القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 27

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

( صفوت ..!! )

 

نطق سليم جملته فى صدمه لا حدود لها

 

وهو يتراجع بأعين متسعه وفم مفتوح يقول

 

فى ذهول :

 

مش ممكن ..!!

 

إنته بتعمل إيه هنا فى الطياره ..؟

 

يبتسم صفوت وهو يستند بظهره على

 

المقعد قائلاً :

 

تفتكر إنى كنت ممكن اسيبك

 

تسافر لوحدك ..؟

 

سليم فى تعجب :

 

 ومسافر معايا على نفس الطياره

 

 ‏أنا مش مصدق عنيه ..

 

 ‏صفوت ثابت معايا ....!!

 

هز صفوت رأسه وضم شفتيه

 

: للأسف أيوه ..

 

مضطر أسافر معاك ..

 

قدرى بقى ..

 

صاحبى وخايف عليه ..

 

وعاد يشير بسبابته بالقرب من أنف

 

سليم قائلا :

 

بس خلى بالك ...

 

ده مش معناه أنى مصدق قصتك ..

 

أو مقتنع بيها ...

 

ابتسم سليم : بالعكس

 

أنته مصدق جواك قصتى

 

وخايف تعترف بده ..

 

يقهقه صفوت بصوت عال داخل الطائره

 

لفت أنتباه الجالسون بجانبه وهو يقول

 

: يمكن تلاقى ليه أنا كمان عروسه

 

من بتوع القمر ..

 

اختها .. أو بنت خالتها ..

 

 أو حتى أمها ..

 

 ‏يضحك سليم بقوه هذه المره

 

 ‏قبل أن يقاطعه صفوت

 

 ‏وهو يشير برأسه  :

 

 ‏وجايب كمان صادق نبيل ..!

 

 ‏ مخصوص عشان

 

 ‏يوصلك لمكان ابنك ...

 

 ‏نظر سليم إلى حيث يشير

 

 ‏صفوت نحو صادق الذى ذهب فى نوم

 

 ‏عميق فوق مقعده ..

 

كالطفل الضخم الكبير ...

 

ذهب فى سبات عميق ..

 

 ‏بطريقه سريعه وغريبه ...

 

 ‏يقول سليم فى دهشه :

 

 ‏ انته تعرفه ...!

 

 ‏صفوت : اكيد ..

 

 ‏هز سليم رأسه وهو يأخذ شهيق :

 

 ‏ مكنش قدامى بديل تانى ..

 

 ‏وعاد ينتبه يقول وهو يغمغم :

 

 ‏لكن انته تعرفه منين ..!!

 

 ‏صفوت اتعملت معاه قبل كده

 

 ‏وعارفه كويس  ..

 

 ‏شخص ذكى جدا ..

 

 ‏حاد الذكاء ..

 

 ‏كان محامى فى بداية حياته ..

 

 ‏لكن مكملش بسبب شغفه بالسفر

 

 ‏واتجه لفتره لدراسة الآثار ..

 

 ‏واتجوز مرتين ..

 

 ‏منهم واحده ماتت فى حادثه ..

 

 ‏والتانيه طلقها لأسباب مجهوله ..

 

 ‏وهوايته جمع العملات ...

 

 ‏تراجع سليم فى صدمه من كم المعلومات

 

 ‏التى يخبرها بها صديقه الملازم صفوت

 

 ‏ليقاطع حديثه فجأة ذلك الصوت

 

 ‏الانوثى الجميل الذى اقترب منه يقول

 

: ‏من فضلك ده الكرسي بتاعى ..

 

يرفع صفوت راسه ‏

 

ينظر إلى تلك الفتاه الفاتنه

 

 ‏التى تنظر لهم بأعين واسعه

 

 ‏ جذابه ساحره ..

 

 ‏تجعل اشجع الرجال يرتبك حين

 

 ‏الحديث معها ..

 

 ‏يحملق بها  صفوت فى إعجاب شديد

 

 ‏وهو يشير نحو صديقه سليم

 

 ‏قائلا :

 

 ‏حضرتك تقصدى الكرسي بتاعه ..؟

 

 ‏والاه اللى أنا قاعد عليه ..؟

 

 ‏تبتسم الفتاه وهى ترفع أصبعها تشير

 

 ‏: لاء الكرسي بتاعى ده

 

 ‏اللى حضرتك قاعد عليه ..

 

 ‏رقمه معايا ..

 

 ‏يبتسم صفوت وهو يعتذر قبل أن يعود

 

 ‏يميل نحو إذن سليم ويهمس

 

: ‏يابن المحظوظه ..

 

 ‏بنات من القمر ...

 

 ‏وبنات من الأرض ...

 

 ‏ماشيه  ‏معاك ..

 

 ‏يابختك ياسيدى ...

 

 ‏لم يتمالك سليم نفسه

 

 ‏ وهو يمنع شفتيه من الضحك ...

 

 ‏ قبل أن يغادر صفوت

 

 ‏ويبتعد ليذهب إلى مقعده ..

 

 ‏لتجلس الفتاة بجانب سليم وهى

 

 ‏ما تزال تبستم وتقول فى صوت رقيق

 

 ‏وعذب :

 

 ‏ آسف لو كنت ضايقتك ..

 

 ‏ينفى سليم برأسه :

 

 ‏ لا أبدا مفيش حاجه  ‏ده مكانك ..

 

 ‏وحقك ..

 

 ‏هزت رأسها : اشكرك ..

 

 ‏عاد سليم برأسه يستند للوراء

 

 ‏ويغلق عيناه للحظات ..

 

 ‏وتبدأ الطائره فى الإقلاع ...

 

 ‏وبعد دقائق كان هناك شجار قائم فى المقاعد

 

 ‏الأماميه من الطائره ..

 

 ‏يتابع سليم دون أن يعرف ما سبب

 

 ‏هذا الشجار ...

 

 الذى كان يصنع ضجيج كبير ...

 

 ‏ويهرع بعض أفراد طاقم العمل فى الطائره

 

 ‏يحاول السيطره وعودة الأجواء للهدوء ..

 

 ‏قبل أن تعتدل فجأة تلك الفتاة من مقعدها

 

 ‏بجانب سليم المنبهر من أمرها ..

 

 ‏وتتجه نحو الشجار الذى فقد الجميع

 



























 ‏السيطره عليه ..

 

 ‏ليسود الهدوء فجأة بعد حديثها ..

 

 ‏ويعم السكون المكان وسط دهشة

 

 ‏الحاضرين حتى سليم نفسه الذى

 

 ‏أصابته الصدمه من أمر الفتاة ...

 

 ‏ليتراجع فى ذهول وشغف شديد

 

 ‏لمعرفة ما السر الذى فعلته

 

 ‏تلك الفاتنه ..

 

 ‏للسيطره على الأوضاع بمثل

 

 ‏ هذه السرعه ..

 

 ‏كان يختلس إليها النظر بأطراف عينه

 

 ‏لتقاطع فجأة الهدوء وهى تقول

 

 ‏دون إن تنظر له بوجه صارم :

 

 ‏أكيد حضرتك عايز تسألنى

 

 ‏عشان تعرف أنا عملت إيه عشان

 

 ‏الخناقه تخلص بالسرعه دى ..؟

 

 ‏كانت كلماتها بمثابة الصاعقه على

 

 ‏رأس سليم الذى لم ينبس بطرف

 

 ‏كلمه وظل ساكناً هادئا وهى تدور

 

 ‏برأسها مبتسمه :

 

 ‏هقولك أنا عملت إيه يا استاذ سليم ..

 

 ‏خفق قلب سليم وسقط بين قدميه

 

 ‏وهو يشير إلى نفسه

 

 ‏يقول بكلمات مرتبكه

 

: ‏انتى تعرفينى ..!!

 

 ‏ابتسمت الفتاة وهى تهز رأسها

 

: ‏أكيد طبعا ...

 

سليم عبد البديع ..

 

أو سليم شريف عبد البديع ..

 

 ‏سليم فى ذهول لا حدود له

 

 ‏: تعرفينى منين ..!

 

 ‏الفتاة بصوت هادىء ومين ميعرفش

 

 ‏فى مصر دلوقتى سليم عبد البديع

 

 ‏جوز الممثله المشهوره ساره سمير

 

 ‏سليم فى تعجب :

 

 ‏ دا كل اللى تعرفيه عنى ..؟

 

 ‏ابتسمت من جديد ووضعت رأسها أرضاً

 

: ‏اكيد اعرف الكلام اللى كل الناس تعرفه

 

 ‏عنك ..

 

 ‏انك رجل اعمال غنى ..

 

 ‏ناجح ..

 

 ‏وسيم ..

 

 ‏بس حقيقى كان خبر جوزاك من ساره

 

 ‏مفاجأة لكل الناس ..

 

 ‏كان بدون أى مقدمات ...

 

 ‏لكن ...

 

 ‏عادت للصمت فأخذ هو يكمل

 

 ‏: لكن إيه ...

 

 ‏كملى ...

 

 ‏الفتاة : آسفه عن سؤالى ...

 

 ‏لكن نفسي اعرف ..

 

 ‏ أزاى اختفت ساره ..!!

 

 ‏مفيش أى. أخبار عنها ..؟

 

 ‏ناس بتقول اتخطفت ..؟

 

 ‏او هربت ...

 

 ‏او هيه اللى اختفت بإرادتها ..

 

 ‏لأسباب مجهوله ..

 

 ‏وفى ناس بتقول إنها ندمت عن

 

 ‏الجواز منك وسابتك واختفت ..

 

 ‏الكلام والقصص كتيره ..

 

 ‏خصوصا لما بيكون الشخص

 

 ‏ده مشهور ..

 

 ‏لكن اكيد انته الوحيد اللى تعرف

 

 ‏ ايه اللى حصل ...

 

 ‏او سبب اختفاءها ..

 

 ‏ينظر لها سليم فى تعجب :

 

 ‏واضح انك مهتميه أوى بالموضوع

 

 ‏تغمغم الفتاة بالتأكيد ..

 

 ‏ساره ممثله مشهوره ومحبوبه ..

 

 ‏وناس كتير ..

 

 ‏او ملايين مهتمه تعرف هيه فين ..؟

 

 ‏او حصل لها ايه ...؟

 

 ‏او ..

 

 ‏يقاطعها سليم هذه المره قائلاً

 

 ‏: هو حضرتك مين ..

 

 ‏الفتاة بصوت عذب تبتسم

 

: ‏أنا كريمة ..

 

 ‏كريمة عبد الغفار ..

 

 ‏دكتوره فى علم النفس ..

 

 ‏ودراسة سلوك الإنسان ..

 

 ‏ وتأثيره فى المجتمع

 

 ‏هز رأسه يغمغم : أها ...

 

 ‏عشان كده حضرتك قدرتى

 

 ‏توقفى الشجار اللى كان موجود

 

 ‏من شويه فى الطياره بسهوله ..

 

 ‏تنفى برأسها : لاء ...

 

 ‏أنا أنهيت الشجار بطريقه غير اللى

 

 ‏بدرسه خالص ...

 

 ‏أنا قولت لهم إنى مندوبه من منظمة

 

 ‏الحفاظ على البيئه من اخطار التلوث ..

 

 ‏ولو استمر الشجار مضطره أنزلهم

 

 ‏من الطياره ..

 

 ‏تراجع فى ذهول : ياه ..

 

 ‏قدرتى تقنعيهم ويصدقوكى ..

 

 ‏إنهم ينزلوا من الطياره ...!!

 

 ‏تبتسم : الثقه اللى اتكلمت بيها

 

 ‏أكيد أقنعتهم ..

 

 ‏خصوصا لأنى مكدبتش فى كل

 































 ‏ اللى بقوله ...

 

 ‏تعجب شديد من سليم بشخصيه تلك

 

 ‏الفناة الغريبه وهو ينظر إلى صفوت

 

 ‏الذى يتابعه من بعيد ويبتسم

 

 ‏ويرفع إصبعه الإبهام فى إشاره على

 

 ‏أن الأمور جيده ..

 

تتنهد كريمه وهى تعود برأسها للوراء

 

للحظه قبل أن تعود قائله :

 

معلش ..

 

أسفه لو بدخل فى أمورك مره تانيه ..

 

هو حضرتك سافرت البرازيل

 

قبل كده ..؟

 

ينفى سليم : لاء ..

 

اول مره ..

 

كريمه لكن قضيت شهر العسل مع ساره

 

فى بيرو ..

 

هز سليم رأسه فى صدمه :

 

 أيوه ..

 

لكن انتى عرفتى منين ..!!

 

كريمه :

 

الصحف والقنوات هيه اللى قالت

 

مش أنا ..

 

إنك رجعت من بيرو لوحدك ..

 

واختفت ساره هناك ...

 

لكن الغريب والمحير انكم تقضوا شهر

 

العسل فى مكان زى بيرو ...!!

 

بجد كانت مفاجأة لكل الناس ..

 

عقد سليم حاجباه فى تعجب قائلاً

 

: إيه الغريب في كده ..!!

 

مش فاهم ..!

 

كريمه : ساره ممثله غنيه مشهوره

 

مع رجل اعمال غنى زى حضرتك

 

كان فيه أماكن كتير فى العالم أجمل

 

وانسب من بيرو ..

 

يشعر سليم بذكاء تلك الفتاه وأحتار

 

فى أمرها وهو يجيب ...

 

: مجرد تغير ..

 

سمعنا أن هناك مناطق طبيعه

 

 جميله نقدر نستمتع بيها ..

 

كريمة : وإيه سبب الإصابات اللى

 

حصلت لك ..؟

 

انا سمعت إنك كنت فى حاله خطره ..؟

 

وغ..

 

بترت عبارتها وهو يقاطعها فى ضجر :

 

اعتقد لو كان فيه حد بيحقق معايا

 

مش هيكون بنفس اسئلتك ...

 

وكلامك .. وأسلوبك ...

 

تبتسم كريمه فى خجل :

 

 آسفه جداً لو ضايقتك بكلامى ...

 

 ‏ ارجوك اعذرنى ...

 

 ‏أنا زى كتير من الناس

 

نفسها تعرف وتطمن على ساره سمير ..

 

وقولت ندردش شويه سوا ..

 

لسه سفرنا طويل ..

 

سليم بلهجه جافه وحاده :

 

وأنا محتاج أنام ..

 

وارتاح شويه ..

 

هزت رأسها وهى تقول :

 

آسفه والله ...

 

بعتذر لحضرتك ...

 

وعادت برأسها للوراء ..

 

فى صمت تام ..

 

أما هو فقد غاب فى سبات

 

 ونوم عميق ...

 

كان يعيش داخل كابوس مخيف ..

 

لوحش عملاق مفترس لم يراه من قبل

 

يلتهم صغاره ...

 

يمزقهم بين أنيابه ومخالبه ..

 

ليستقظ فى خوف يلتقط أنفاسه

 

السريعه ..

 

ليستمع إلى صوت كريمه تهمس

 

: استاذ سليم أنته بخير ...

 

هز رأسه وعيناه مرتجفه :

 

 الحمد لله بخير ..

 

كريمه : واضح أنك كنت بتحلم ..

 

اومأ سليم برأسه : ايوه ..

 

كابوس ..

 

كابوس مخيف ...

 

كريمه : خير إن شاء الله ..

 

فجأة تهتز الطائره بقوة و بشده ...

 

ويصرخ معها كل من بها ..

 

وتنطلق صافرات إنذار وصوت

 

فتاة يطالبهم بالهدوء وربط الأحزمه

 

جيداً ..

 

سيكون كل شىء بخير ...

 

وعلى مايرام ...

 

لكن هذا لم يحدث لقد إذدات الطائره

 

إهتزاز ..

 

وقد فقدوا السيطره عليها ...

 

واشتعل المكان بالصراخ والضجيج ...

 

وهوت الطائره وهى تميل

 

وتسقط بهم  بسرعه جنونيه ..

 

نحو الأرض ..

 

ونحو الموت ..

إضغط هنا الجزء 28

 

   إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات