رواية
أخباءت حبه
الجزء 75
قبل الأخير
تأليف محمد أبو النجا
كانت ساره فى لهفه شديده
لسماع الجزء الخاص بقصة
سمر ...
مع ابتسامه خبيثه يتراجع
حسان ويستند بظهره على
المقعد قائلاً : كان من الطبيعى
هو قتل رحاب التى كشفت
الكثير من الأسرار عنى ...
ولكنى كما يقول المثل ضربت
عصفورين بحجر واحد ...
تعقد ساره حاجبيها فى حيره
وصمت شديد وهو يتابع
: لقد هددت سمر يومًا
بالشيكات التى كانت عليها
بعد أن تزوجت ..
هزت ساره رأسها : نعم أعلم
تلك القصة ..
والتى كانت سبب فى إرغام
محمود على الزواج منى ...
يميل حسان بصدره نحو الأمام
: لكنك لم تنتبه إلى أهم ركن فى
تلك القصة وهى من أين جئت
بتلك النقود التى سددت بها
كل هذا المبلغ ...!
تتراجع ساره بظهرها للوراء
فى صدمه وهى تنتبه لتلك النقطه
الهامه بالفعل ...
كيف دفع أبوها ذلك الرجل البسيط
مبلغ كبير كهذا ...!
كيف لم تنتبه إلى ذلك ...!
بوجه صلب يتابع حسان :
بعدها كان على أن أستفيد بهذا
المبلغ الذى دفعته ..
ولا يذهب هباء ..
فقررت الإستفاده من سمر ..
فى العمل معى ...
تتسع أعين ساره في ذهول :
وما وجه الإستفاده من إمرأة
مثلها ..!
فى منظمه إجراميه كبيره كما
أسمع وأرى ...!
تتسع إبتسامة حسان أكثر وهو
يقول : هذا هو سر النجاح ...
سمر تعمل موظفه بسيطه فى
شركة كانت مهمه بالنسبه لنا ...
وكنا نحتاج لسرقة بعض
الأوراق والمستندات منها ...
ساره فى دهشه : وما علاقة
تجار المواد المخدره مثلكم
فى سرقة أوراق من شركة ..!
حسان بهدوء : إنها تلبيت
مصالح بيننا وبين منظمات
أخرى مقابل دفع وفوائد
أخرى ..
بمعنى أدق خدمه لراجل كبير
مقابل أنه سيقدم نظير تلك
الخدمه خدمه لنا ...
تبادل مصالح ...
هزت ساره رأسها فى تعجب
: فهمت ...
واستغليت حاجة سمر إلى
تلك الشيكات ..
وقمت بإبتزازها ..
وإرغامها على سرقة تلك
الأوراق من الشركه ..
ينفى برأسه : لا ...
لقد قامت بالمساعده فقط فى
تنفيذ الخطه ..
لكن رجالى هم من قاموا
بالسرقه ...
لكن كان يبقى بالنسبه لى هو
إنهاء العمليه بالتخلص من
سمر
..
وجاءت الفرصه عندما تزوجت
رحاب الطماعه من زوجها
سعيد ...
وبدأت المحادثات بينى وبين
سمر فى مساعدتها على قتل
رحاب ...
وبالفعل أقنعتها ...
وصدقت بأنى سأقف بجوارها
بعد أن تقوم بالقتل ...
وبأنى سأحميها ...
إن حدث لها مكروه ..
ولن يعلم أحد بهذا السر ...
وأعطيتها السلاح المستخدم
فى الجريمه ...
وكانت ساذجة ..
ووقعت فى الفخ ...
وقمت بالإبلاغ عنها ...
وتم القبض عليها ...
وتخلصت من الإثنان دفعه
واحده ...
وبضربه واحده ..
رحاب ... وسمر ...
تتسع أعين ساره فى ذهول
شديد وهى لا تصدق ما يقوله
ويعترف به أبوها بكل برود ..
وكأنه يتباهى ...
ويتفاخر ...
وشعرت للمرة الأولى بأن من يقف
أمامها ويتحدث ليس هو ...
ليس هو ذلك الأب الطيب
البسيط ...
بل شيطان مخيف ...
كيف استطاع أن يخدع الجميع
طيلة تلك السنوات بمثل
تلك البراعه فى التمثيل ...
ويعيش بوجهين ...
الآن تشعر ساره بأن خيوط
العنكبوت المتشابكة منذ عدة
اشهر قد بدأت تتفكك ..
ويكشف الستار عن كثير من
أوجه الغموض التى بحثت
كثيرًا عن حل لها ...
لكن الأغرب من كل ذلك ...
هو الأعتراف الصريح من أبوها
بكل تلك الجرائم ..!
لماذا ...!
فجأة يقاطع شرودها صوت
أبوها وكأنه قرأ بما تفكر ليقول
: اعلم مدى دهشتك لسماع تلك
الحقائق ..
والسؤال الملح الآن داخل عقلك
لماذا اعترفت لك بكل هذا ...!
الآن ..!
وبكل تلك السهوله ..!
يخفق قلب ساره من جملة أبوها
وقراءته لما يجول بخاطرها ..
ليتابع بهدوء شديد :
لقد فكرت كثيرًا في الأمر ...
فمما لا شك فيه أن تلك الثروه
التى صنعتها وجمعتها ..
هي
من حق أولادي ...
وحتى تصل إليهم بسلام
دون أن تثير الشك مما حولهم
فى مصدرها ..
ليس هناك أفضل أو أسلم
من
طريقك ...
تتسع أعين ساره في تعجب وهو
يتابع : نعم ...هو أنت ...
أنت يا ابنتي سوف ترثى
ميراث كبير وضخم ... قريبًا ..
واذا أخذت تلك الثروه التي جمعتها
بين الميراث الضخم لن يشك
أحد في الملايين التي تصل إلى
اولادي من خلالك ..
ولن يلاحظ ..
تنفي ساره وهي تقول بلهجه
قويه جاده : وأنا لا أقبل الحرام ..
ولا أقبل أن أكون شريكه في
فعل جريمه مثل
ذلك ...
فجأة ..
يدور حسان نحو حاتم وكأنه ينتبه
له للمره الأولى وهو يقول فى
غضب : وأنت يا من كنت تلقي
برسائلك إلى ابنتي ...
يتراجع حاتم في صدمه وهو
يستمع الى صوت حسان والأخير
يتابع : بالتأكيد مفاجأه لك أنى
أعلم ذلك السر ..
ثم ابتسم ساخرًا : أنا أعلم
الكثير عنك ..فوق ما تتخيل ...
وعن كل ما فعلته بالتفصيل ..
ثم أشار إلى عبد الرحمن هو
يقول بيده : تخلص منه ..
يظهر الفزع والهلع على وجه
حاتم وهو يصرخ : لا أرجوك ...
وتصرخ ساره هي الأخرى وتنفى
بيديها : لا ... لا ..تقتلوه ...
ينفي أبوها بشكل قاطع
ويشيخ بيده : للأسف ..
لن تفيد شفاعتك له ...
لقد علم الكثير عنى ...
ويستحق الموت على ذلك ..
بموته تقفل كثير من الملفات ...
امسك عبد الرحمن حاتم من
ذراعه وجذبه بعنف ..
والأخير يحاول الخلاص
ويتوسل في ذعر ويأس
: لا ...أرجوك ..
لا تقتلني ...
فجأة ..
يصدر في المكان مكبر صوت
لرجل يقول بلهجه حاده وقويه ويحذر
: عليكم
بالاستسلام ...
المكان كله محاصر ..
ويكتشف حسان ورجاله أنهم
محاطون بكم كبير من
رجال الشرطه ...
ويبدو بأن الأمور قد تعقدت بغته ..
وقد تم كشفه بسبب لا يعلمه ...
هنا صرخ حسان في رجاله بعنف
أن ينتشروا ويقاوموا إلى آخر رجل فيهم ..
ثم أشار إلى عبد الرحمن قائلاً :
عليك بحمايه ساره ابنتي ...
والخروج بها من هنا آمنه ...
وسالمه ..
وبالفعل يجذب عبد الرحمن
ساره من يديها ويعدوا بها مبتعدًا
داخل باب الفيلا ويهبط أدراج سلم جانبي ..
حتى أصبح أسفل الأرض ...
وهي تهتف له في توتر :
إلى أين تذهب بى ...!
لكن
عبد الرحمن لم يجب ..
كان
لديه هدف واحد وهو
الهروب بها من هنا ...
عادت تعلو بصوتها وهى تسأله
: أين محمود ...؟
أين محمود زوجي ..؟
أخبرني أرجوك ...
ينفي عبد الرحمن برأسه :
لا وقتها للحديث ...
فجأة ..
ظهره أسفل الأرض جراج صغير
داخله سياره حمراء ..
يستقلها بسرعه عبد الرحمن
وهي تجلس على المقعد المجاور له
ويكشف عن
باب خفي جانبًا ...
وينطلق من خلاله ويفر مبتعدًا عن الفيلا ...
وما زالت ساره تهتف لها وتسأله
عن مكان زوجها ...
وماذا فعل به ...!
لكن
عبد الرحمن كان جامدًا
وصلبًا وجاف بلا أى رد فعل ..
فجأة تظهر من خلفهم صوت أبواق
سيارات الشرطه
التي تتبعهم ..
لينظر عبر مرآت سيارته وهو يقول
في
غضب : اللعنه ...
أنهم يحاصروننا .. ويتبعونا...
ولن أسمح لهم بذلك ..
لن أسمح لهم بالنيل منى ...
ويزيد عبد الرحمن من سرعة
سيارته ... بجنون ..
ويشق طرقات الشوارع في محاوله للفرار
من
سيارات الشرطه التي
تتبعه وتوشك أن تقع به ...
وتستمر المطارده الشرسه
حتى وصلت إلى كوبرى فوق
النيل ..
وهنا يضرب عبد الرحمن مكابح
سيارته ويفتح بابها ويصرخ
إلى ساره بأن ترحل بعيدًا ..
وترتجل نحو الخارج ...
لكن ساره كانت تسأله فى ذات
الوقت بلهفه عارمه عن
مكان محمود ..
ليزيد عبد الرحمن من إنفعاله
: لا وقت للحديث ...
لا وقت ...
وينطلق بعدها مبتعدًا عنها ...
ويتم محاصرة عبد الرحمن من
الجانبين ...
ولم يعد هناك مفر سوى أن قام
بالخروج من باب سيارته وفر ...
فى محاوله للقفز نحو الماء ..
وسط أمر من الشرطه له بالتوقف
وتسليم نفسه ..
لكنه رفض ..
وأصر على الهروب ..
ومع صعوده سور الكوبرى للقفز ..
كانت الطلقات تنهال على جسده ..
ليصرخ والدماء تنفجر منه ..
من كل مكان ...
مع شهقة ساره التى تشاهد جسد
عبد الرحمن يترنح ..
ويتأوه من الطلقات ويسقط
ويهوى من أعلى نحو الماء ..
ونحو الموت ...
ليرتطم بعنف ..
ويصنع فجوة كبيره داخل الماء ...
وتصرخ ساره بجنون من شدة
الفزع والحسرة ...
ومن خلفها يتم القبض عليها
هى الأخرى ...
وسط حسار محكم من الشرطه
حولها ..
لكن عيناها ظلت تتابع فى هلع
وحسره جسد عبد الرحمن الذى
يغوص نحو الماء ...
بلا عوده ...
وبلا أمل للعودة ..
تعليقات
إرسال تعليق