القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
سكان القمر
 
الجزء 30

 

تأليف الكاتب محمد أبو النجا

 

 

 

بصعوبه بالغه يحاول سليم تحريك

 

رأسه ...

 

ينظر إلى تلك الحجره التى يرقد

 

داخلها ..

 

قبل أن يلامس صفوت يده مبتسماً

 

: حمد الله على السلامه ..

 

لينتبه لوجوده سليم ويقول بصوت

 

 ضعيف عليل :

 

هو إيه اللى حصل ..؟؟

 

صفوت : انا قولت لك من الاول إنك مش

 

 طبيعى ..

 

 ‏كان واضح عليك المرض .. والتعب ..

 

 ‏انته اللى كنت بتأوح وتعاند ...

 

 ‏بس الحمد لله عدت على خير ...

 

 ‏بسيطه إن شاء الله ...

 

 ‏سليم فى تعجب :

 

 ‏ أنا مش فاكر أى حاجه ..

 

 ‏فجأة لقيت الدنيا ضلمت فى عنيه ..

 

 ‏ومحستش بعدها ...

 

 ‏صفوت : انته بقالك مده مبتنمش كويس

 

 ‏ولا بتاكل وحاله مستمره من القلق والتفكير

 

 ‏والتوتر الشديد ... وده ‏سبب لك مضاعفات فى جسمك كتير ..

 

 ‏أدتت لإرهاق شديد ..

 

 ‏وفقدت على أثره الوعى ...

 

 ‏ده الكلام اللى قاله الدكتور هنا

 

 ‏فى المستشفى ..

 

 ‏سليم بأعين خائفه يصرخ :

 

 ‏ابنى ..

 

 ‏ابنى راح منى ..

 

 ‏مين اللى خدو فى المزاد ..!!

 

 ‏مين الراجل ده ..!

 

 ‏ينفى صفوت برأسه :

 

 ‏ ولا اعرف هو مين ..

 

 ‏انته بعد ما اغم عليك

 

 ‏قرب منك وبص لى من غير ما يتكلم

 

 ‏ومد إديه وادانى الطفل ..

 

 ‏وأنا مصدوم ولا فاهم إيه اللى بيحصل

 

 ‏ولا مصدق ...

 

 ‏تتسع أعين سليم فى جنون وذهول

 

 ‏وهو يصرخ فى سعاده

 

: ‏مش ممكن ..!!

 

 ‏يعنى ابنى موجود ..؟

 

 ‏ابنى معاك ...

 

 ‏اشار له صفوت برأسه دون حديث

 

 ‏ليحرك سليم رأسه ينظر للفراش الصغير

 

 ‏الجانبى ..

 

 ‏ويخفق قلبه وترتجف كل خلايا جسده

 

 ‏وعيناه تقع على صغيره النائم ..

 

 ‏ليقول بأعين حزينه دامعه :

 

 ‏صفوت ممكن تجيبه جنبى هنا ..؟

 

 ‏نفسي أضمه فى حضنى ...

 

 ‏يحمل سليم الطفل النائم فى حذر  وهدوء

 

 ‏شديد ..

 

 ‏ويضعه بالقرب منه ..

 

 ‏ليضمه سليم إلى أحضانه فى حب

 

 ‏واشتياق ويقبله فى رأسه زرقاء اللون ..

 

 ‏صفوت فى تعجب كبير يغمغم :

 

 ‏أنا لحد دلوقت مش مصدق انك وصلت

 

 ‏للطفل ..

 

 ‏ولا مصدق أنى شايفه ..

 

 ‏ولا كنت مصدق وجوده اصلا ..

 

 ‏ومش متخيل أو مستوعب أنه فعلا ابنك ..

 

 ‏الموضوع اكبر من إنى اقتنع بيه ..

 

 ‏سليم يتجاهل كل ما قاله وهو يقول

 

 ‏فى دهشه شديده :

 

 ‏لكن ليه الراجل اللى اشترى الطفل ده

 

 ‏اتنازل عنه بسهوله كده ..!!

 

 ‏خصوصا إنه دفع فيه مبلغ كبير ....!!

 

 ‏صفوت : ده بصراحه لغز تانى رهيب ..

 

 ‏لغز يجنن العقل ..

 

 ‏واحد لا تعرفه ولا يعرفك ..

 

 ‏ومستحيل طبعا تكون صعبت عليه

 

 ‏لما أغمى عليك قدامه ...

 

 ‏قام متنازل لك عن الطفل ..!

 

 ‏ويدفع خمسين مليون دولار

 

 ‏فى طفل نادر ازرق اللون

 

 ‏وبسهوله وميخدوش ويتنازل عنه ...!!

 

 ‏أمر مش منطقى ..!

 

 ‏شيء يدعو للقلق والتوتر والحيره  ....

 

 ‏لم يستمع له سليم كان يتطلع إلى

 



























 ‏وجه الصغير فى إشتياق كبير ..

 

 ‏ليقترب صفوت وهو يجلس على حافة

 

 ‏الفراش يقول : أنا مش متخيل رد

 

 ‏فعل مصطفى اخوك لما تدخل عليه

 

 ‏بالطفل ده ..

 

 ‏مش قادر أتوقع رد فعله .

 

 ‏ينظر له سليم بأعين تحمل رائحة

 

 ‏الغضب يقول بلهجه حاده متناقضه

 

 ‏مع حالته الصحيه :

 

 ‏ده ابنى يا صفوت ...

 

 ‏فاهم يعنى ايه ..؟

 

 ‏سواء مصطفى صدق او لاء ..

 

 ‏او حتى العالم كله رفض يصدقنى ..

 

 ‏يتنهد صفوت وهو يشير إلى الصغير

 

 ‏يقول : بس مش ملاحظ حاجه غريبه اوى ...

 

 ‏عقد سليم حاجباه فى حيره يقول

 

: ‏حاجة إيه ...!!

 

 ‏صفوت : قصتك اللى قولت أنها حصلت

 

 ‏لك مع مخلوقه من القمر متناقضه

 

 ‏مع الطفل .

 

 سليم فى تعجب أكثر :

 

 ‏مش فاهم برضه تقصد إيه ..!

 

 ‏صفوت : أقصد إن لو كان ده فعلا

 

 ‏ابنك فمن المفترض

 

 ‏إن عمره يدوب شهر وشويه ..

 

 ‏لكن الطفل ده وحجمه وشكله بيدل

 

 ‏إن عمره تخطى العام ...

 

 ‏مش ملاحظ كده ..؟

 

 ‏تتسع عين سليم وكأنما انتبه لما

 

يقوله ‏صديقه لينظر للطفل

 

فقد كان صفوت على حق ..

 

الطفل عمره أكبر من المفترض

 

 أن يكون عليه ..!

 

 ‏كيف حدث ذلك ..!

 

 ‏يقاطع تفكيره صوت صفوت يقول :

 

 ‏ممكن يكون الطفل ده غير اللى

 

 ‏ انته تقصده ..

 

 ‏غير ابنك زى ما بتقول ..؟

 

 ‏ينفى سليم فى إصرار شديد

 

 ‏: مستحيل ...

 

 ‏ده ابنى أنا متأكد ...

 

 ‏يشير صفوت نحو وجه الصغير بيده

 

 ‏: هو انته فاكر ملامحه ..

 

 ‏عشان تحدد إن كان ابنك أو لاء ..؟

 

 ‏يسود الصمت للحظات ثم يقول بعدها

 

 ‏سليم بصوت هادئ :

 

 ‏مش قادر افتكر الملامح كويس ..

 

 ‏لأنه كان مولود لسه صغير جدا

 

 ‏كمان ملحقتش احفظ شكله ايه  ...

 

 ‏واللى حصلى بعدها كمان خلانى ..

 

 ‏يقاطعه صفوت : انا متأكد أن الطفل ده

 

 ‏لا يمكن يكون ابنك ..

 

 ‏ده سنه كبير ..

 

 ‏مش ممكن اصدق إن ..

 

 ‏بتر عبارته فجأة وقد فتح الصغير عيناه

 

 ‏بشكل مفزع .. مخيف ..

 

 ‏كانت أعينه حمراء مرعبه ..

 

 ‏خفق من مشهدها قلب صفوت الذى

 

 ‏تراجع للوراء ...

 

 ‏وكأنما أثار حديثه غضب الصغير ..

 

 ‏ليسود بعدها صمت طويل  ..

 

 ‏وخوف ...

 

 

 

*******

 

 

 

داخل قصر عبد البديع

 

حاله من الغضب والإنفعال تصيب مصطفى

 

وهو ينفث دخان غليونه وبلهجه حاده

 

وصوت قوى يشير بسبابته قائلا

 

: إيه اللى انته جايبه ده ...؟

 

مكنتش متخيل إن الجنان يوصل بيك

 

للحد ده ..!!

 

تسافر وتقدر توصل له وتجيبه ...!!

 

وتبتسم ساخراً :

 

اعتقدت إن صفوت هيعقلك عن اللى فى

 

دماغك ...

 

لكن للأسف يبدو

 

إنه ساعدك على بتعمله ..

 

يتقدم سليم وبملامح جافه يحمل

 

بين يديه صغيره يقول بصوت صارم

 

: مصطفى لازم تفهم إن الطفل ده ابنى

 




































من صلبى ...

 

حفيد عبد البديع ..

 

سواء أنته قبلت ده أو رفضته ..

 

مش هغير حاجه ..

 

ومش هيخلينى اسيب ابنى ..

 

أنا قدرت أوصل له وأجيبه بمعجزة ..

 

وعملت المستحيل عشان يكون معايا

 

 دلوقت ..

 

 ‏واتمنى يكون اخوه أمجد عايش ..

 

 ‏واقدر أرجعه هو كمان ...

 

 ‏يتراجع مصطفى فى صدمه يردد

 

 ‏: أخوه أمجد ..!!

 

 ‏هز سليم رأسه : أيوه

 

 ‏أدهم و أمجد ..

 

 ‏أنا خلاص أخترت لهم أسمائهم ..

 

 ‏واتفقت مع داده هتيجى عشان تراعى

 

 ‏ابنى ..

 

 ‏وهيكون له اوضه مخصوص ..

 

 ‏مصطفى فى غضب عارم يشير

 

 ‏الى الطفل يقول :

 

 ‏الولد ده لا يمكن يفضل فى البيت دقيقه

 

 ‏واحده ..

 

 ‏ولو كنت مصمم يبقى اتفضل انته

 

 ‏كمان معاه ..

 

 ‏يقترب سليم أكثر يقول فى تحدى

 

 ‏: يبقى القصر يتباع ..

 

 ‏وكل واحد ياخد نصيبه فى كل حاجه ..

 

 ‏تتسع عين مصطفى وهو لا يصدق

 

 ‏ما يقوله أخيه سليم لينهار وهو يقول

 

 ‏فى صدمه : للدرجه دى ...

 

 ‏خلاص هتخسر اخوك عشان طفل ازرق

 

 ‏غامض ... مجهول ...

 

 ‏ياه ... انته مش سليم اللى اعرفه ..

 

 ‏سليم مدام مش مقتنع بكلامى ..

 

 ‏ورافض وجود ابنى فى حياتى ..

 

 ‏وبتنسي إن ليه فى كل حاجه هنا

 

 ‏زيك بالظبط ...

 

 مصطفى فى يأس : على كل حال

 

 ‏خلاص مدام الإنفصال هيكون هو الحل

 

 ‏أنا هكلم المحامى الخاص بالعيله

 

 ‏ونبدأ إجراءات توزيع التركه ..

 

 ‏وكل واحد يروح ل حاله

 

 ‏سليم بصوت قوى يقول وهو يغادر

 

 ‏المكان : يكون أحسن ..

 

 ‏وترك مصطفى فى حاله من الذهول الحاد

 

 ‏لا يستوعب شخصية أخيه الجديده ...

 

 ‏ويتجه بعدها سليم إلى حجرته يضع صغيره

 

 ‏على الفراش برفق ..

 

 ‏ويذهب ويزيح ستار النافذه ..

 

 ‏لتدخل شمس مشرقه للحجرة ..

 

 ‏ويطلق زفير طويل .

 

 ‏ويشعر بأكتئاب داخل صدره ...

 

 ‏فجأة طرقات باب حجرته وواحد

 

 ‏من عمال الفيلا يقول

 

 ‏بأن هناك سيدة تريد مقابلتك ..

 

 ‏سليم فى حيره يفتح باب الحجره

 

 ‏ويسأل الرجل :

 

 ‏ مقالتش اسمها ايه ..؟

 

 ‏الرجل : قالت كريمه ..

 

 ‏كريمه عبد الغفار ..

 

 ‏عقد سليم حاجباه فى تعجب ..

 

 ‏يقول بصوت خافت :

 

 ‏وصلت امته دى ..!

 

 ‏وعرفت عنوانى منين ..!

 

 ‏وعايزه إيه ..!

 

 ‏هز رأسه وقال للرجل :

 

 ‏ طيب روح لها وبلغها

 

 ‏خمس دقائق وهقابلها ..

 

بس ‏شوفها تشرب إيه ..

 

 ‏عاد الرجل ينصرف مبتعدا ليدور

 

 ‏سليم برأسه نحو الصغيره

 

 ‏النائم ..

 

 ‏ليشاهد مشهد لم يتخيله ..

 

 ‏فما كان يحدث من صغيره مستيحل ...

 

 ‏يفوق حدود العقل ...

 

 ‏والمنطق ...

إضغط هنا الجزء 31

 

   إضغط فى الأسفل للوصول لأى جزء من رواية سكان القمر 














 إضغط هنا الجزء 21

 إضغط هنا الجزء 22

 إضغط هنا الجزء 23

 إضغط هنا الجزء 24

 إضغط هنا الجزء 25

إضغط هنا الجزء 26

إضغط هنا الجزء 27

 إضغط هنا الجزء 28

 إضغط هنا الجزء 29

 إضغط هنا الجزء 30

 إضغط هنا الجزء 31

 إضغط هنا الجزء 32

 إضغط هنا الجزء 33

 إضغط هنا الجزء 34

 إضغط هنا الجوء 35

 إضغط هنا الجزء 36

 إضغط هنا الجزء 37

 إضعط هنا الجزء 38

 إضغط هنا الجزء 39

إضغط هنا الجزء 40

إضغط هنا الجزء 41

 إضغط هنا الجزء 42

 إضغط هنا الجزء 43

 إضغط هنا الجزء 44

 إضغط هنا الجزء 45

  إضغط هنا الجزء 46

 إضغط هنا الجزء 47

 إضعط هنا الجزء 48

 إضغط هنا الجزء 49

إضغط هنا الجزء 50

إضغط هنا الجزء 51

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات