رواية
سكان القمر
الجزء 49
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
بالتأكيد كانت
مفاجأة هذه المره تفوق
كل التوقعات
..
بظهور شخصيه
لم تكن فى الحسبان ..
يدور الاسم فى
أذهان الجمع الواقف ..
لينفى سليم
برأسه فى ذهول تام
يقول : مش
ممكن ....!!
مستحيل ..!
وعاد يرفع
سبابته يشير
إلى جابر يقول
بأعين متسعه منبهره
: جابر ..!
جابر الجبالى
لسه عايش ...!!
ابتسم العجوز
وهو يهز رأسه :
ايوه ...
حيا يرزق ...
ورفع عصاه
التى فوق ساقه
ناحية الرجل
الرفيع الواقف جانبه
والذى تحدث
معه سليم قبل
قدوم جابر وقال
: وده ابنى ..
ابنى محمود
...
محمود حسين
رستم ..
يزداد سليم
تعجبه وهو يكمل :
متستغربش ...
ايوه ..
ده أسمى اللى
عشت بيه بين الناس ..
حسين رستم ...
مش جابر
الجبالى ..
أنا عشت طول
عمرى ..
ادور على الجوهرة ..
ديما كان عندى
أمل ...
وأحساس إنى
هتلاقيها
فى يوم ..
مقدرش انسى
اليوم اللى جيت فيه
القاهره ....
اليوم اللى
غير كل حياتى ...
انا انكتب لى
عمر جديد بعد الحادثه . .
عشت اسوء ايام
حياتى فى الفقر بعدها
نمت فى
الشوارع ...
نمت ايام من
أكل ...
لحد ما اتعرفت
على شخص ساعدنى
اسافر اليونان
...
وهناك بدأت
اشتغل مع ناس بتاجر
فى كل حاجه ..
كونت ثروة
كويسه ..
وبعد سنين
رجعت مصر تانى
..
عملت شركه
صغيره للمقاولات .
و أسمى كبر فى
السوق ...
لكن عمرى ما
نسيت الجوهرة ..
ديما بدور
عليها ..
ديما فى بالى
..
وأحلامى ...
قدرت اوصل ل
عصام ابن اسماعيل ...
اسماعيل صقر
....
شريكى اللى
مات فى التاكسى
بتاع جدك من اكتر من خمسين سنه ..
وجدك خد
الجوهره ..
ورمى جثته ...
وكانت
الجوهرة السبب ..
فى الفلوس اللى عشتوا
فيها بعد كده
...
كانت السر فى
ثروتكم ...
وأشار بعصاه :
لما جدتك
محاسن اللى واقفه هناك
سرقة التمثال ..
يتابعه الجميع
فى تعجب لمعرفته
كل تفاصيل ما
حدث بدقه متناهيه ...
ليقول وهو
يكمل حديثه :
بعد ما بدأت أفقد الأمل تماماً
فى الوصول
لمكان الجوهره ..
فجأة
عصام بلغنى
بزيارتك المريبه ..
اللى قلبت كل الموازين ...
وكلامك عن
حادثة والده اسماعيل ..
كانت زيارة
عبيطه منك ..
ملهاش معنى ..
لكن خدمتنى
...
ساعتها بدأ
الامل يرجع وبقوة ...
لكن للأسف
عصام استعجل .
كان نفسه يوصل
للوجوهرة اللى راحت
من أبوه ...
واتصرف بدون
علمى ...
أتصرف من
دماغه ..
وراح ضحيه
الغدر ...
مات عصام ابن
الغالى ...
دورت عليك
كتير ..
عشان انتقم
منك ...
لحد ما لقيتك
..
لكن كان همى
قبل ما اخلص عليك
أنى ألأقى
الجوهرة ..
كانت عيون
رجالتى عليك ليل ونهار ..
لحد ما وصلت
لك هنا ..
دلوقت ..
سليم فى تعجب
:
لكن انته معاك كل تفاصيل القصه ...
وعارفها ...!
مش غريبه
...!!
يضحك جابر :
قوة ملاحظه
منك ..
لكن ..
لكن ... طبعاً
الفضل يرجع لمساعدة
الشخص اللى
ادانى كل تفاصيل القصه
وكل اللى حصلك
..
وكان بيقولى
اخبارك اول ...
بأول ...
عقد سليم
حاجباه فى تعجب شديد
لحديثه ...
وهو يقول :
ومين الشخص ده ..؟!
يبتسم جابر
بملامح خبيثه
: يعنى
معرفتوش ..؟
ينفى سليم :
لاء ...
يدور جابر
فجأة برأسه
إلى شمس يقول بصوت صارم قوى
: شمس ..
شمس برهان ...
تراجع الجميع
فى ذهول حاد وصدمه
فاقت كل
التوقعات ..
وهى تتابع
مبتسمه ..
وتخطوا بالقرب
من جابر
: كل شىء له
تمن ...
سليم فى ذهول
تام ينفى فى حسرة
: مش ممكن
....!
مش ممكن تكونى
بالواقحه ....
وبالقذاره دى
..!
أنا مش قادر
اصدق أو استوعب
حجم الخسه
والنداله
اللى فى دمك
..
انتى أيه ..!
شيطانه ...!
تبتسم شمس فى
سخريه تقول :
واضح انك بدأت
تكرهنى ياسليم ..؟
هز سليم رأسه
: صراحه ..
فى دى عندك حق ..
انا فعلا
كرهتك ..
مش بدأت اكرهك
..
انتى ..
يقاطعه جابر فى حدة :
بقولك إيه ..
مش وقت عتاب خالص ...
شمس عملت الصح
..
وخدت ملايين
مكنتش تحلم بيها .
وتستحق ..
الزمن ده زمن
كل واحد بيشوف مصلحته
فين ويروح لها
...
حتى لو هيدوس
على اقرب الناس إليه ..
وهى ضحت بيكم
..
وانتوا متسوش
عندها أى شىء ..
يبقى هيه عملت
الصح .
حياتكم متسواش
أى شىء ..
واظن الرحله
لحد هنا انتهت ..
وآن الاوان
ترجع الجوهرة
لمكانها
الطبيعى ..
لحضنى .
الجوهرة دى
ناس كتير بدور عليها ..
ولحد دلوقت
مستعدة تدفع عليها
جبال فلوس ..
او جبال دهب
..
وانا كنت
هبعها زمان انا وإسماعيل
بمبلغ تافه ..
ميسويش قيمتها
الحقيقه ..
لكن يشاء
القدر إنى أبعها بعد أكتر
من خمسين سنه
...
بمبلغ خيالى
..
فلوس تكفى
أحفاد أحفادى ...
هكون من
أثرياء العالم ...
لكن للأسف
لازم السر يموت ..
وعشان يموت
لازم كلكم تموتوا ..
حتى شمس ..
اتسعت عين شمس
فى حسرة
وانتفض جسدها
وهى تشير
إلى نفسها
تقول :
أنا ..!
أومأ جابر
برأسه :
ايوه ..
ايوه ياشمس ..
سامحيني ..
ده الحل
الوحيد لضمان حماية السر ..
ودار بوجهه
ناحية محمود يقول :
خلص على كل
اللى فى البيت
هنا يا محمود
..
هز محمود رأسه
فى إشارة بالترحاب
لهذا القرار
...
يقول : أوامرك
ياحاج ...
ورفع رجال
جابر العمالقه
بنادقهم الأليه فى وجوه الجميع ..
وقبل أن ينطلق
الرصاص
كان جسد
الصغير أدهم ينتفض بين
ذراعى الرجل
الضخم الذى يحمله ..
ليفلت من يده
لكن لم يسقط أرضاً .
لقد كان يسبح
فى الهواء
كرواد الفضاء
أثناء رحلاتهم ..
بشكل ضد
الجاذبيه ...
عائم فى
الهواء ...
وبدأ جسده يشع
لون أزرق بشكل مبهر ..
متزايد ..
وكأن جسده
اشتعل بنيران زرقاء اللون ...
جعلت الجميع
يتراجع فى هلع ..
ويغلقون
اعينهم من شدة هذا الضوء ..
الذى غطى
المكان ..
وصنع سحابه
كبيره ..
لا احد يرى
شىء ..
ولا احد يستطع
فتح عينيه
أمام هذا
الشعاع
الأزرق من جسد
أدهم ..
ثم بدأ بعد
دقائق يذهب رويداً ..
بشكل تدريجى
...
ويبدأ الجميع فى
فتح عينيه ..
ليتراجعوا فى
صدمه لا حدود لها ..
لقد وجدوا
أنفسهم جميعاً
فى مكان آخر
..
مكان لم
يتوقعوا رؤيته ..
لقد صعدوا دون
أن يفهموا
كيف حدث هذا
إلى سطح القمر
...
جابر وابنه
ورجاله ...
وسليم وعائلته
..
فجأة يصدر
جانبه هذا الصوت ...
( أبى)
يدور سليم إلى
مصدره
صوت يعرفه
تماما ...
صوت أدهم ابنه
...
ولكن هذه
المره كان أدهم
فى شكل وهيئه
مختلف ..
صوره لم
يتوقعها سليم ..
وصرخ من هول
المفاجأة ..
فما كان يراه
هذه المره يفوق
قدرات عقله ...
وعقولهم جميعاً ..
فوق سطح القمر ..
تعليقات
إرسال تعليق