القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 24

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا


 

مخلوق مرعب وضخم وبشع

 

 لا يمكن وصفه ..

 

 ‏وذاد ملامحه رعباً

 

 ‏ غضبه وثورته ..

 

 ‏و ريمونا تنظر له وكأنها تعلم فى أعماقها

 

 ‏أنها النهايه ..

 

 ‏تعلم مدى جبروته وشراسته ..

 

 ‏وقسوته ...

 

 ‏يقترب ببطء وهو يضرب الأرض بأقدامه

 

 ‏فى عنف ليزيد قلوبهم خوفا منه ...

 

 ‏ينظر إلى أخته ريمونا وقبض فجأة

 

 ‏على عنقها ‏فى قوة ...

 

 ‏مما جعل أعينها تتسع ..

 

 ‏وتزداد إنتفاخ بشكل تكاد أن تسقط

 

 ‏من رأسها ..

 

 ‏وهو يقول بصوت غليظ مرعب

 

: ‏لقد أهنتى شعبك ..

 

 ‏قومك ..

 

 ‏أخيك ..

 

 ‏لقد أصبحت خائنه ..

 

 ‏قذره ..

 

 ‏ملعونه ...

 

 ‏الموت سيكون رحمه لك ..

 

 ‏ولكنك تستحقين أكثر منه ..

 

 ‏وحملها بقبضه واحده رغم ضخامتها

 

 ‏ورفعها وألقى بها بعيداً

 

 ‏لتسقط فى عنف ..

 

 ‏وتصرخ من شدة الألم ..

 

 ‏ويقترب ويركلها فى معدتها فى قوة

 

 ‏ضربات متتاليه قاسيه ...

 

 ‏حاده ..

 

 ‏جعل دماء سوداء تنفجر من شفتيها ..

 

 ‏وهى تتوسل له بالرحمه ..

 

 ‏لا تقتلنى أخى ..

 

 ‏ينفجر فيها فى لهجه ثائره :

 

 ‏لقد أنجبت من البشرى ..

 

 ‏تزوجت منه ...

 

 ‏تنظر له بأعين هزيله :

 

 ‏كما فعلت انت من قبل ...

 

 ‏وأحببت شمس برهان ...

 

 ‏وحاربت أهلك من أجلها ..

 

 ‏يعود لركلها من جديد فى شراسه

 

 ‏وهو يصرخ :

 

 ‏لكنى لم أهرب من قومى أيتها الحقيره ..

 

 ‏لم أسرق من سجنها الأسرى ..

 

 ‏واذهب بهم إلى الأرض ..

 

 ‏وانجب منهم ..

 

 ‏لم أكن خائن مثلك ..

 

 ‏وعاد يلتفت الى سليم الصامت

 

 ‏الذى يتابع فى توتر وخوف وقلق

 

 ‏يقترب منه وهو يبتسم ساخراً :

 

 ‏أنا اتحدث العربيه من أجلك ..

 

 ‏من اجل أن تسمعنى وتعلم ما أقول ..

 

 ‏لقد سمعتها عندما جئت إليكم

 

 ‏تتحدث لك العربيه ...

 

 ‏وأنا أكلمك الآن بها ..

 

 ‏لكى تعلم أنك ستنال منى عقاب شديد ..

 

 ‏عاد يلامس بأصبعه الحقيبه

 

 ‏ليكشف الغطاء عن وجه الصغيرين

 

 ‏النائمين فى هدوء ..

 

 ‏كان سليم عاجز عن فعل شىء  ..

 

 ‏لا يملك سوى الصمت ..

 

 ‏كان يعلم بكل تأكيد أنه

 

 ‏لا يمكنه مجابهة مخلوق مثله  ..

 

 ‏لا يمكنه الدفاع عن زوجته ريمونا

 

 ‏أو ولديه ..

 

 ‏الذى لم يطلق عليهم اسم بعد ...

 

يعود سوفر للنظر له وهو يقول

 

سيكون العقاب الأول هو قتل ولديكم

 

أمامكم ..

 

قبل أن اقتلكم ..

 

وقبل أن تلمس يداه الصغيرين ..

 

كانت ريمونا تنتفض واقفه ..

 

من اجل صغارها ..

 

دب فى جسدها أكسير القوه والعزيمه

 

والشجاعه ..

 

لتنهض من بين دماؤها ..

 

وجسدها المحطم تقفز نحو جسد

 

أخيها وتسقطه معه بأجسادهم الضخمه

 

أرضاً فى عنف ...

 

وتضرب أنيابها الحاده فى رقبته ليصرخ

 

فى جنون وألم ..

 

ومع صراخه كان صوت القطار يعلن

 

مجيئه ...

 

لتصرخ نحو سليم فى عنف

 

: اهرب ..

 

اهرب يا سليم ....

 

اركب القطر ده بسرعه ..

 

تجمد سليم وهو يتابع المعركه الطاحنه

 

بينهم ..

 

وهى تصرخ من جديد له

 

وتطالبه بالرحيل  ..

 

ويستجيب سليم ويفر هارباً

 

يحمل بين يديه ولديه ...

 

لم يكن لديه بديل أو إختيار ...

 

ليبتعد عن ريمونا التى تقاتل من أجل

 

حماية زوجها وإبنيها ..

 

تقاتل أخيها بكل شراسه ..

 

يصل سليم بعدها المحطه الخاليه

 

فى ذلك التوقيت ...

 

لا يعلم كيف علمت ريمونا بأمر

 

هذا القطار ومكانه ..

 

لكن لا وقت للحيره الآن فى مثل

 

هذا الأمر ..

 

هدفه فقط الآن هو الهروب ..

 

 يستقل القطار لحظتها قبل رحيله

 

بدقيقه واحده ..

 

الظلام يسكن كل النوافذ ..

 

قطار شبه خال ..

 

لا يعلم إلى أين يذهب به ...

 

كل ما يهمه أن ينجو من سوفر ..

 

لا يستطيع سليم أن يمنع قلبه

 

 أن يرتجف ..

 

 ‏خوفه الشديد على ابناؤه يجعله

 

 ‏يفقد القدره على التفكير ..

 

























 ‏لقد شعر بالحزن من أجل ريمونا

 

 ‏لقد احس بمدى تضحيتها من أجلهم ..

 

 ‏يستأل فى صدره فى قلق

 

 ‏ماذا حدث لها ..!

 

 ‏هل قتلها أخيها سوفر ..!

 

 ‏هل ..

 

 ‏قطع تفكيره صوت ذلك الارتطام القوى

 

 ‏الذى حدث ..

 

 ‏وكأن صخره عملاقه قد سقطة فوق

 

 ‏سطح القطار ..

 

 ‏جعلت الجميع يشعر بالخوف ..

 

 ‏والجمع الحاضر ينظرون لبعضهم

 

 ‏يتسألون عن مصدر هذا الصوت القوى ...

 

 ‏فجأة وجد على سطح النافذه

 

 ‏ذلك الكائن الغريب الذى يزحف ..

 

 ‏ليقفز سليم ويجلس أرضاً فى خوف

 

 ‏بين يديه حقيبة أولاده ..

 

 ‏ينظر إلى ذلك الشىء الأشبه بالتمساح ..

 

 ‏تمساح يزحف على جانب القطار ..

 

 ‏جعل الجميع يصرخ ..

 

 ‏يصرخ فى فزع ...

 

 ‏وتعالت صرخاتهم ..

 

 ‏وهم يهرعون ويندفعون هاربين ...

 

 ‏فى حاله من التخبط والزحام ..

 

 ‏يتساقطون فوق بعضهم ..

 

 ‏لا يعلم سليم من أى شىء يفرون

 

 ‏هكذا بجانبه

 

 ‏ولكنه بكل تاكيد ليس بالأمر الجيد

 

 ‏ربما استطاع سوفر الوصول إليه ...

 

 ‏ربما كان بالفعل ذلك التمساح هو

 

 ‏ سوفر ..

 

 ‏فجأة يرى سليم تلك الرأس

 

 ‏البشريه المقطوعه التى تسقط بجانبه

 

 ‏وتدور كالكره ..

 

 ‏تتساقط منها الدماء ..

 

 ‏رأس لرجل مقطوعه للتو بشىء حاد

 

 ‏كالسيف ..

 

 ‏وقبل أن يرفع سليم رأسه ..

 

 ‏كانت تلك الاقدام المخيفه بالقرب منه

 

 ‏تنظر له وتتفحصه ..

 

 ‏كان سوفر ..

 

 ‏بجسد ضئيل يناسب المكان ..

 

 ‏نظر نحو سليم وهز رأسه ..

 

 ‏وكأنه يخبره أنه قتل ريمونا ..

 

 ‏وجاء دوره ...

 

 ‏فجأة ينطلق فى المكان صوت طلقات

 

 ‏الرصاص ..

 

 ‏ثلاث رجال يحملون اسلحه

 

 ‏يصوبونها نحو سوفر ..

 

 ‏بطلقات متتاليه ..

 

 ‏منهمره ..

 

 ‏لكن لم يكن هناك رد فعل منه سوى

 

 ‏أن تحرك نحوهم ..

 

 ‏والطلقات تذوب كالثلج فى جسده ..

 

 ‏صرف هذا نظره قليلاً عن سليم

 

 ‏الذى هب واقفا يفر مبتعدا مع

 

 ‏اطفاله ..

 

 ‏لا ينظر خلفه ..

 

 ‏ولو حدث لرأى مشهد رهيب

 

 ‏و سوفر يحصد أرواح كل ما فى طريقه

 

 ‏ويقتله بكل يسر ..

 

 ‏وشراسه وافتراس ...

 

 ‏لقد صنع بحر من الدماء أسفل قدميه ..

 

 ‏فى القطار ..

 

 ‏جثث لا تعد ...

 

 ‏متراكمه .. ومنتشره على المقاعد والأرض ..

 

 ‏لا يعلم سليم إلى أين تأخذه أقدامه ..!

 

 ‏قطار منطلق ..

 

 ‏ومخلوق بشع يتبعه لا يمكن وقفه

 

 ‏او صده ..

 

 ‏يريد فقط قتله هو وصغاره ..

 

 ‏إلى أن وصل إلى العربه الأخيره ...

 

 ‏ولم يعد هناك سوى باب مغلق خلفه

 

 ‏الظلام ...

 

 ‏اغلق سليم عينيه فى يأس شديد ..

 

 ‏وشعر بأنها النهايه بلا شك ..

 

 ‏بلا أدنى شك ..

 

 ‏لقد استيقظ أطفاله يبكون بشده ..

 

 ‏ومزق هذا قلبه ..

 

 ‏يفتح سليم الباب الاخير ..

 

 ‏هناك مصعد صغير لسطح القطار ..

 

 ‏يبدأ فى صعوبه تسلقه وصعوده

 

 ‏هواء شديد يضرب صدره ..

 

 ‏يتحرك بصعوبه يخشي أن يفقد توازنه

 

 ‏ويسقط ويفقد حياته هو و صغاره ...

 

 ‏بالتأكيد سيصل له سوفر قريباً ..

 

 ‏لا مفر من ذلك ...

 

 ‏ولا يجد حل للخلاص لم هو فيه ...

 

 ‏فجأة يظهر سوفر أمامه ..

 

 ‏بوجه غاضب شرس ..

 

 ‏ولم يكن هناك مفر أمام سليم

 

 ‏وسوفر يتقدم نحوه بخطوات قويه

 

 ‏وأعين يسكنها الإنتقام ...

 

 ‏شعر سليم أن الأمر قد انتهى عند هذه

 

 ‏النقطه ..

 





























 ‏سيقتله لا محال ..

 

 ‏ينظر له سوفر بمنتهى الغل والكراهية

 

 ‏قائلا بصوت أجش :

 

 ‏لا تنتظر ريمونا لإنقاذك هذه المره

 

 ‏أيها البشرى الغبى ..

 

 ‏لقد قضيت عليها ...

 

 ‏سليم فى حزن وحسره :

 

 ‏ بأى ذنب قتلتها ..!!

 

 ‏عملت إيه ..؟؟

 

 ‏يشير سوفر نحو حقيبة الصغار قائلا

 

: يكفى أنها أنجبت من بشر

 

 ‏وغد مثلك ...

 

 ‏يشعر سليم بالقهر وبالمهانه ..

 

 ‏لكن لا يمكن من الأمر حيله ..

 

 ‏ولا يمكنه مجابهة أو مواجهة

 

 ‏ذلك الوحش العملاق المفترس  ..

 

 ‏يقترب أكثر سومر ويمد يده يجذب فى قوة

 

 ‏وعنف الحقيبه التى تحمل الصغار ..

 

 ‏كانوا يبكون بقوة ..

 

 ‏نظر لهم سوفر نظره واحده ثم ألقى بهم

 

 ‏بعيدا من أعلى القطار السريع المنطلق ..

 

 ‏بلا أدنى شفقه أو رحمه ..

 

 ‏ليصرخ سليم فى حسره وهو يرى

 

 ‏اولاده يسقطون بعيداً من أعلى القطار

 

 ‏نحو الظلام ...

 

 ‏ونحو المجهول ..

 

 ‏ونحو الموت المحقق ..

 

 ‏يرفع يده ويصرخ بقوة ..

 

 ‏وهو ينثنى على ركبتيه فى حسره ..

 

 ‏يبتسم سوفر ساخراً :

 

 لقد قتلتهم أمامك ..

 

 ‏وسعيد بحسرة عينيك ..

 

 ‏اذهب لهم أنت أيضاً ..

 

 ‏عليك اللحاق بهم وب ريمونا الخائنه ..

 

 ‏وركل سوفر بعدها سليم فى معدتها بقوة غاشمه ..

 

 ‏قوة جعلت سليم يطير هو الآخر من

 

 ‏فوق سطح القطار ..

 

 ‏ويهوى نحو الموت هو الآخر ..

 

 ‏الموت المحقق ..

إضغط هنا الجزء 25

 

   إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات