القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 7

 

تأليف محمد أبو النجا

 

 

 

مصافحه حاره داخل مكتب الملازم

 

صفوت ثابت ...

 

وبجواره سليم عبد البديع الذى ابتسم

 

قائلاً : يارب مكنش جيت فى وقت

 

 غير مناسب ...

 

يمد صفوت يده يدعوه للجلوس :

 

ياراجل ايه الكلام ده ..!

 

دانته تشرف فى اى وقت ...

 

واحشنى جدا على فكره ..

 

تعالى اقعد وطمنى عليك ..

 

اخبارك ايه ..؟

 

يجلس سليم فى المقعد المقابله له ..

 

وهو يقول : الحمد لله ... بخير  ...

 

بس بعيش حاله من الوحده

 

 فى الفتره الاخيره ..

 

بعد وفاة جدى عبد البديع ..الله يرحمه ..

 

يتراجع صفوف فى حزن :

 

لا حول ولا قوه الا بالله ...

 

أنا والله ما اعرف غير منك دلوقت .

 

هز سليم رأسه وهو يتنهد :

 

جدى كان بيهون عليه الدنيا ..

 

هو اللى مربينى بعد وفاة ابويا وامى ..

 

صفوت : واخوك مصطفى ..!

 

 مفيش اخبار عنه ..؟

 

ينفى سليم : مصطفى مشغول على طول ...

 

ويدوب كل فين وفين لما نتكلم  ..

 

وأنا دلوقت اللى بدير كل حاجه لوحدى ..

 

يلامس صفوت ركبة سليم بيده اليمنى

 

: انته قدها وقدود يابطل ...

 

أنا عارف إن الحمل تقيل عليك ..

 

والله انا من رأى تتجوز ...

 

شوف لك واحده كده بنت حلال

 

و ت...

 

يقاطعه سليم وهو ينفى برأسه

 

: لا ..

 

انا مبفكرش فى الموضوع ده خالص ..

 

دلوقتى ...

 

صفوت : لكن مقولتليش ...

 

ايه سبب الزياره الجميله والمفاجئه

 

دى ...!

 

الزيارة السعيده فى مكتبى ...!

 

سليم : والله نفسي اجيلك من زمان بس

 

انته عارف ظروفى ...

 

لكن النهارده انا جايلك فى طلب بس ..

 

يقاطعه صفوت : يابنى أمرنى ..

 

تحت امرك ..

 

سليم : هو طلب بس غريب ...

 

غريب جدا ...

 

بس ياريت تقدر تساعدنى ..

 

صفوت يابنى قول على طول ..

 

إيه هو ...؟

 

سليم : فى الحقيقة أنا جدى عبد البديع

 

قالى عن حادثه حصلت له من زمان ..

 

زمان اوى ..

 

يعنى من خمسين سنه تقريباً ..

 

وقت ما كان لسه في بداية حياته ...

 

كان شغال على تاكسي وقتها ..

 

قبل ما يتجه للتجاره وربنا يكرمه

 

ويحقق الثروة ..

 

عقد صفوت حاجبيه فى تعجب

 

: حصل له ايه من خمسين سنه ..؟

 

سليم فى تردد :

 

واحد اتقتل فى التاكسي بتاعه ..

 

 ناس ضربوا عليه نار ..

 

ومات ...

 

جدى من الخوف رماه فى الصحراء

 

فى مكان قالى عليه كويس

 

خاف من المشاكل ...

 

صفوت فى دهشه :

 

 برضه مفهمتش ..!

 

انته عايز إيه ...؟

 

ايه المطلوب منى بالظبط ...؟

 

ينظر له سليم فى توتر قائلاً :

 

عايز اعرف مين الراجل اللى اتقتل

 

فى التاكسي ده .. ؟

 

يتراجع صفوف بظهره للوراء  يقهقه

 

: انته بتهزر صح ...؟

 

ينفى سليم بوجه صلب

 

: لاء ...

 

أنا فعلا عايز اعرف مين الشخص ده ..

 

يخرج صفوت واحده من سجائره

 

يقول : معلش ممكن اضايقك

 

وادخن سيجاره ...!

 

أنا عارف إنك مبدخنش ..

 

ولا بتحب التدخين ...

 

هز سليم رأسه في صمت بالموافقه

 

وصفوت يشعل سيجارته وينفث دخانها

 

قائلاً :

 

يابنى اللى بتحكيه ده مش داخل دماغى ..

 

انته مش صريح في كلامك ..

 

ومخبى حاجه ...

 

ومتنساش انك بتكلم ظابط شرطه ...

 

لو عايزنى فعلا اساعدك صارحني ..

 

سليم فى قلق :

 

 اصارحك بأيه ...؟

 




















ينفث صفوت دخان سيجارته

 

: انته جاى تدور على جريمه حصلت

 

من خمسين سنه ليه ...؟

 

إيه السر ...؟!

 

وياريت تقنعنى ...

 

يسود الصمت للحظات بينهم

 

ليقول سليم :

 

 ممكن تعفينى من الإجابة ...؟

 

أنا كل اللى طالبه منك اعرف مين

 

 الشخص ده ...؟

 

 ‏يتنهد صفوت :

 

 ‏ مش عارف اقولك ايه ..!

 

 ‏احنا أصحاب من سنين طويله

 

 ‏لكن كان واجب تصارحنى

 

 ‏يجوز انصحك ..

 

 ‏او أفيدك فى الحاجه اللى عايزها ..

 

 ‏لكن على كل حال مش هضغط عليك ..

 

 ‏مسالة جريمه حصلت من خمسين سنه

 

 ‏امر مش سهل ادور لك عليه ..

 

 ‏لكن أوعدك أنى هحاول اساعدك

 

 ‏بقدر المستطاع ..

 

 ‏يعتدل سليم من مقعده : ياريت ..

 

 ‏ياريت تقدر يا صفوت ..

 

 ‏انا محتاج اعرف مين الشخص ده جدا

 

 ‏وساد بعدها صمت طويل

 

 ‏كان صفوت فيه فى قمة الحيره والدهشة

 

 ‏من أمر صديقه ...

 

 

 

                       *********

 

 ‏حاول سليم بكل وسيله منع ذلك الفضول

 

 ‏الزائد من دفعه لخوض تلك التجربه

 

 ‏الخطيره ...

 

 ‏لكنه لم يستطع ..

 

 ‏لقد تغلب عليه شغفه ..

 

 ‏وانتصرت رغبته ..

 

 ‏كان يجلس فوق مقعد مكتبه

 

 ‏داخل الفيلا  ..

 

 ‏يداعب الجوهره الزرقاء بأصابعه ..

 

 ‏فى تردد لكن لم يستطع ...

 

 ‏ونقض العهد الذى بينه وبين

 

 ‏ جده عبد البديع ..

 

 ‏تلك الجوهره لها سحر لا يقاوم ...

 

 ‏يحتضنها بقبضته ..

 

 ‏وينتابه إحساس غريب بالنوم ..

 

 ‏ويذهب فى سبات ونوم عميق ..

 

 ‏ويذهب هناك ..

 

 ‏إلى أرضهم ...

 

 ‏لتتسع عيناه وهو لا يصدق وصوله

 

 ‏الى ذلك العالم الغريب ..

 

 ‏ويطلق عقله ذلك السؤال المخيف

 

 ‏هل هو حقا فوق القمر ...؟

 

 ‏هل ذهب إليه بالفعل ... ؟

 

 ‏دار برأسه بين النجوم ..

 

 ‏يبحث عن كوكب الأرض ...

 

 ‏لكنه لم يعرفه ..

 

 ‏الفضاء واسع ومظلم ...

 

 ‏تحرك بهدوء وحذر ...

 

 ‏يعبر البوابه الضخمه الفضيه

 

 ‏نحو مدينتهم ...

 

 ‏نحو منازلهم ...

 

 ‏ليصيبه الانبهار الشديد ..

 

 ‏وتتسع عيناه وتزوغ فى كل الإرجاء ...

 

 ‏يحاول الاختباء من عيونهم ...

 

 ‏ما هؤلاء القوم ..!

 

 ‏يعبر بجسده نحو مبنى جنبى

 

 ‏يصعد ادراج سلمه ...

 

 ‏يصل سطحه ...

 

 ‏يتحرك ببطء ..

 

 ‏لقد كان المشهد من أعلى مذهل ..

 

 ‏لا يمكن وصف تلك المدينه المبهره ...

 

 ‏فجأة يضرب مسامعه ذلك

 

 ‏الصوت الأنوثى

 

 ‏من أنت ...؟

 

 ‏يدور برأسه لقد كانت فتاة عملاقه ..

 

 ‏تشبه سكان المكان ..

 

 ‏تنظر له فى دهشه وحيره وهو

 

 ‏يتراجع يلتصق بظهره بالحائط

 

 ‏وهى تكمل مع إقترابها منه

 

 ‏: تكلم ...؟

 

 ‏من أنت ...؟

 

 ‏وكيف جئت هنا ...؟

 

 ‏لم يجيبها سليم ..

 

 ‏ظل صامت ...

 

 ‏متوقف كالحجر ..

 

 ‏لا يجد حتى منفذ للهرب ..

 

 ‏كان جسدها يصنع حاجز بينه وبين

 

 ‏باب الخروج ..

 

 ‏يحاول التحرك وهى تفهم ذلك ..

 

 ‏لتحاول منعه ..

 




















 ‏وهى تضحك ...

 

 ‏وكأنها تداعبه ...

 

 ‏يمين ويسار ...

 

 ‏حتى امسكته ...

 

 ‏وحملته نحو رأسها العملاقه تتفحصه

 

 ‏قائله : انت وسيم للغايه ...

 

 ‏من أى كوكب جئت ...؟

 

 ‏الارض أليس كذلك ..؟

 

 ‏انا اعرف شكلكم وحجمكم ...؟

 

 ‏لذلك احدثك بالعربيه ...

 

ملامحك عربيه على ما يبدو ...

 

 ‏تكلم ...؟

 

 ‏أجب عن سؤالى ..؟

 

 ‏هز سليم رأسه :

 

 ‏أيوه أنا من الأرض ..

 

 ‏بس انتى هتكسرى ضلوعى ..

 

 ‏هموت وهتخنق ..

 

 ‏تضعه أرضاً ليلتقط أنفاسه ..

 

 ‏لتقول وهى تنظر له بأعينها الواسعه

 

 ‏: كيف جئت إلى هنا ...؟

 

 ‏سليم : هو أنا فين بالظبط ..؟

 

 ‏تجيبه وهى ترفع يديها وكتفها جانبها :

 

 ‏ انت على القمر ...

 

 ‏لكن كيف وصلت إلينا ...؟

 

 ‏لا أحد يمكنه التواجد هنا فى مدينتا ...

 

 ‏سليم : بس جدى جه قبل كده هنا ...

 

 ‏من خمسين سنه تقريبا ..

 

 ‏وجدتى ..

 

 ‏تنظر له فى حيره قائله

 

 ‏: جدتك ..!!

 

 ‏هز رأسه : نعم محاسن ...

 

 ‏تعتدل بقامتها عاليا تقول بنبرات

 

 ‏غاضبه : اللصه ...؟

 

 ‏محاسن اللصه ...؟

 

 ‏أليس كذلك ...؟

 

 ‏تلك التى سرقت التمثال من مدينتنا

 

 ‏ منذ خمسة ‏أيام ..؟

 

 ‏نفى برأسه : قصدك من خمسين سنه

 

 ‏تنفى برأسها : خمسة أيام هنا ..

 

 ‏تقابل خمسون عام لديكم ...

 

 ‏ على أرضكم ...

 

 ‏يتراجع فى صدمه وهى تكمل

 

: ‏اذن محاسن هى جدتك ...؟

 

 ‏هز سليم رأسه : أيوه ...

 

 ‏جدتى الله يرحمها ..

 

 ‏ماتت وعمرى لا شوفتها

 

 ‏ولا قابلتها ..

 

 ‏تنفى برأسها فى تعجب :

 

 ‏لكن جدتك لم تمت ..

 

 ‏مازالت على قيد الحياة..

 

 ‏جدتك اسيره هنا لدينا..

 

 ‏ ولن تعود أرضكم مجددا ..

 

 ‏تلك اللصه البدينه ...

 

 ‏لم يصدق سليم جملتها

 

 ‏وهو يصرخ :

 

 ‏ جدتى هنا ..؟

 

 ‏جدتى محاسن عايشه ..؟

 

 ‏اومأت برأسها : نعم ...

 

 ‏هل تريد رؤيتها ...؟

 

 ‏لم يصدق سليم حديثها ..

 

 ‏وهى تشير له ..

 

: اتبعنى ‏تعالى معى ..

 

 ‏سأريك أين هى ..

 

 ‏تحرك سليم بخطوات متردده معها وهو لا يصدق

 

 ‏ما تقوله ..

 

 ‏لا يصدق أنه سيرى جدته محاسن

 

 ‏وأنها لم تمت ..

 

 ‏وتسأل فى ذهول

 

 ‏كيف سيكون هذا اللقاء ...؟

 

 ‏وكيف هى جدته ...؟

 

 ‏وما رد فعلها حينما تعلم أنه حفيدها

 

 ‏إبن ولدها شريف ...

 

 ‏سيكون اللقاء من النوع الفريد ..

 

الذى لم يحدث من قبل ...

 

ولم يمكن لأحد توقعه أو تخيله ...

 

  لقاء مثير ..

 

 ‏مثير إلى أقصى حد ...


إضغط هنا الجزء  8

 

  إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات