القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية سكان القمر
 
الجزء 12

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

الثامنه ونصف صباحاً


مصنع سليم عبد البديع

 

( مش فاهم تقصد إيه يا استاذ سليم )

 

نطق فوزى بدير

 

سكرتير سليم عبد البديع جملته

 

فى تعجب داخل مكتبه فى المصنع

 

ليقول عبد البديع فى حزم :

 

اظن سمعتنى كويس

 

شعر فوزى بالارتباك ومسح جبهته

 

يقول :

 

سياتك عايز منشار يشق الحديد ..!

 

ويشتغل بشحن من غير كهربا ...

 

سليم : ايوه النهارده ..

 

يكون عندى النهارده ..

 

عايزك تجبهولى من أى مكان ..

 

ومن تحت طقاطيق الأرض ..

 

ويشتغل من غير كهربا ..

 

يشتغل بأى طريقه ...

 

المهم يكون فى خلال اربعه وعشرين ساعه

 

عندى ...

 

ابعت دور عليه فى كل حته ..

 

ابعت فاكس بره ..

 

اتصل بكل اللى نعرفه فى الخارج ..

 

فى كل أنحاء العالم ..

 

المنشار ده يكون عندى النهارده

 

وبأى ثمن ..

 

لو بمليون جنيه ..

 

لو لزم الأمر يصنعوه ..

 

يتراجع فوزى فى قمة ذهوله :

 

بس لو سياتك تفهمنى ايه القصه ..!

 

ممكن ..

 

ينفعل سليم فى غضب يقاطعه :

 

ملكش دعوه انا عاوزه فى ايه ..

 

أو لازمنى ليه ...

 

أنا محتاج منشار

 

يقطع الحديد ..

 

أى حديد .. حتى لو فولاذ ...

 

سامعنى ...

 

هز فوزى رأسه فى حيره

 

 : حاضر ..

 

هشوف ..

 

سليم فى عنف : مفيش حاجه اسمها

 

هشوف ...

 

أنته سمعت كلامى كويس ..

 

اقلب الدنيا وهاتهولى ..

 

أنا قاعد فى المصنع مش همشى

 

غير لما تجبهولى ...

 

وتجيب معاك عمود حديد صغير ..

 

عشان نجربه ..

 

هز فوزى رأسه فى تعجب شديد

 

ومط شفتيه فى حيره ..

 

وهو ينصرف من المكان ..

 

ليعود سليم  للجلوس على

 

مقعده والتفكير فى خطته الغريبه

 

فى الذهاب من جديد إلى القمر

 

وتقطيع تلك القضبان الحديده

 

بمنشار قوى ..

 

وفك اسر شمس

 

وجدته محاسن ..

 

لقد شعر بحنين غريب نحو تلك الفتاة

 

التى ولدت قبله بقرون بعيده ..

 

لقد بدأ يفكر بها بشكل جنوني ..

 

يخشى أن يكون ذلك هو بداية قطرات

 

الحب فى صحراء قلبه الظمأة ..

 

سيكون حب مجهول المصير  ...

 

حب ربما يؤدى إلى تحطيمه لو ضاع منه ..

 

وهذا هو الاحتمال القائم والأرجح ...

 

المشكله الكبرى هو أنه لا يستطيع

 

سوى استعمال يد واحده فقط ..

 

والأخرى قابضه على الجوهره ..

 

والتى بسقوطها يعود مجدداً للأرض ..

 

وهذا يصعب من تنفيذ خطته ..

 

لكنه لن يتنازل عن ما يريد ..

 

مهما كلفه الأمر ...

 

 

 

******

 

 

 

التاسعه ونصف مساءا

 

يشعر سليم بالإرهاق الشديد

 

وهو ما يزال داخل مكتبه فى المصنع

 

لم يغادر ..

 

ضغط زر جانبى يستدعى فوزى سكرتيره

 

لكنه فى الخارج لم يأت بعد ..

 

يعود للتثاوب ..

 

قبل أن يضرب صوت رنين هاتفه المكان ..

 

ينظر لرقم المتصل المجهول ..

 

ليعود لفتح محادثه معه ..

 

لصوت رجل غليظ يقول :

 

احسن لك تسلم الامانه ..

 

لو خايف على عمرك ..

 

يخفق قلب سليم بقوه ويشعر

 

بالرهبه من ذلك الصوت ليقول فى

 

ارتباك : انته مين ..؟

 

وأمانة ايه اللى بتتكلم عليها ..!

 

مش فاهم ..!

 


























الرجل فى حدة : الجوهرة ..

 

الجوهرة مش بتاعتك ...

 

ولازم ترجعها ..

 

سامعنى ...

 

اظن رسالتى وصلت ..

 

بهدوء كده  ترجعها ..

 

بدل ما ناخد روحك قصادها ..

 

ومتحاولش تتصل بالشرطه ..

 

لو خايف على عمرك ..

 

جهز الجوهره وهنكلمك تانى

 

نحدد معاد ومكان الاستلام

 

ماشى يا سليم ..

 

وعاد يغلق المحادثه وقد ترك

 

سليم فى قمة الصدمه والذهول

 

لا يستطيع الحركه او الكلام ..

 

فقد كان ما سمعه غير متوقع ..

 

ولم يخطر بعقله ..

 

هناك شخص أو أشخاص آخرون يعلمون

 

بأمر الجوهرة ...

 

من هم ومن يكونوا ..؟

 

وماذا عليه أن يفعل ..؟

 

لا يمكن تسليم الجوهره

 

أو الاستغناء عنها

 

فهى الطريق الوحيد لاسترجاع جدته

 

أو استرجاع شمس

 

التى يريد تحريرها دون أن يعلم سبب

 

أو سر تلك الرغبه الملحه ..

 

فى عودتها هى أيضاً  ..

 

لقد شعر أنه يدخل إلى دائره مغلقه

 

يصعب الخروج منها ..

 

لا يدرى ماذا عليه أن يفعل ..؟

 

من الأرجح أن هؤلاء الأشرار

 

الذين يقومون بتهديده قريبون منه جدا ..

 

يراقبونه ..

 

ويرصدون تحركاته ..

 

وربما يقتلوه فى  أى لحظه ..

 

وتنتهى قصته قبل أن تبدأ  ..

 

فجأة يطرق باب مكتبه

 

ليجد فوزى يدخل بوجه شاحب وقد

 

اكتست ملامحه بالتعب والإرهاق ..

 

يقول : استاذ سليم

 

سليم فى لهفه :

 

ايه الاخبار ..؟

 

 اتأخرت ليه  ..؟

 

وعملت ايه ..؟

 

فوزى بكلمات متعثرة :

 

قدرت اتفق على منشار جديد

 

وحديث من ألمانيا ..

 

وهيوصل بعد يومين ..

 

يتراجع سليم فى غضب :

 

يومين ...!

 

كتير .. كتير اوى ..

 

كتير يومين يا فوزى ..

 

 أنا عايزه بأسرع

 

من كده

 

إن شاء الله تسافر انته تجيبه بنفسك ..

 

تقع الجمله كالصاعقة على رأس

 

فوزى الذى أشار إلى نفسه

 

يردد : أسافر اجيبه بنفسي  ..!

 

هز سليم رأسه : ايوه زى ما سمعت ..

 

فوزى : حاضر اللى تشوفوا

 

يعتدل سليم من مقعده ويجذب طرف

 

قميصه من الاسفل بيمينه قائلاً :

 

أنا همشى وعايز تليفونك منك تبلغنى

 

انك جبت المنشار

 

هز فوزى رأسه فى طاعه

 

ويغادر سيلم بعدها المصنع

 

واستقل سيارته

 

وهو يشعر بأن هناك من يتبعه

 

ويراقبه ..

 

عليه أن يحاول المراوغه بسيارته

 

ليتفادى اى متابعه ..

 

فى النهاية يصل إلى شقته البعيده

 

ويفتح بابها ..

 

ويدخل ويلقى بجسده أعلى الفراش

 

قبل أن يداعب قلبه صورة تلك الفتاة

 

الجميله ..

 

لقد أيقن أنه بدأ يفقد القدره على التحكم

 

فى قلبه الهائم من أجلها ..

 

لقد بدأ يشتاق إليها ..

 

كيف حدث هذا ..!

 

 بمثل تلك السرعه ..!

 

لا يدرى ..

 






















يفتح خزانته الصغيره ويخرج العلبه السوداء

 

التى تحتوى على الجوهره

 

وتساومه تلك الرغبه الملحه فى الصعود

 

وفى رؤية شمس ..

 

يعلم أن تلك المجازفه ربما تؤدى إلى هلاكه

 

إلى موته ..

 

خطوه لا يضمن عواقبه أو نتائجه فى كل مره

 

لكن لم يتمالك السيطره على مشاعره  ..

 

وأخرج الجوهره واحتضنها بيده .

 

قبل أن يقبض على معصمه ذلك الرجل

 

ليدور سليم برأسه ليجد أمامه عصام ..

 

عصام اسماعيل ..

 

الذى اتسعت عيناه وهو يقول :

 

سيب الجوهره ..

 

يهز سليم رأسه وهو ينفى :

 

انته دخلت هنا ازاى ..!

 

عصام بصوت حاد وعنيف :

 

 بقولك سيب الجوهره

 

لكن هذه المره لم يستطع سليم الحديث

 

لقد تثاوب ..

 

والنعاس يهاجم رأسه ..

 

وما زال عصام يقبض على يده ..

 

قبل أن يسقط سليم فى سبات ونوم عميق

 

فجأة ...

 

ويشعر بتلك الاضواء المبهرة

 

قبل أن يجد نفسه فى أرضهم ...

 

وبجانبه عصام الذى حمله معه

 

 ليصرخ من هول ما رآه ..

 

صرخ بجنون ..

 

وبشكل هستيري ...

 

أنا فين ...!

 

أنا فين اتكلم ..!

 

انته جبتنى فين ..!

 

صرخ بشكل وبصوت لفت أنظار سكان القمر  ..

 

ليتحركوا وينقضون نحوهم  ..

 

ولا مفر من الهروب من ذلك الحشد

 

الكبير العملاق القادم ..

 

لا مفر من أيديهم ..

 

ومخالبهم ...

إضغط هنا الجزء 13

 

 إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات