القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 14

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا



كانت ريمونا تنتظر فى لهفه كلمات سليم

 

الذى بدأت عليه علمات التوتر والتردد

 

تزحف على ملامحه قبل أن يأخذ

 

 قراره بالحديث

 

قائلاً : مش هتجوزك لوحدك

 

عقدت ريمونا حاجبيها فى تعجب ودهشه

 

تقول : مش فاهمه ..!

 

سليم : هتجوز معاكى واحده تانيه

 

هزت رأسها فى حيره :

 

 ودى وتبقى مين ..؟

 

اكيد واحده بتحبها ..

 

غمغم قائلا : أيوه ..

 

أخذت تفكر قليلا ثم عادت تقول

 

: مفيش مانع ..

 

مدام هكون زوجتك ..

 

يعود للصمت وهو يحاول إيجاد

 

كلمات ليصارحها بحقيقة حبيبته

 

لتقول وهى تقترب : حاسه انك

 

مش سعيد ..

 

ينفى برأسه : لاء ..

 

لكن متردد اصارحك بشخصية

 

حبيبتى اللى هتكون زوجتى ..

 

تنفى برأسها :

 

مش مهم عندى هيه مين

 

لو هتتجوز عشر نساء ..

 

المهم اكون واحده منهم ..

 

سليم فى صوت هادىء :

 

حتى لو عرفتى

 

أنها تبقى شمس ...

 

تعقد حاجبيها فى تعجب قائله وهى

 

تميل نحوه شمس مين

 

سليم : شمس برهان

 

تتراجع فى صدمه واضحه وهى

 

تشير بيديها نحو اليمن :

 

شمس برهان السجينه هنا ..!

 

هز سليم رأسه : ايوه هى ..

 

تنفى فى ذهول :

 

طبعا مستحيل ..

 

مستحيل أن تتزوج منها ...

 

سليم فى حيره شديده :

 

ليه ..!

 

إيه المانع ..!

 

تقول بصوت مرعب وحاد :

 

شمس برهان لا تصلح لك ..

 

وعادت بصوت وكلمات متقطعه

 

لأنها ...

 

لأنها ... زوجة أخى ...

 

يشعر سليم بصاعقه تسقط فوق رأسه

 

وهو ينفى : مستحيل ..!

 

اللى بتقوليه ده مش ممكن ..!

 

أنا مش مصدقه ..!

 

هزت رأسها : هى دى الحقيقه

 

شمس برهان زوجة أخى

 

سوفر ...

 

أحبها ..

 

وجاء بها من الأرض إلى هنا ..

 

ليتزوجها ..

 

سليم فى غضب :

 

 يعنى مش متجوزها ..؟

 

 ‏لسه محصلش بينهم جواز ..؟

 

ريمونا بملامح بشريه جميله

 

تقول بصوت عذب جديد لم يسمعه

 

: مدام جاء بها إلى هنا ليتزوجها

 

فهى أمامنا جميعا زوجته ..

 

سليم بصوت حاد منفعل :

 

وايه اللى خلاه حبسها كل

 

المده دى ..؟

 

استنى ليه ومطلعهاش واتجوزها ..؟

 

ريمونا : لأن والدى يرفض الجواز 

 

من شمس ..

 

وهناك معارك كثيره بين أبى واخى

 

مات خلالها الكثير منا ..

 

سليم فى صدمه :

 

وشمس إيه رأيها ..

 

موافقه على الجواز من أخوكى ...

 

ريمونا : شمس متعرفش أى حاجه

 

عن كلامى ده ..

 

وقت ما هيقتل أخى سوفر أبى

 

سيتم إعلان الزواج ..

 

يطلق سليم زفير طويل فى غضب

 

: أخوكى سوفر هيقتل أبوكى

 

عشان يتجوز واحده من البشر ..!

 

وفيه بينهم حروب ..!

 

مات فيها مخلوقات منكم ..!

 

ده كلام حد يصدقه ..!

 

ريمونا : انته متعرفش أخى سوفر ..

 

الشر فى حد ذاته متجسم فيه

 

الجميع يخشى مواجهته ..

 

يتراجع سليم مع جملتها وهى تكمل

 

: أول ما شاف شمس وهى صغيره

 

عشقها ..

 

وأحضرها هنا ..

 

وممنوع اى أحد الاقتراب منها ..

 

أو محاولة حتى أكلها ..

 

يشعر سليم بصدمه جديده وذهول

 

وهو يردد فى قلق واضح :

 

أكلها ..!

 

ريمونا فى صوت حالم :

 

نعم .. أكلها ..

 

كلنا هنا نعشق مذاق الطعم البشرى

 

يبتلع سليم ريقه فى ذهول شديد

 

وهى تكمل : لكن أنا حبيتك ..

 

عمرى ما أشتهيت إنى أكلك ..

 

سليم فى توتر : ما جايز تكلينى

 

بعد ما نتجوز ..

 

أو تجوعى وتنسي نفسك تشوينى

 

على نار هاديه وتتعشى بيه ...

 

تبتسم : نحن لا نأكل من نحبه ..

 

وما هو داخل قلوبنا ..

 

وعادت تقترب وتميل وهى تقبل

 

بشفتيها رأسه :

 

 أنت الآن زوجى ..

 

سليم : لكن انتى منفذتيش شروطى ..!

 

ريمونا فى غضب :

 

أنا وافقت أنى اساعدك على استرداد

 

جدتك اللصه محاسن ..

 

ده فقط اللى أقدر أعمله ..

 

لكن خروج شمس مستحيل ..

 

لكن لو ده حصل سوفر يقتلنى ...

 

سوفر ليس له قلب ..

 

سليم فى تعجب :

 













أنتى شويه هتكلمينى فصحى

 

وشويه عاميه ..

 

تبتسم ريمونا : بحاول اتعلم طريقتك

 

فى الكلام ...

 

سليم فى لهجه حازمه :

 

المهم عندى انك تعرفى إن جوازى منك

 

مرهون بخروج جدتى وشمس ..

 

ومتنسيش إن خروج شمس من سجنها هنا

 

فى مصلحتك ..

 

تتراجع فى تعجب : فى مصلحتى ..!

 

مش فاهمه ..!

 

أزاى هيكون فى مصلحتى ..!

 

سليم : خروج شمس من السجن

 

هيخلى الحرب اللى بينى

 

أخوكى سوفر ووالدك تنتهى ..

 

لأن السبب هيكون مش موجود ..

 

منعدم ...

 

تتنهد ريمونا : أو هجنن أخوكى

 

ويزيد من غضبه وثورته ...

 

ويدفعه لارتكاب حماقه أكثر ..

 

ولو عرف إنى أنا السبب مش هتردد

 

يقتلنى ..

 

أو يحرقنى ...

 

أو حتى ياكلنى ...

 

سليم : وهيعرف منين ..؟

 

ريمونا : ساخره إختفاء شمس وأنا

 

عنهم هيكون مصدر الشك ..

 

ودليل على مخطط بنا ..

 

وده هيخليهم يدور علينا بشراسه ..

 

وحاسة شم سوفر قويه جدا ..

 

ممكن بيها يحدد مكان شمس أو مكانى

 

سليم فى صدمه جديده

 

يقول : شم ..

 

هو بيشم بالدرجه دى اللى تخليه يحدد

 

مكان شخص ...

 

ريمونا : فى هدوء أيوه ...

 

سوفر عنده القدره دى لو المسافه قريبه

 

بالشكل اللى يقدر يوصل منه ..

 

سليم فى تحدى :

 

انا مش هتنازل عن الشرط

 

اتجوزك انتى وشمس ..

 

أو مفيش جواز خالص ...

 

تعود للوراء جالسه فى صمت قبل

 

أن تعتدل واقفه من جديد

 

وقد تهللت أساريرها فى سعاده 

 

وكأنها تزف البشره له قبل أن تقول

 

: أنا عندى الحل اللى يناسبك

 

ويحل المشكله

 

سليم فى سعاده :

 

إيه هو الحل ..؟

 

تشير ريمونا براحت يديها إلى صدرها

 

: أنى أكون هيه وقت ما تحب

 

اكون الشكل والصوت ..

 

اكون شمس ..

 

ينفى سليم وقد تبدلت ملامحه للغضب

 

: مش ممكن طبعا ..

 

ممكن تقدرى تعملى  شكلها وصوتها ...

 

لكن مش هتكونى الروح

 















ريمونا فى غضب :

 

 للدرجه دى بتحبها ..!

 

أومأ سليم رأسه :

 

 دى الحقيقه

 

ريمونا وكأن الغيره بدأت تتصاعد

 

: بالسرعه دى ..!

 

يبتسم ساخراً  :

 

مش هكون أقل من سرعة

 

حبك ليه ...

 

ريمونا بعد تفكير عميق تعود مبتسمه

 

: أنا عشانك هعمل أى حاجه

 

سليم فى سعاده :

 

يعنى موافقه

 

هزت رأسها : أيوه ..

 

هساعدك ترجع بجدتك وشمس للأرض

 

وتتجوزنا انا وهيه سوا ..

 

لكن ...

 

فى مشكله انته نسيتها ...

 

سليم فى حيره :

 

إيه هيه ...

 

ريمونا :

 

إن شمس توافق على كلامك ده

 

وتقتنع بيه ..

 

توافق تتجوزك وكمان معايا ..

 

شعر سليم بأنه قد أغفل هذه النقطه

 

تماماً ولم يدر

 

هل حقا ستوافق شمس على هذا

 

المقترح أم لا ..

 

لكنه لا يملك بديل غيره

 

أو أمامه سوى ذلك ...

 

 

 

*******

 

أمام القفص الحديدى التى تسكنه

 

شمس برهان كان سليم ينظر لها

 

متجمدا لا يجد الكلمات التى يستطيع

 

أن يخبرها به عن حقيقة مشاعره ...

 

لتقطع صمته قائله :

 

سليم  ..

 

أنته جيت تانى ليه ..؟

 

أنا حذرتك اكتر من مره ..

 

انته مستغنى عن نفسك ..!

 

عن حياتك ..!

 

سليم فى هدوء :

 

هى حياتى تهمك ..؟

 

تتراجع من إجابته وهى تتطلع

 

له يأعينها الجميله قائله :

 

مش انا قولت لك

 

السجن الحديدى ده لا يمكن

 

نخرج منه

 

و مستحيل الا لو حد من المخلوقات

 

العملاقه دى قدر يرفعه من فوق مننا ..

 

سليم مبتسماً : هتخرجى يا شمس ...

 

وكمان جدتى معاكى ...

 

انتو الاتنين ..

 

تنظر له شمس فى تعجب وهى تميل

 

نحو القضبان الحديديه تسأله

 

: ازاى ...؟

 

مش فاهمه تقصد إيه ...!

 

وقبل أن يخبرها سليم كانت اعصاب

 

يده تفقد القدره بالاحتفاظ بالجوهره الزرقاء

 

أكثر من ذلك ويستيقظ ..

 

ويستعيد وعيه ...

 

ليجد مفاجأة تنتظره ..

 

مفاجأة جديده لم تكن فى الحسبان ..

 

ولم يتخيلها ..

 

أو يتوقعها ..


إضغط هنا الجزء 15


 

 إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات