رواية
أخباءت حبه
الجزء 63
تأليف محمد أبو النجا
تغلق ساره عينيها وهى تنفى
برأسها فى ذهول وتصرخ
فى أعماق نفسها ...
مستحيل. ..
لقد مات على ..
مات وقد رأت جثته مسجاه
على الأرض بعينيها ...
بل سمعت بأذنيها كلمات
أمها حين أخبرتها بقتل
إثنين ..
لا مجال للشك أن ( على ) قد
مات ..
(على) من رأته بعينيها يلقى
رسائله لها ...
الآن بعد أن قتل ومات يلقى
إليها رساله جديده ...!
ماذا يعنى هذا ...!
هل هو شبح ..!
وماذا يعنى بكلمة
( سامحيني )
عن أى شىء يطلب منى أن
أسامحه ...
هل بسبب ما فعله بى مع
صديقه ...!
ولكن الموتى لا يقومون
بذلك ..!
خرجت ساره فى سرعه
من منزلها لكن عقلها
لم يهدأ عن التفكير ...
استقلت سياره أجره ..
وهى تتلفت تخشى أن
يراها أو يقابلها ذلك الشاهد
الذى علمت بأمره من أمها ...
اتجهت ساره بعدها إلى
الطبيب الذى تتابع معه منذ
بداية حملها ...
انتظرت دورها فى قوائم
الكشف ..
لقد ذهبت دون أن تصطحب
أمها ..
وبعد أن دلفت إلى حجرة
الطبيب الذى ابتسم وهو
يدعوها للجلوس ويسألها
بعض الاسئله ليطمئن عن
صحة الحمل ...
وبعد أن تم الكشف وعاد
إلى مقعد مكتبه تلاشت
إبتسامته فجأة ..
وبشكل مريب تبدلت
ملامحه ..
وكأنها أصبحت متحجره ...
لاحظت ساره ذلك
ودفع في نفسها الحيره
الشديده
...
لتساله فى قلق :
هل ثمة شىء يادكتور ..؟
مط الطبيب شفتيه
وحك بأصابعه
ذقنه وهو يقول : نعم ..
خفق قلب ساره بقوة بين
ضلوعها وهى تقول فى قلق :
ما الأمر ..!
هل هو متعلق بشأن الجنين ..!
أو التوأمين كما علمت ..
وضع الطبيب رأسه وهو يدون
ورقه على سطح مكتبه ثم
يمده لها قائلاً : اطمئن
أريد زيارتك غدًا فى هذا
المركز الطبى المدون عنوانه
فى هذه الورقه ..
تشتعل الحيره والخوف فى
نفس ساره لتسأله فى قلق
وتوتر : يبدو بأن هناك أمر
قد أثار شىء داخلك ...
لتتبدل ملامحك ..
وتطلب منى زيارتك فى هذا
المركز ...
هل أوشكت على الموت ...؟
هل تفاقم مرض قلبى ..؟
وأصبحت قاب قوسين أو
أدنى من الموت ...
تعلو فوق شفتى الطبيب
إبتسامه باهته وهو ينفى بيده
: لا ..لا ..
أطمئنى ...
كل شىء على ما يرام ...
وسيكون لنا حديث غدًا ...
تشعر ساره بأن الطبيب يرفض
مصارحتها ولا جدوى
من الألحاح عليه
ليفصح عن سره ..
وتغادر ساره بقلب غير
مطمئن ...
خائف ...
وقفت فى منتصف الطريق
تلتقط أنفاسها المتلاحقة ثم
تهمس فى نفسها ساخره
يبدو بأن الغموض قد أصبح
هو محور حياتى فى
كل شىء ...
حتى فى مرضى ...
والطبيب المعالج لى ..
ثم وضعت يديها على بطنها
وهمست ربما سيخبرنى
الطبيب غدًا أننى على حافة
الموت ...
أخذت نفسًا قصيرًا ثم اخذت
تخطو فى الطرقات وحدها
وهى تفكر وتحدث نفسها ..
ترى ما مصير أولادى ...
الأب أختفى ...
ولا يعلم أحد مصيره ...
حتى وإن كان حى ...
لا فائده ولا طائل منه ...
إنه رجل عاش غبى
وخائن ...
كان نقطة ضعفى ...
كان حبى له قمة سذاجتى ...
لقد تحملت معه ما لم تتحمله
إمرأة ...
تحملت حبه لغيرى ...
كدت أضحى بواحده من عينى
لولا أن هذا لم يفلح ...
تبًا لهذا الرجل ...
لقد كان يستحق أن اقتله
بيدى ...
لا بصفعه فقط ...
كانت تلك الصفعه قليله ...
ولم تشفى غليلى ...
ليتها كانت ألف صفعه ....
ولكن ما يشفى غليلى
أننى لم اندم على فعل ذلك ..
ثم عادت تمسح دموعها وهى
تهمس في حزن شديد :
من سيعتنى بأولادى من
بعدى ...
ليس لهم أى أحد ...
يبدو بأن فكرة الحمل من
ذلك الوغد زوجى محمود
كانت قمة حماقتى ....
ولن اغفر لنفسي ما فعلته
أبدًا ..
وبدأت تدور بعينيها تبحث
عن سيارة أجرة تستقلها ...
فجأة
تتوقف تلك السيارة الصغيره
رمادية اللون ..
ويطل منها عبد الرحمن الذى
يبتسم قائلًا : بالتأكيد
تبحيث عن سيارة لتوصيلك
للمزل ...
نظرت له فى دهشه دون أن
تجيبه ...
ليشير لها بالركوب معه ..
مطت ساره شفتيها وهى
تنفى بملامح رقيقه وترفض
طلبه ...
ليعود من جديد لدى حديث
مهم للغاية معك ...
صدقينى
...
يثير حديثه فضول ساره التى
تحملق فى وجهه ..
ليبتسم وهو يشير لها من
جديد بالدخول قائلا وقد
أراد زيادة جرعة تحفيذها
إلى أقصى درجه ليقول
جمله واحده :
لقد علمت مكان زوجك
محمود ...
تتسع عيناها إلى أقصى حد ...
ويخفق قلبها إلى أن كاد
يتوقف وهى تخطوا وتميل
من نافذة السيارة تسأله فى
لهفه لا حدوم لها : أين .. !
أين هو ..؟
هل ما يزال حى ...؟
هز عبد الرحمن رأسه : نعم
ما يزال حى ..
ترتجف أقدام ساره ولم تعد
تقوى على حملها وتقول
بصوت خافت : أين هو ...؟
ويخبرها عبد الرحمن
بمكان زوجها محمود. .
وكانت مفاجأة جديدة لها ..
فلم تكن تتخيل
أو يتوقع أحد المكان
الذى يقوله عبد الرحمن
لها ....
مستحيل ..
مستحيل أن يخطر على
بالها ...
أو تفكيرها ابدا ..
تعليقات
إرسال تعليق