألم ..

 

بدأ يهدىء كل شىء ..

 

ويعود كما كان ...

 

ينظر لها فى حيره والى الزجاج الخاليه

 

يقول : مش عارف أنا طاوعتك ليه ...!!

 

وازاى ..!!

 

لكن حسيت إنى عاجز ارفض كلامك ..

 

حتى لو مت ...

 

جايز أرتاح ..

 

تقترب وتقبل خديه بشكل حنون

 

وبصوت دافىء تهمس :

 

لازم تثق فيه ..

 

ينفى برأسه يقول ساخراً

 

: وده شىء مستحيل ..

 

بدليل إنى شربت المايه ..

 

ومحصلش أى حاجه .

 

ولا حسيت إنها عملت أى حاجه ..

 

ولا هتقدر تخلصنى من الموقق الصعب

 

اللى بعيشه ..

 

تبتسم من جديد : أصبر ..

 

البشر ديما كلهم مستعجلين ..

 

زى أعمارهم القصيره ..

 

دلوقت هتحس إنك عايز تنام ...

 

تثاوب سليم فى دهشه وهو يهز رأسه

 

مع نهاية حروف كلامها يقول بصعوبه

 

: فعلاً ..

 

النوم كبس عليه فجأة ..

 

عرفتى أزاى ..

 

جذبته فى رفق ...

 

ودفعته نحو الفراش ..

 

وهذه المره لم يستطع أن يكمل حديثه ..

 

لقد ذهب وسبح فى سبات ونوما عميق ...

 

حتى استيقظ ..

 





















































لا يعلم كم من الوقت قد مر عليه ..

 

يعتدل من فراشه ينظر إلى ولده أدهم

 

او ريمون كما يلقب هنا بين سكان القمر ..

 

واقفاً قريب من فراشه مبتسماً يقول :

 

اتمنى تكون بخير يا أبى ..

 

سليم بنظرات حزينه بائسه

 

يقول : لازم ترجع معايا يا أدهم ..

 

ده مش مكانك .

 

انته ابنى ..

 

أدهم بهدوء شديد يجيب :

 

بس انته اللى اخترت امى ...

 

ودول أهلها ..

 

وأهلى ...

 

تعجب سليم من إجابته السريعه

 

والذكيه ليقول : مكنش بأيدى

 

كل اللى حصل ..

 

أدهم بنفس رنة هدوء يقول :

 

ولا بإديه نتفارق ..

 

يتمزق قلب سليم مع حديث ابنه

 

ليقول فى حزن :

 

انا مقدرش استغنى عنك ...

 

أدهم : لازم ترضى بالمكتوب ..

 

سليم يتوسل وهو يكاد يبكى :

 

مقدرش اعيش من غيرك يا أدهم ..

 

لازم تكون معايا ...

 

ينفى برأسه أدهم : الفراق مكتوب . 

 

وعاد يشير له أن يتبعه ...

 

يقفز سليم من فراشه ويسير خلفه . 

 

إلى حجره جديده ضخمه ..

 

بها قبه زجاجيه ..

 

داخلها جميع عائلته فى مفاجأة جديده

 

لم يتوقعها ..

 

أخيه مصطفى ..

 

عمته شاديه .

 

فريد ..

 

عزة ..

 

ابوهم منتصر ..

 

كل من جاء معه ..

 

لكن لم تكن جدته بينهم ..

 

يخفق قلبه مع ذلك المشهد ..

 

وادهم يبستم : اشوفك على خير

 

يا أبى ...

 

يسقط قلب سليم بين قدميه ..

 

وهو يرى باب القبه يفتح وأدهم

 

يشير له : خلى بالك من نفسك ..

 

هتفضل ديما فى بالى ..

 

مش هنساك ..

 

يصرخ سليم من الحزن والوجع

 

لحظة ذلك الرحيل وهو يهتف

 

فى إنفعال صارم : لاء ..

 

مش هتكون دى النهايه يا أدهم ..

 

مش هتبعد عنى ..

 

ريمونا وعدتنى بالحل ..

 

هيه فين ...!

 

والآه هيه خدعتنى زى كل مره ..!

 

انا شربت المايه زى ما ..

 

يقاطعه أدهم وهو يبستم :

 

هو فعلاً ده كان الحل الوحيد

 

يا أبى ..

 

متقلقش أمى عملت الصح ..

 

ده كان الحل الوحيد عشانك ..

 

يخفق قلبه بشكل سريع

 

وهو يقول فى تعجب :

 

مش فاهم ..!!

 

تقصد إيه بكلامك يا أدهم ..

 

وعاد يصرخ بصوت قوى حاد

 

: تقصد إيه ...!

 

فهمنى ...!

 

أدهم بصوت هادئ :

 

 يعنى مفعول المايه اللى شربتها

 

مش هيبان دلوقت ...

 

 تأثيرها هيكون بعد عودتك

 

إلى الأرض بلحظه واحده ...

 

سليم فى قمة حيرته ودهشته

 

يقترب من ابنه خطوه يقول :

 

هيحصل ايه بعدها ...

 

وبدأ أدهم يخبره سر ذلك

 

الماء الذى تجرعه قبل نومه من يد

 

ريمونا ...

 

وما كان يقوله أدهم له عن سر

 

ذلك الماء ..

 

هو أمر جديد ...

 

أمر لم يتخيل سليم حدوثه .

 

او يخطر بعقله ...

 

وما كان يقوله أدهم مرعب ...

 

مرعب كلما تخيله سليم ...

 

إضغط هنا الجزء 54


 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات