القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 سكان القمر
 
الجزء 6

 

تأليف محمد أبو النجا

 

 

 

القاهره من عام  2007

 

داخل فيلا كبيره ..

 

ينفى ذلك الطبيب برأسه أمام ذلك الشاب

 

الوسيم طويل القامه عريض الجسد

 

وهو يقول : مفيش فايده ..

 

ومفيش داعى تتعبوه بالعلاج ...

 

مسألة وقت وكل شىء ينتهى ...

 

ربنا يرحمه برحمته ...

 

تراقصت الدموع فى عين الشاب وهو يضع

 

رأسه أرضاً فى حزن ..

 

وبعد أن غادر الطبيب ..

 

كان يتجه صوب الحجره التى غادر منها ..

 

ينظر نحو جده الراقد على فراش الموت

 

شاحب الوجه ..

 

متجمد الجسد والملامح ...

 

والتى كان يكسوها تجاعيد الزمن  ...

 

يأخذ أنفاسه بصعوبه ..

 

صدره يعلو ويهبط بقوة ..

 

مغلق العينين يقترب منه حفيده

 

يحاول رسم إبتسامه باهته ...

 

ليفتح جده عبد البديع عينيه بصعوبه

 

قائلاً : سليم تعالى قرب ...

 

يقترب منه سليم يقول بصوت مرح غير مقنع ..

 

: إيه ياعبد البديع ....

 

مكنش شويه برد يعملوا فيك كده ..!

 

بطل دلع بقى ...

 

يحاول عبد البديع أن يبتسم لكنه فشل ..

 

لقد كانت شفتاه جافه كالصخر ..

 

يتذوق فيها طعم الموت ....

 

ليقول بصوت هزيل :

 

 تعالى ياسليم اقعد هنا جمبى ...

 

عايز اتكلم معاك شويه ...

 

يجلس سيلم إلى جواره كما طلب

 

ليبدأ جده فى السعال بشكل حاد

 

حتى انتهى ...

 

ليهز رأسه :

 

خلاص يا سليم الرحله انتهت ..

 

ومفيش وقت ...

 

أنا حاسس بالنهايه ..

 

ومش زعلان ...

 

أنا راضى على حياتى وسعيد ..

 

وكل امنيتى ربنا يكون راضى عنى ..

 

سليم يلامس كف يده قائلاً :

 

إن شاء الله هتقوم زى كل مره ..

 

وهتبقى كويس ..

 

عبد البديع فى يأس :

 

خلاص ياسليم ...

 

 مش هنكدب على بعض ..

 

 ‏أنا عارف إن الدكتور قالك إنى إنتهيت ...

 

كان نفسي أخوك مصطفى يكون هنا ...

 

كان نفسي اشوفوا قبل ما اموت ..

 

سليم : انا بعت ل مصطفى رساله على تليفونه ...

 

بس انته عارف عشان يرجع من امريكا

 

هياخد وقت ...

 

وقت كتير ...

 

لكن إن شاء الله ..

 

يقاطعه جده عبد البديع وهو ينفى :

 

لاء ..

 

خليه فى مصلحته وشغله ...

 

مفيش داعى تتعبه ...

 

أنا مليش غيركم بعد وفاة ابوكم 

 

شريف الله يرحمه ..

 

وفرحان إنى هموت واشوفوا ...

 

أصله واحشنى أوى ...

 

كان شبهى اوى ...

 

وانته كمان شبهى جدا ..

 

يبتسم سليم : كل الناس كانت بتقول كده ..

 

بس أنا أحلى منك شويه ...

 

يبتسم عبد البديع من مداعبة حفيده

 

سليم وهو يكمل :

 

وعمتك شادية مريضه وبلاش تبلغوها

 

الخبر بتاع وفاتى ...

 

فى الوقت ده على الأقل ...

 

مش هتستحمل ...

 

وعاد للصمت لدقيقه كامله شعر

 

سليم بها أنه قد مات ليعود يكمل بصعوبه

 

: لكن قبل ما اموت عايز اقولك

 

على سر ...

 

سر محدش يعرفه غيرى أنا ...

 

أنا كنت متردد أحكيه ..

 

لكن ...

 

وعاد يسعل من جديد ويلتقط أنفاسه

 

بصعوبه ..

 

ويشعر سليم بأنه سيموت قبل أن

 

يخبره ذلك السر الذى اشعل فضوله

 

لمعرفته ...

 

ليكمل عبد البديع حديثه قائلاً :

 

شايف كل العز اللى أحنا فيه ...

 

تخيل ده كله مين السبب فيه ..؟

 

مط سليم شفتيه : اكيد انته يا جدى

 

دى ثروتك ..

 

وانته اللى جمعتها ...

 

ينفى جده يصعوبه رأسه :

 

 لاء ...

 

جدتك ...

 

جدتك محاسن ..

 

الله يرحمها ...

 

عقد سليم حاجبيه فى دهشه وحيره

 

: جدتى محاسن ...!

 

هز عبد البديع رأسه : أيوه ..

 

جدتك هى سبب ثروتى ...

 

هيه اللى غيرت حياتنا كلها ...

 

يتنهد سليم فى حيره

 

: ازاى ...!

 

ازاى ياجدى مش فاهم ..!

 

يلامس عبد البديع جرابه بصعوبه

 

يخرج مفتاح أصفر اللون

 

وهو يقول : ده مفتاح خزنتى ..

 

وكلمة السر تاريخ ميلاد والدك ...

 

شريف ...

 

افتحها هتلاقى فيها صندوق احمر ..

 

هاته اوام ...

 

يسرع سليم فى تنفيد ما يقوله جده

 

ليعود بالصندوق فى سرعه ..

 

ويمده له يلتقطه عبد البديع ويضعه فوق

 























صدره يقول :

 

أنا سايب لكم ثروه كبيره

 

ثروه عملتها بكفاحى طول عمرى ..

 

لكن اصل الثروه ده كان بسبب

 

جدتك ..

 

جدتك محاسن ..

 

والتمثال الدهب ...

 

سليم فى حيره :

 

 انا مش فاهم أى حاجه

 

ياجدى ...

 

عبد البديع :

 

 القصه اغرب من الخيال

 

وصعب تصدقها ..

 

لأنها بتحكى عن حاجه مفيش

 

أى عقل يستوعبها ...

 

لكن أنا مضطر أحكيهالك ....

 

عشان خايف عليك ..

 

خايف تجرب بالغلط التجربه ...

 

وتكون نهايتك زى جدتك ...

 

زى ما ماتت ... محاسن ..

 

يتابعه سليم فى قمة التعجب ...

 

وجده يخرج من العلبه الحمراء

 

علبه أخرى سوداء ..

 

يفتحها يخرج جوهره زرقاء ..

 

سليم فى ذهول :

 

دى جوهره ...!

 

بس برضه مش فاهم ..!

 

جوهره بالنسبه لثروتك الضخمه الكبيره

 

لا تقارن ...

 

لا شىء ..!

 

مفهمتش تقصد إيه لحد دلوقتى ..!

 

جده بصوت متعب ..

 

وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة

 

: دى مش اى جوهره ...

 

اقصد مش جوهره عاديه ...

 

أنا لحد النهارده من خمسين سنه تقريبا

 

معرفش سرها ...

 

ولا اعرف هي إيه بالظبط ...

 

لكن هحكيلك القصه ..

 

ويارب اقدر اكملها قبل ما اموت

 

ويبدأ عبد البديع بصعوبه بالغه يروى له منذ

 

أن كان يعمل على سياره

 

أجرة ...

 

وقفز ذلك الرجل المجهول سيارته ...

 

إسماعيل

 

حتى جاء إلى نهاية القصه ...

 

وهو إصرار زوجته محاسن

 

على الذهاب ..

 

ورأها بعدها تتمزق أمامه ...

 

لقد كان هناك شىء ما يفترسها هناك ...

 

حولها إلى أشلاء ...

 

ثم بدأت تختفى ...

 

وتتلاشى ..

 

كأنما يلتهمها ..

 

ولم يتبقى منها أى شىء ...

 

كان مشهد لا يمكن وصفه ..

 

مشهد اصابه بالصدمه لسنوات ...

 

كان يتابع لحظة موتها

 

وعاجز عن فعل شىء لأجلها ...

 

لقد ماتت بسبب رغبتها فى جلب المزيد

 

من الذهب هناك ...

 

ماتت من أجل الطمع والجشع ..

 

يتراجع سليم فى صدمه وذهول حاد

 

ينفى : اللى بتحكيه ده يا جدى

 

ميخشش العقل ولا الدماغ ..

 

عبد البديع : مبقاش فى وقت

 

خلاص عشان أقنعك

 

أو أخليك تصدقنى ..

 

أنا بنتهى ...

 

أنا فشلت إنى أقضى على الجوهرة الزرقاء

 

حاولت بكل الطرق إللى تخطر على بالك ...

 

كانت بترجع لى تانى ..

 

ومعرفش سر ارتباطها الغريب بيه ...

 

وكنت خايف حد يجربها من

 

اولادى او احفادى ..

 

ويروح ميرجعش من العالم ده ...

 

عشان كده حكيت لك السر ..

 

وصراحتك قبل ما اموت ...

 

وعاد يمد يده داخل العلبه الحمراء

 

ويخرج كراسه صغيره وهو يبتسم

 

ويمدها له ليلتقطها سليم فى حيره

 

شديده ..

 

ويفتح أوراقها ...

 

قبل أن يتراجع في صدمه لا حدود لها ..

 

لقد كانت هناك رسومات لتلك المدينه

 

التى زارها جده عبد البديع ...

 

للمبانى ...

 

لوجوه تلك المخلوقات العملاقه ...

 

يلامس عبد البديع بسبابته

 

سطح كراسته ...

 

وسليم حفيده يقلب صفحاته ..

 

وهو يقول فى ذهول :

 

 انته بترسم حلو اوى ياجدى ..

 

يبتسم عبد البديع :

 

دى الحاجه الوحيده

 

اللى استفدتها من موهبتى ...

 

حتى تجمد سليم وهو يصل

 

إلى آخر الصفحات ..

 

حيث صورة تلك الفتاة الجميله ..

 

ليقول فى تعجب وإنبهار شديد

 

: مين دى يا جدى ..؟

 

انته رسمتها حلوه اوى ...

 

تتسع عين جده قليلاً : دى ...

 

دى اجمل مخلوقه شوفتها فى حياتى ..

 

سليم بصوت متردد : بس ....

 

بس دى مش شبه باقى الصور ...

 

عبد البديع : أيوه ...

 

دى محبوسه هناك ...

 























محبوسه جو قفص حديد ...

 

لكن كان لها جمال مشفتش مثيل له ...

 

سليم : يعنى دى من البشر  ...!

 

هز عبد البديع رأسه : معرفش ...

 

من يوم ما ماتت محاسن مراتى

 

وأنا خدت عهد مخوضتش التجربه دى تانى ...

 

وكنت قنوع باللى معايا ..

 

وقدرت بفضل الله اعمل الثروة الكبيره

 

اللى قدامك ...

 

عشان كده عايز منك طلب اخير ...

 

طلب بمثابة وصيتى ...

 

السر محدش يعرفه غيرك ...

 

والجوهره تفضل زى ما هيه ...

 

محدش يقرب منها ...

 

ولا يعرف قصتها ...

 

واوعى الشيطان يوزك تخوض التجربه

 

الجوهره دى فتنه ...

 

وفيها سحر يخليك عايز تجرب ..

 

لولا خوفى على اولادى إن يحصل لى

 

حاجه كنت جربت تانى وتالت ...

 

لكن كنت عارف إن لو حصل حاجه

 

اولادى ملهمش حد من بعدى ...

 

عشان كده حب اولادى غلب شهوتى

 

وعادت عيناه تتسع بشده ...

 

وهو يردد : خلى بالك من نفسك ياسليم ...

 

وعيش راضى بالمقسوم

 

هتعيش مبسوط ...

 

وبلاش طمع ...

 

الطمع نهايته مرار ...

 

وجحظت عيناه وهو يلفظ الشهاده ...

 

وتذهب روحه إلى بارئها ...

 

لتتساقط دموع سليم بغزاره ويشعر

 

بشدة الألم والحزن ...

 

واليتم ...

 

 

 

                      *********

 

بعد اسبوع من وفاة جده عبد البديع

 

كان سليم يعيش وحده فى فيلا كبيره

 

ليس معه سوى اثنان من العمال فقط ...

 

ومصنع كبير للزجاج ...

 

كل تلك الثروة أصبحت من حقه هو

 

ومصطفى أخيه ...

 

الذى لم يراه منذ عام وثلاثة أشهر ...

 

الايام تتوالى ..

 

شهر كامل وعقل سليم لم يتوقف

 

عن التفكير فى قصة جده ...

 

تلك القصة الأسطورية الخياليه ...

 

كان يحاول أن يوقف تلك الرغبه الملحه

 

المتكرره والشهوه بخوض تلك التجربه المميته ...

 

التى ربما لا يعود منها ..

 

ويصيبه نفس نهاية جدته محاسن ...

 

هناك هاتف شيطانى يضرب صدى

 

صوته ضلوعه ...

 

يساومه ويحاول إقناعه بالذهاب

 

إلى أرضهم ...

 

لديه شك بأن قصة جده غير حقيقه

 

لا يصدقها فى بعض الأحيان ...

 

ولكن لماذا سيكذب جده ...!

 

لن يفيده ذلك شىء ..

 

وإذا كانت حقيقية فالأمر مرعب ..

 

مرعب إلى أقصى حد ...

 

ولكن قبل أن يخوض تلك التجربه المميته

 

والقاتله عليه أن يبحث من البدايه

 

عن سر تلك الجوهره ...

 

أو بالمعنى الأدق أسرارها ...

 

وينساب إلى عقله تلك الفكره الجنونيه ...

 

تلك الفكره التى يبدأ بها

 

أول خطوات الكشف عن ما إذا كان حقاً

 

جده كان صادق فى قصته ..

 

أم هى من وحى خياله ...

 

ليستقل سليم سيارته ...

 

وينطلق بها نحو هدفه ..

 

هدفه الذى غفل جده عبد البديع عنه ...

 

ويبدأ خطواته الأولى فى البحث ..

 

أول خطواته الجنوبيه ...

 

نحو الحقيقيه ...

 

نحو سر الجوهره ..

 

الجوهره الزرقاء ...


إضغط هنا الجزء 7

 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات