رواية
سكان القمر
الجزء 54
تأليف الكاتب محمد أبو النجا
بأعين حزينه
مدمعه ينظر سليم
فى ترقب لسماع
حديث ولده أدهم ..
الذى سريعاً
قد أصبح فتى بالغ ..
فى هذا العالم
الغريب ...
فوق سطح القمر
...
كان ينتظر فى
شغف أن يخبره سر ذلك
الماء الذى
تجرعه من يدى ريمونا ..
ليقول فى
أهتمام بالغ وصوت
خافت منكسر
حزين مرسوم على ملامحه
: ارجوك اتكلم
يا أدهم ....
وفهمنى ..
إيه اللى
هيحصل بعد ما أنزل ..
تانى الأرض
...
بأعين ونظرات
حزينه يقول أدهم
: هتنسى ...
تراجع سليم فى
تعجب شديد
ودهشه أكثر
يقول :
مش فاهم تقصد
إيه ..!
أدهم : يعنى
هتنسى كل شىء ...
يشعر سليم
بالصدمه ...
وبضربات قلبه
تزداد ...
وتلك الفكره
المرعبه تداعب عقله
وتساومه ....
ليعيد سؤاله
فى قلق واضح :
يعنى إيه هنسي
كل شىء ...!!
فهمنى أرجوك
بسرعه ..
أدهم بكل هدوء
:
هتنسى كل شىء يخصنا ...
يخص سكان
القمر ..
كل شىء عيشته
..
سمعته ...
شوفته ...
حتى ..
وعاد للصمت
للحظات وبصوت خافت
مهموم يكمل :
حتى انا ....
هتنسانى ...
هتنسى أدهم
... ابنك ...
ريمون ..
ينفى سليم فى
ذهول حاد
: اللى بتقوله
ده مستحيل ..!
انا لا يمكن
انسى ابنى ..
أدهم بصوت
وملامح صلبه :
للاسف ..ده
اللى هيحصل ...
هى دى الحقيقه
يا أبى ..
هتنسى من اول
موت جدى ..
وكلامه عن رحلته هنا ...
عن جدتى محاسن
..
هتنسى أنها
موجوده وعايشه ..
هتنسى حكايتك
مع امى ..
من جوازك منها
...
من ابنك
الوحيد أدهم .
من كلامنا هنا
دلوقت ...
من ...
وعاد للصمت للحظه وهو يفتح كف يده
دون أن تسقط
هذه المره أو تعيده للارض
يقول :
الجوهره الزرقاء ..
حتى دى كمان
هتنساها ...
ينفى سليم فى
سخريه :
اللى بتقوله
ده خرافه ..
مش ممكن يحصل
..
أو يتحقق ...
أدهم : مش كده
وبس ...
دا كلهم
هينسوا كل شىء ..
عمى مصطفى ...
وفريد ...
وعمتى شاديه ..
وعزة ..
وابوهم الحاج
منتصر ..
كل شخص قابلته
هينسى قصتك ...
سليم فى تعجب
رهيب يقول
طب أزاى ..
يبتسم أدهم دى
مهمتنا احنا ..
اى شخص على
الأرض يعرف قصتنا
او سمع عنا
هيموت .
او هينسى ...
او هيختفى ..
كل أثر هنمحيه
...
سليم يصل إلى
قمة الدهشه
والصدمه وادهم
يكمل :
افتكر ده الحل
الأنسب ..
عشان تنسى
ابنك ...
ومتفكرش فيه
ابدا ...
ولا هتزعل على
فراقه ...
مش هكون حتى
ذكرى فى عقلك ...
ولا قلبك ولا
حياتك ..
يشعر سليم بأن
قلبه يتمزق مع كلماته
ليصرخ فى جنون
وحسره
: أنا كنت
متأكد
إن ريمونا امك
هتخدعنى ..
هتخدعنى زى كل
مره ...
مخلوقه خبيثه
..
شريره ...
ينفى أدهم
بيده : بلاش تظلمها ..
هيه عملت الصح
..
انته هتبدأ
حياتك من جديد ..
تتجوز وتعيش
..
مش هنكون حتى
ذكرى تيجى فى بالك ..
سليم فى غضب
يعود ينفى برأسه
: مش هنزل ..
مش هنزل الارض
..
هفضل جمبك ..
هفضل معاك ...
ينفى أدهم من
جديد :
ياريت كان بأيدى ..
او كان ينفع ...
كنت اتمنى ...
لكن ...
لكن جدى الملك
سكار أصدر حكمه ..
وأمره ...
وجودك هنا او
رجوعك تانى القمر
أصبح أمر مستحيل ...
وللأسف جدى قتل جابر الجبالى ...
وكل رجالته ...
ومرحمهمش ...
وقدرت بصعوبه
اقنعه يبقى على أهلى ..
وعيلتى ..
مضيعش الفرصه
...
وارجع بيهم ..
قبل ما يصيبهم
أى مكروه ..
ويكون ذنبهم
فى رقبتك ..
مفيش أمان
بوجودهم هنا ...
ينظر له سليم
فى حزن لا حدود له
ليقترب منه
أدهم أكثر ويحتضنه
فى حب شديد
ودموعه تتساقط
دون أن يملك
منعها ....
وأصبح سليم
أمام إختيار وحيد
هذه المره ..
إختيار أخير
...
لا يوجد بديل
سوى الرحيل ...
من أجل عائلته
...
يتحرك بعدها
سليم ببطء وبنظرات
وداع مؤلمه
يتابع دموع ولده
الذى يلوح
بيديه ...
ويدخل سليم
أسفل القبه الزجاجيه
الشفافه ..
التى تغلق فوق
رأسه ..
ينظر له مصطفى
أخيه فى حيره
يقول : إيه اللى
حصل ..؟!
هكموا علينا بالأعدام ...؟
يلتفت نحوه
سليم بأعين تسكنها الدموع
: يقول ياريت
...
مصطفى فى حسره
:
هو فيه عقاب
اكتر من الموت .. !!
هيعملوا إيه
فينا ..؟
فهمنى ..؟
غطا الحله ده ليه ..!!
سليم بصوت
هادىء خافت :
هيرجعونا
الأرض
تهللت أسارير
مصطفى و جميعهم
ينظرون فى
سعاده نحو وجه سليم
ليقول فريد فى
فرحه جمه :
بجد ..!!
بجد هنرجع
تانى ...
هز سليم رأسه
: ايوه ..
مش كده وبس ..
دانتوا هتنسوا
كل اللى حصل لكم ..
يتراجع الجميع
فى صدمه قويه
وفريد يقول :
يعنى إيه
هننسى .. كل اللى حصل ..
سليم : أنتو
شربتوا .. ؟
أو كلتوا أى حاجه هنا ...؟
هز فريد رأسه
: ايوه ...
يغمغم سليم :
يبقى اكيد
شربتوا المايه اللى انا شريت
منها ..
المايه دى
هتنسينا قصة سكان القمر كلها ...
ولا هتبقى
منها حتى ذكرى واحده جوانا .
مصطفى فى
سخريه :
إيه اللى بتقول ده ..!
سليم : زى ما سمعت ...
ده كلام أدهم
ابنى ..
الحاج منتصر
فى تعجب وبملامح
وبأعين مندهشه
يقول :
ابنك أزاى يا
بنى ..!!
ده كان لسه
معانا ..
وكان ميكملش
خمس سنين ...!
أومأ سليم
برأسه : فعلاً
فعلاً ياحاج
منتصر ....
لكن ابنى أدهم
مش بشر ...
او مش بشر
كامل ..
الحاج منتصر
فى دهشه أكثر
: مش فاهم
..!!
يعنى إيه ..!
تقاطع شاديه
حديثهم
: فين امى
محاسن ...!
مجتش ليه
معانا ...!
ينفى سليم فى
حزن شديد
مش هتيجى
معانا ... ياعمتى ..
تتراجع شاديه
فى حسره تصرخ
: ليه ...!!
سليم : افتكر
كلكم عايزن تفسير
لأسئله كتيره
...
مفيش وقت ارد
عليها ..
او اجاوب ..
وجايز بعد
شويه مش هيكون للاجابه
دى أى قيمه لو
نزلنا ونسينا
اللى حصل لنا
....
حتى كلامنا
اللى بنقوله ..
والموقف اللى
احنا فيه دلوقت ...
عزة فى تعجب
شديد :
معقول ...!
معقول ده يحصل
..!
ومع نهاية
حروف كلماتها ..
كان أدهم
يقترب من الزجاج يلامسه بيده
ويودع أبيه
...
وما تزال الدموع تتساقط
فوق خديه ...
فجأة ينفجر
داخل القبه ذلك اللون الازرق
يجبرهم على
غلق أعينهم ...
والتراجع فى
فزع ...
وسليم كان
يذهب بتفكيره وعقله
نحو تلك
الفكره المرعبه ...
هل حقاً سينسى
الجميع ما حدث لهم ..!!
هل يمكن أن
ينسى ولده ..!!
قصته الرهيبه
كلها ...!!
قلبه يخفق
بقوة هل يمكن أن
ينسى ولده
الثانى أمجد ...!
إنه الشىء
الوحيد الباقي من قصته ...
والدليل عليها
..
واذا حدث ونسي
قصته بالتأكيد
سينسى ولده
الثانى ...
ولن يبحث عنه
...
فجأة يفقد
الجميع وعيه ...
وكان آخر شىء
قلوبهم تفكر به ..
هل حقاً سيحدث
ذلك ..؟
وهل تنتهى قصة
سكان القمر ..
عند تلك
النقطه المخيفه ...
بالتأكيد
ستكون الإجابه فى جميع
الأحوال مرعبه
...
إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر
تعليقات
إرسال تعليق