رواية
أخباءت حبه
الجزء 44
تأليف محمد أبو النجا
( لقد كنت فى الأمس فى
زيارة أختك سمر )
نطقت ساره جملتها أمام
زوجها محمود الذى ينتظر
سماع كلماتها بشغف كبير
لمعرفة ما تحمله من مفاجأة
بخصوص أخته ...
ساره تكمل قائله : لقد
كان وجهها شاحب حزين ..
متجهم ..
لقد اكتسى بالهم ..
كانت ملامحها شاحبه ..
وكأنها امرأة قد تخطت
السبعون من عمرها...
محمود فى توتر يسألها :
تحدثى بسرعه ...
ماذا حدث لأختى سمر ..؟
ساره : لقد سألتها فى إهتمام
ما بك...؟
ماذا حدث ...؟
لكنها ظلت صامته وأنا
أتحايل عليها أن تفصح
عما حدث ...
حتى قالت والدموع تتراقص
فى عيناها : لقد تزوج سعيد
زوجى بأمرأة أخرى...
لقد كانت صدمه قاسيه ...
جعلتنى أنا نفسي فقدت
النطق أمامها ...
لكنى حاولت مواساتها
قائله : لا عليك ...
إنهم معشر الرجال لا أمان
لهم ...
عليك التماسك ...
من أجل أولادك...
ولديك ثروة يمكنك أن
تصنعى بها الكثير ...
وقد ..
لكنى توقفت عن الحديث
حينما إنهارت باكيه فى نحيب
شديد ...
فاحتضتنها ...
وأنا اهتف : سمر ...
إلى تلك الدرجه حزنك ..
وحبك إلى سعيد...!!
هو من باع...
واختار طريقه مع واحده
غيرك ...
هونى على نفسك ...
حتى صرخت بدموعها
المتساقطه : لقد كتبت كل
الميراث له ...
لقد خدعنى .
لقد كنت غبيه وساذجه ...
وبعد أن تزوج أخبرنى بين
أن أرضى وأعيش مع اولادى
فى صمت ...
أو الرحيل ...
تراجعت فى صدمه وذهول
وحسره وأنا أصرخ فى وجهها
: كيف حدث ذلك ...؟
كيف خدغك...؟
كيف وثقت به الى تلك
الدرجه أن تكتبى كل ميراثك
له ...
سمر فى بكاء شديد :
لقد كانت ثقتى عمياء به ...
لم أكن أتخيل ..
أو ينتابنى لحظه من الشك
فى أنه مخادع ..
أو خاين ..
لقد تزوجنا عن قصة حب ...
وعشنا فى سعاده دون تلك
النقود ...
لكن منذ أن دخلت حياتنا
وقد إنقلبت نقمه فوق
رؤسنا...
لقد تغير سعيد إلى أقصى
حد ...
وسار عصبى بشكل مفرط..
ودائم الحديث عن مشاريع
كثيره يحلم بها ...
ظل يحاول إقناعى بأنه
يريد أن يشارك رجل أعمال
فى قرية سياحيه ...
مشروع ناجح ...ومربح..
ومضمون ...
وبعد محاولات عديده
فشلت فى الهروب من هذا
الضغط المتكرر منه ...
وقبلت الفكره رغمًا عنى..
وفى النهاية علمت بأمر زواجه
وبأن ذلك الشريك كان إمرأة
أخرى...
تزوج منها ...
ساره في ألم من أجلها :
عليك التماسك من أجل
أولادك...
إنهم فى حاجه إليك ..
لكنى فشلت فى مواساتها
لقد ظلت فى نحيب طويل
وتركتها وأنا فى حزن شديد
ولم أرغب فى مصارحتك
بالأمر...
ولكن مادام الموضوع قد وصل
إلى كشف أقنعة الأخرين ..
كانت صدمتى فى أعز
صديقاتى مؤلمه للغايه ...
وعصرة قلبى ألمًا...
كان على الرد بكشف قناع
زوج أختك...
ورد الصدمه لك ..
محمود فى غضب :
ليتنى لم أكن أعمى...
وعاد يصرخ في حزن :
العجز الذى أشعر به يكاد
يقتلنى...
الموت أهون مما أنا فيه ...
وأنا بلا حول ولا قوه
عن إنقاذ أو مساعدة أختى
أو الوقوف بجانبها ..
أنا لا املك غير البكاء ..
فأنا قد أصبحت رجل بلا قيمه
أو فائدة..
كانت كلماته ذات واقع مؤلم
على مسامع وقلب ساره
التى شعرت بالندم لإخباره
بما حدث إلى ٱخته...
ولكنه كانت ترغب فى
الإنتقام منه لأنه حطم
بمكالمته المسجله الكثير
والكثير من المشاعر بينها
وبين صديقتها المفضله
رحاب ...
اقتربت منه وهى تهمس :
قريبًا جدًا ستنال واحده
من عينى...
ربما ترى الدنيا بعدها
قد اختلفت ...
ربما شاهدت بها اشياء
لم تراها بعينك يومًا ..
ومن الممكن أيضًا أن تأخذ
عينى الأخرى بعد موتى...
ساد الصمت ولم يقم محمود
بالتعليق أو الرد على
حديثها ..
لكنها فجأة تذكرت حديث
صديقتها رحاب مع زوجها ..
وشعرت فى اعماق قلبها
بمزيج من الحزن والغضب ..
واحست أن زوجها محمود
يفكر ويحمل هو أيضًا نفس
ذلك
الشعور ...
فى ذاك الوقت ...
فجأة...
تسقط داخل شرفة المنزل
تلك الحصى الصغيره..
لقد سمعت واحست
بصوتها..
كانت تلتف حولها ورقه ...
بل رساله ...
وتتذكر ساره بسرعه ذلك
الأسلوب القديم الذى
عاشته فى منزل أبيها ..
وتلك الرسائل التى كانت
تلقى داخل حجرتها ...
لقد عادت ...
ولكنها للمره الأولى داخل
شقة زوجها ...
محمود فى تعجب :
ما هذا الصوت ...!!
ساره فى إرتباك :
لا شىء...
أقصد إنتى لم أسمع شىء .
وتتحرك ساره وتخطو نحو
الحصى...
وتلتقطها ...
وتفتح الرساله الملفوفه
حولها ...
وتتراجع ساره فى ذهول
شديد لا حدود له ...
وتصرخ فى أعماق صدرها
من هول الصدمة والمفاجأة ...
فقد كان نص الرساله مخيف
مخيف إلى حد لا يمكن
تخيله...
( زوجك يخدعك وليس
كفيف أو أعمى
محمود يرى كل شىء )
وتعود ساره تنظر ناحية
محمود الواقف كالتمثال الحجرى
وبين أصابعه عصاه الخشبيه...
وأخذت تنفى برأسها بكل
جنون ...
قمة الجنون...
جميع أجزاء الرواية فى الأسفل
تعليقات
إرسال تعليق