رواية
أخباءت حبه
الجزء 67
تأليف محمد أبو النجا
حاله من الذعر والهلع تصيب
ساره وهى تسمع صوت
الرصاص يضرب مسامعها
بقوة ..
ورغم هذا ضرب عبد الرحمن
بأقدامه دواسته وانطلق
بسيارته وهو يميل بعجلة
القياده بشكل أرعب ساره
أكثر ..
ووضع يده فى جنبه وأخرج
سلاحه ويدور برأسه فى
أكثر من إتجاه يبحث عن مصدر
تلك الطلقات التى توقفت
فجأة ..
وساره تصرخ فى فزع :
ياألهى من هذا الذى يريد
قتلنا ...؟
واتسعت عيناه فى ذعر :
يااللهى ..
أنك تنزف بشده ...!
لكن عبد الرحمن لم يرد فقد
انطلق بسرعه جنونيه ..
وكان هدفه واحد رغم إصابته
هو حماية ساره ..
التى ترتجف ..
ويطل الرعب من بين عينيها ..
وبعد خمسة عشر دقيقه
بالضبط ..
كان عبد الرحمن يضرب مكابح
سيارته وساره لا تصدق أنها
قد وصلت بالقرب من جانب
بيتها ..
وعبد الرحمن يشير لها :
هيا بسرعه عودى إلى بيتك ..
ساره فى توتر واضح وبكلمات
متقطعه : ولكنك تنزف بشده ..
من هذا الذى أراد قتلنا ..؟
ولماذا ..؟
ينفى عبد الرحمن : إنه كان
ينوى قتلى أنا فقط ...
أنا المقصود لا أنت ..
فلدى الكثير من الأعداء ...
أشارت ساره إلى الدماء التى
تغرق ملابسه : ولكنك مصاب
و بحاجه إلى الإسعاف ..
وإلى مستشفى ..
أنت تنزف بشده. ..
لابد من إنقاذك. ..
تعلو شفتيه إبتسامه باهته :
لا عليك ..
يكفينى إنى لو مت
قد رأيت هذا
الخوف فى عينيك من أجلى ..
ثم عاد يهتف بقوه : هيا ..
أخرجى من السياره ..
وعودى .. إلى بيتك ..
هزت ساره رأسها وخرجت
بأقدام مسرعه تعدو ..
لكن قلبها كان خائف وتشعر
بقمة القلق من أجل
عبد
الرحمن ..
وكانت أمها فى إنتظارها تسألها
فى تعجب وبأعين متسعه
: ساره
..!
لقد تأخرت كثيرًا ...!
أين كنت ...؟
ساره بصوت خافت :
أنسيت أنى قد ذهبت إلى
الطبيب ..!
أمها : نعم ...
وذهبت كالعاده من دونى ..
رغم أنى قد اتفقت معك ..
ساره : لا أريد أن أتعبك معى ..
أمها فى قلق : أرى وجهك
شاحب ...!
هل ثمة شىء ..؟
هل أخبرك الطبيب بشىء
دعاك للقلق ..؟
تنفى ساره بيديها : لا
أطمئنى .
فقط أنا متعبه وأريد أن اخلد
إلى النوم ..
تصبحين على خير ..
وبعد لحظات كانت ساره
تغلق باب حجرتها ..
وتلقى بجسدها على فراشها ...
لقد أصبحت فى الآونة الأخيرة
تعانى من مصاعب شديده ..
وغريبه ...
وكل ليله أصبحت تحمل
كارثه مختلفه لها ..
عادت تتذكر مشهد زوجها
محمود وهو مقيد داخل
سيارة عبد الرحمن ..
كيف طلبت من ذلك الأخير
أن يفعل بزوجها هذا ..!
كيف وافقت أن تفعل بحب
عمرها هذا ..!
تقطع لسانه وأصابعه ...
وتطلب أيضًا أن يذهب به
إلى حيث مكان بعيد ...
بلا عوده ...
كيف جاءت بهذا القلب القوى
القاسي ...
إنها لم تكن يومًا بمثل تلك
الغلظه والجبروت ...
لقد كادت يومًا أن تفديه
بواحده من عيناها من
أجله ..
من أجل ان يرى ..
لكنها الآن تصل إلى نقطة
النهاية ...
أو كما تخيلت أو أحست ..
لقد أصبحت قادره على نسيان
محمود ..
لقد نجح فى أن يذيقها
من الذل والمهانه والخيانه
ما يجعلها تكرهه إلى حد
لم تتخيله ...
لقد إستطاع أن يذيب حبه
فى قلبها. ...
لتكرهه ...
ثم أطلقت تنهيده وتساءلت
هل عبد الرحمن بخير بعد تلك
الإصابه التى لا تعلم مداها ..؟
هل سينجو ...؟
تتثاءب وتشعر برغبه شديده
إلى الراحه والنوم ...
فجأة وقبل أن تذهب فى
سبات ونوم عميق كانت أمها
قد دلفت إلى داخل الحجرة
فجأة لتعتدل ساره فى فزع
تهتف : ماذا حدث ...؟
ماذا هناك يا أمى ..؟
أمها بوجه شاحب خائف
ترتجف : لقد وجدوا جثة
جديده فى الحى ...
قتيل آخر ...
ينتفض جسد ساره ويخفق
قلبها وهى تسألها فى توتر
: قتيل ...!
ومن يكون هذا ..؟
أمها فى صوت خائف :
الشاهد فى القضيه ...
الذى قيل أنه رأى إمراه
ويعرفها قبل وقوع الجريمه ...
وتشعر ساره بصاعقه تسقط
فوق رأسها وأمها تتابع :
وجدوه منذ لحظات مشنوق
من رقبته فى شقته ...
تتراجع ساره فى هلع مع كلمات
أمها وهى تسألها :
هل عرفوا من فعل به
هذا ..!
تنفى أمها لا ...
ولكن الحاره مقلوبه رأسًا على
عقب ...
ولا أحد سيرى النوم هذه
الليله ..
الجميع في حالة رعب ..
حتى أنا ...
وأخذت أمها تضرب بيديها
على فخذيها :
ماذا حل بالحاره ..!
ثلاث قتله وجثث
فى
أسبوع واحد ..!
ساره في تعجب : كيف علمت
بتلك الحادثه ...!!
تجيبها أمها : لقد اتصلت
بى أباك بالهاتف وأخبرنى ..
وسأل عن عودتك إلى البيت ..
وطلب بعدم خروج أى أحد
منا
من الشقه ...
ثم خرجت بعدها أمها بعدها
من
الحجره وهى ما تزال
مستنفره مما حدث ..
وساره فى خوف تتساءل
كيف وقعت تلك الحادثه
الجديده !!
ومن الذى قتل ذلك الشاهد ..؟
ولماذا. ...؟
هل هو عبد الرحمن ...؟
مستحيل بالطبع إنه مصاب
بشده. ..
وقد تركها منذ وقت قصير ..
و ...
بترت عبارتها مع صوت جديد
و رساله أخرى تلقى فجأة
عبر نافذتها ...
تقفز بسرعه وتلتقطها ...
وهى تتراجع فى قمة الفزع ..
ويسقط قلبها بين قدميها ..
مع تلك الجمله المرعبه. ...
والتى لم تتوقعها ..
أو تتخيلها لحظه ...
( قتلته من أجلك ... )
تعليقات
إرسال تعليق