القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أخباءت حبه الجزء الاخير 76 رقم ( أ )

رواية 
أخباءت حبه
الجزء الأخير 76

 

رقم ( أ )

 

تأليف محمد أبو النجا

 

 

بعد خمسة وعشرون عامًا

 

الساعه تشير إلى الخامسه

 

ونصف مساءًا ...

 

تجلس ساره فى شرفة واسعه

 

داخل قصرها الكبير الفاخر...

 

تتنهد وهى تعود للوراء بظهرها

 

وقد أكتسى بعض من شعرها

 

بصبغة اللون الأبيض ..

 

مع ظهور تجاعيد بسيطه ...

 

لم تغير من ملامحها الفاتنه

 

كثيرًا ..

 

كانت وما تزال تتمتع بالكثير من

 

مظاهر الشباب والحيوية ...

 

تجلس بالقرب منها فتاة شقراء

 

 رقيقه وجميله ..

 

فى العشرون من عمرها ..

 

تدعى ماجدة ..

 

بملامح بريئه طفوليه تنظر لها

 

وتتابع ساره حديثها فى حزن

 

 : عند تلك النقطه تنتهى

 

 قصتى ..

 

تتنهد ماجده فى هدوء وهى

 

فى حاله من الذهول لم تعهدها

 

من قبل قائله : أننى لم أسمع

 

بقصة فى حياتى مثل ذلك ..

 

أنها مناسبه لعمل فيلم

 

سينمائى غير عادى ...

 

والآن أصبح مصير زوجك

 

محمود مجهول بعد موت

 

عبد الرحمن أثناء المطارده  ..

 

تتراقص الدموع في أعين ساره

 

قائله : نعم ...

 

لقد كانت الشرطه ترصد حاتم

 

وتتبعه ..

 

ولحظة القبض عليه ومقاومة

 

رجال أبى حسان لهم الذى

 

تصور بأنه المقصود تم كشف

 

حقيقته هو الآخر ..

 

ومات فى السجن بعد سبع

 

سنوات قضاها ..

 

وأنا لم يكن على أى شىء

 

وتم الأفراج عنى ...

 

وبعدها بشهور ولدت ولدى

 

التوأم عمار و نادر

 

وحصلت على الميراث كما

 

كان متفق ...

 

وربيت أولادى وعشت من

 

 أجلهم ولم أتزوج ...

 

الآن عمار أصبح طبيب ..

 

ونادر ضابط شرطه ..

 

وكلهم رجال صالحين فى

 

خدمة وطنهم ..

 

وتزوج نادر وأهدانى أبنتى

 

التى لم ألدها ..

 

تبتسم ماجده وهى تعتدل

 

واقفه تحتضنها قائله فى ود

 

: يعلم الله كم أحبك ..

 

وأنت بمثابة أمى ..

 

تبادلها ساره نفس الإبتسامه

 

الطيبه ولكن ما تزال ملامحها

 

حزينه وماجده تقول فى لهجه

 

يملؤها الحيره : ولكن لماذا ..!

 

لماذا أخفيت تلك القصة عن

 

ولديك عمار ونادر ...!

 

لماذا لم تخبريهم بها ..؟

 

ساره بصوت حزين :

 

كيف ..؟

 

كيف يمكننى أن أقول لهم بأنى

 

قد ضيعت يومًا أبوهم ...!

 

بأنى قد طلبت من عبد الرحمن

 

بكل قسوة قطع لسانه وأصابعه

 

حتى أضمن عدم عودته

 

مجددًا ..

 

ماجده بصوت خافت : أعتقد

 

أن محمود لن يعيش طويلاً

 

مع قلب مريض كل تلك

 

 السنوات ...

 

آسفه لو قلت أن هذا الأمر

 

مستحيل ...

 

أعمى ..

 

ومشوه ..

 

مقطوع الأصابع واللسان ...

 

بقلب مريض. ..

 

وبلا رعاية خمسة وعشرون

 

سنه ...

 

ألقى به عبد الرحمن فى مكان

 

مجهول ..

 

مطت شفتيها ثم نفت برأسها

 

: سيكون من الصعب أن يكون

 

على قيد الحياة ..

 

تنفى ساره بيديها بقوه : لا ..

 

أننى مازلت أشعر بأنه على

 

قيد الحياة ...

 

قلبى يخبرنى ذلك وفي...

 

بترت عبارتها وهى تطىء رأسها

 

فى ألم : أقصد قلبه ...

 

قلبه الذى ينبض في صدرى ..

 

قلبه الذى أعادنى للأمل

 

والحياة ..

 

تتساقط دموعها مع حروف

 

 جملتها ...

 

لتقول لها ماجده فى شفقه :

 

هونى عليكى ...

 

بعد ما أستمعت إلى قصتك

 

كامله أرى أن من الأفضل

 

عرض الأمر على نادر وعمار

 

عليهم أن يساعدوك فى

 

 البحث عنه ..

 

تنفى ساره من جديد في إصرار

 

: لا ... أرجوك  ...

 

لا أريد أن يعلم أحد هذا السر ..

 

لقد أخبرتك به لأنى كنت

 

بحاجه لإخراج هذا الثقل

 

الذى كنت أحمله فى صدرى

 

سنوات ...

 

كنت بحاجه الى شخص يكون

 

مصدر ثقه لأحكى له ...

 

لقد بحثت عن محمود فى

 

كل بقعه وشبر من أرض

 

مصر لم أجده ...

 

كونت فريق وصرفت الكثير

 

والكثير من النقود بلا

 

فائده ..

 


















هل تعتقد بأن ولدى قادرون

 

 على العثور عليه ..

 

العثور على أباهم الذى لا

 

ملامح له ...

 

أن يعرفوا ما فعلته به ...

 

لا ...

 

دعيهم يعيشون على ذكرى

 

جميله له ... ولى ..

 

حتى بعد رحيلى ..

 

تدور ساره ناحية ردهة القصر

 

إلى تلك الصوره الضخمه المعلقه

 

 بعرض الحائط ..

 

 التى تحمل ملامح محمود

 

وتسرح لحظات فى صمت ...

 

ثم تلتفت فجأة ناحية ساره

 

قائله : حسنًا لكن ماذا لو حدثت

 

المفاجأة وعثرت على زوجك بعد

 

كل طيلة السنوات ..!

 

ماذا يمكنك أن تخبرى أولادك

 

عنه ...؟

 

هل ستقص عليهم كل ما حدث ..؟

 

هل ستخبريهم ما فعلتيه به ..؟

 

أعتقد بأن الأمور ستتعقد أكثر ..

 

وسيكون الموقف صعب للغايه

 

بالنسبه لك أمامهم  ..

 

ولن يستطيع مبرر أن يغفر

 

لك أمامهم عن ما فعلتيه ..

 

تحدق ساره في وجهه وهى

 

عاجزة عن الرد ...

 

وتشعر بصدق كل ما قالته

 

زوجة أبنها ...

 

التى تابعة حديثها : أعلم كم

 

كلماتى كانت قاسيه ولكنها

 

الحقيقة ...

 

الحقيقة التى يجب إدراكها ...

 

ومواجهتها ...

 

أغلقت ساره عينيها المدمعه .

 

وعادت تشير لها : أننى بحاجه

 

إلى النوم ...

 

وانصرفت نحو حجرتها ...

 

وهى تكمل بكاؤها ..

 

وتفكر ماذا فعلًا لو عثرت على

 

محمود ...!

 

بماذا ستخبرهم عما فعلته به ..؟

 

إن ماجده لم تقل الشىء الأهم  ..

 

بالتأكيد لن يغفر لها محمود ...

 

لن يسامحها ...

 

ولن يستطيع قول شىء وهو

 

فاقد النطق وبلا لسان ...

 

إنها كارثه مؤلمه ...

 

إن الموت هو الراحة لها من

 

كل هذا العذاب. ..

 

لكن بالرغم من كل هذا كانت

 

تتمنى أن تلقاه ..

 

تراه ...

 

مهما حدث بعدها ...

 

عقد أصابعها وهى تنظر

 

للسماء وتدعو فى توسل إلى

 

ربها أن تجد هذا الرجل

 

الذى لم تحب قبله أو بعده. ..

 

فجأة هاتفها يصدر صوت

 

رنين ...

 

إنه عمار إبنها ...

 

الدكتور عمار ...

 

لتبدأ المحادثه بينهم ...

 

: أمى أين أنت ...؟

 

أننى فى الطريق إليك ...

 

ومعى خطيبتى الدكتوره

 

 سالى ...

 

تمسح ساره دموعه : حسنًا

 

ياولدى ...

 

أنا فى إنتظارك ...

 

عمار بلهجه مرحه : دقائق

 

وسأكون أمامك ..

 

أغلق المحادثه بعدها ...

 

هنا بدأت ساره تقوم بغسل

 

وجهها وارتداء ملابس

 

 أخرى ..

 

واستقبلت ساره سالى خطيبة

 

أبنها عمار بوجه آخر مبتسم ..

 

بشوش ..

 

وهى تقبلها فى حب وود ..

 

وسعاده ..

 

ويجلس الثلاثه سويًا قبل أن

 

تنضم إليهم ماجده فى جلسه

 

أسرية جميله ..

 

يكسوها الضحك والفرح

 

والمحبه ...

 

عمار بصوت يملؤه البهجه :

 

الحمد لله لقد بدأت المستشفى

 

الخاص التى بنيناها فى كسب

 

الكثير من الشهر وثقة الناس ..

 

هزت ساره رأسها : هذا من

 

فضل الله علينا ...

 

لقد بنينا تلك المستشفى لهدف

 

نبيل ..

 

وهو مساعدة الناس ..

 

وأعلم أن لديك أنت والدكتوره

 

سالى عمل شاق ينتظركم ..

 

ولكن أعتقد سيكون أجمل

 

لو تم الزفاف بينكم قريبًا ..

 

تورد وجه سالى خجلًا وهى

 

تطىء رأسها أرضًا ...

 

يعتدل عمار فجأة من مقعده

 

وهو يقترب يجلس بجوار

 

 أمه ويمد بيده ويمسك

 

بأصابعه هاتفه يقول :

 

أنظرى يا أمى إلى مدخل

 

 المستشفى بعد إقامة بعد

 

التعديلات عليه ...

 

لقد قمت بالتصوير هناك أنا

 

وسالى ...

 

تبتسم ساره وهى تنظر إلى

 

الصور قبل أن تتراجع فى

 

دهشه من تلك المفاجأة

 

 وتقول : إنه أسمى ...

 

مستشفى ساره ...

 

لم تخبرنى بذلك ...

 

يضحك عمار وهو يقبل

 

 رأسها أنه أقل شىء

 

 يمكننى فعله من أجل أجمل

 

وأحن وأطيب قلب أم فى هذا

 

الكون ..

 

تحتضنه أمه فى حب وهى

 

تشاهد الصوره الملتقطه

 

ل عمار ابنها مع خطيبته سالى ..

 

فجأة  ...

 

يرتجف كل جسدها ....

 

ويخفق قلبها ....

 

وهى تتوقف عند تلك الصوره ..

 

وتحملق بها ..

 

وتتسع أعينها عن آخرهم ..

 

وتعتدل واقفه فى ذهول حاد  ...

 

ينتبه له جميع الحاضرين مع

 

شهقتها الكبرى ...

 

وهى تشير نحو تلك السيده

 

العجوز التى تجلس على باب

 

المستشفى ...

 

عمار فى تعجب شديد :

 

ماذا هناك يا أمى ...؟

 

ما الذى أزعجك إلى تلك

 

الدرجه ...!

 

ماذا رأيت ...؟

 

هل ثمة هناك شىء فى ديكور

 

مدخل المستشفى  ...

 

تنفى ساره بأعين متسعه بشكل

 

لم تعدها من قبل وهى تشير

 

نحو السيده الجالسه على

 

الارض أمام الباب ...

 

عمار فى حيره : إنها مجرد

 

سيده عجوز مسكينه

 

 تجلس وكأنها تتسول ...

 

ساره بصوت يملؤه الذهول

 

: أننى أعرفها ...

 

أعرفها جيدًا ..

 

تقترب ماجده وهى تميل نحو

 

الصوره وتحدق بها وتسألها

 

فى حيره شديده :

 

ومن تكون تلك السيدة

 

 العجوز ..؟

 






ساره بصوت خافت وبكلمات

 

تجاهد لإخراجها تقول :

 

إن تلك العجوز هى ...

 

سمر ...

 

سمر أخت محمود ...

 

وسقط قلب ماجده

 

بين قدميها وهى لا تصدق

 

تلك المفاجأة الغير متوقعه

 

و المذهله ...

 

المذهله بكل المقاييس ...

 إضغط هنا الجزء الأخير (ب)


جميع أجزاء الرواية فى الأسفل 

إضغط على الجزء المطلوب

إضغط هنا الجزء 1

إضغط هنا الجزء 2



















إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 55













 

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات