القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أخباءت حبه
 
الجزء 68
 

تأليف محمد أبو النجا

 

( قتلته من أجلك )

 

أخذت ساره تردد الجمله

 

بين شفتيها وتهمس بها

 

وجسدها كله يرتجف. ...

 

من ذلك المجهول الذى يفعل

 

ذلك. ..

 

لقد أشتعل الغموض المخيف

 

فى نفسها ...

 

هناك بكل تأكيد شخص خفى

 

وراء كل ذلك. .

 

ولكنها رأت بعينيها يومًا

 

( على ) يلقى برساله لها ...

 

وقد مات ...!

 

إذن من يفعل هذا ...!

 

وبنفس الأسلوب ...

 

تعود تخطو بسرعه ناحية

 

 الشرفه النافذه تلقى بنظره

 

على الطريق ولكن لم يكن

 

 خال لقد كان هناك بعض

 

الماره والزحام ...

 

كيف تمكن من ألقاء رسالته

 

ولم يخشى أحد ...!

 

ما هذا اللغز الجديد ...!

 

ثم تعود لفكرة أن يكون شبح

 

ثم تنفى برأسها : لا ...

 

هذا غير منطقى ...

 

ثم عادت للجلوس وهى تفكر

 

وقد ذهب جبل النوم الذى

 

كان يداهمها منذ قليل ..

 

وتبدد ...

 

لا يمكن لأى شخص عاقل

 

أن يقف بكل جراءة بين

 

هذا الحشد من الماره ويلقى

 

برسالته بكل بجاحه ..

 

إلا إذا كان مجنون بالفعل ..

 

وحينها سيعترض ما يفعله

 

اهل الحى لو رأوه ..

 

ربما طرحوه أرضًا ..

 

ونال من الضرب والمهانه

 

ما يفوقه ..

 

أو ربما يخبرو أبوها وأخوتها

 

عما فعله ..

 

لكن لن يتركوه يفعل ذلك

 

دون ردع أو عقاب ...

 

وغير منطقى أنهم لم يروه ..

 

هذا إحتمال مستبعد  .

 

لن يكون شبح  ..

 

جميع الإحتمالات بعيده

 

عن المنطق  ..

 

إذن ما سر هذا المجهول ...!

 

شىء يحير العقل ..

 

ويصيبه بالشلل .

 

والعجز ...

 

والجنون ..

 

فجأة ..

 

طرأت تلك الفكره إلى رأسها ..

 

نعم ..

 

كيف لم تفكر بها من قبل .. !

 

إنها فى كل مره حين تلمح

 

تلك الرساله تعدو بسرعه

 

لرؤية من ألقاها ..

 

ولا تجد أحد ...

 

والأغرب أنه فى كل مره

 

لا يخطىء إصابته ..

 

بل ينجح بنسبة مائة بالمائة . 

 

وهذا يعنى أنه يقوم بفعل هذا

 

من مكان قريب ..

 

قريب جدًا ...

 

ثم قفزت من جديد نحو

 

الشرفه ...

 

تنظر هذه المره نحو الأعلى ..

 

نحو النوافذ والشرفات

 

القريبه والتى تطل ناحيتها ..

 

وقد بدأت تقتنع بالفكره التى

 

تسربت إلى نفسها ..

 

أن ما يفعل ذلك يسكن فى أحد

 

الشرفات أو النوافذ التى

 

أمامها ..

 

وربما يرها الآن ويتابع رد

 

فعلها ...

 

عليها أن تعيد حساباتها من

 

جديد ...

 

كيف لم تفكر من قبل أن تلك

 

الرساله جاءت من هنا ...

 

ليس من أسفل ..

 

لقد كانت غبيه فى

 

 حسابتها ..

 

لكن من يكون ...!

 

إنها لا تعرف جميع جيرانها

 

أو شكلهم ...

 

أو حتى أسماءهم ...

 

إنها دائمًا منطويه ...

 

ومحدوده فى العلاقه بهم ...

 

لابد من عمل مراجعه وإحصاء

 

لعدد الشباب أو الرجال القريبه

 

من حجرتها لمعرفة فك شفرة

 

هذا اللغز ...

 

ربما أفلحت تلك الفكرة

 

فى الايقاع بذلك المجهول ...

 

ربما ...

 

 

******

 

اليوم التالى ...

 

تذهب ساره لإجراء الفحوصات

 

والتحاليل كما اتفق معها الطبيب

 

وبعد تقريبًا ساعتين كانت ساره

 

تنتهى ..

 

وقد شعرت بإرهاق شديد

 

وأخذت تلتقط أنفاسها وهى

 

 تجلس على المقعد المقابل

 

 للطبيب الخاص بمتابعتها ..

 

والذى أنشغل بالأوراق الكثيره

 

التى أمامه ...

 

كانت فى قمة اللهفه والشغف

 

والفضول لمعرفة ما تحمله تلك

 

النتائج الأخيره ..

 

كانت تشعر بقلبها يخفق بقوة

 

وبأن هناك أخبار ليست

 

جيده فى الطريق إليها ..

 

لقد قرأت ذلك فى ملامح الطبيب

 

الجامده والصلبه كغير عادته معها ..

 

لم تحتمل فتحركت شفتيها

 

تسأله : هل ثمة هناك شيء

 

يا دكتور ...؟

 

مع إبتسامه باهته ينفى : لا ..

 

مجرد انتظر فقط الورقه الأخيره

 

من التقرير ...

 

إنها فى الطريق خلال لحظات ..

 

ساره في قلق : هل هناك شىء

 

يخص التوأم ..؟

 

هل هما بخير ...؟

 

هز رأسه : نعم ..

 


















الحمد لله على خير ما يرام . .

 

ولكن اود أن أسألك عن نوع

 

العمليه التى قمت بإجراءها

 

فى الأونه الأخيره ...

 

مطت ساره شفتيه فى الحقيقه

 

كنت فى صدد التبرع لزوجى

 

بواحده من عينى ..

 

فى لحظة ضعف وغباء ..

 

وسذاجه منى ...

 

لكن بعد أن أستيقظت من

 

غيبوبتى ..

 

أخبرنى الطبيب بأن العمليه

 

قد باتت بالفشل. .

 

وبأن قلبى صغيف ولم يتحمل

 

وأطروا لإجراء عمليه عاجله

 

لإنقاذى ..

 

يتراجع الطبيب بظهره وبنظرات

 

تعجب : ولكنى لم أفهم من

 

 حديثك أى نوع من العمليات

 

قد أجريت لك ...؟

 

تنفى ساره : لا اعرف ..

 

كل ما فهمته أنها عمليه لإنقاذ

 

قلبى المريض ..

 

ثم رفعت رأسها : لقد أصابنى

 

القلق والتوتر ...

 

ماذا حدث بالضبط دكتور ..؟

 

يبدو بأن هناك أمر كبير

 

خلف تلك الاسئله ..

 

أخبرنى بالله عليك ..

 

صارحنى ...

 

لا تخف على شىء. ..

 

هل سأموت ...؟

 

هل أوشكت ساعة الحسم. ..؟

 

هل سيموت أولادى فى أحشاءى

 

معى ...؟

 

هل ..

 

يقاطعها الطبيب بإشارة من يده

 

: لا ...

 

أود أن أخبرك أن ..

 

بتر عبارته هو الآخر مع طرقات

 

باب الحجره ودخول ممرضه

 

شقراء ... حسناء.  ..

 

مبتسمه ...

 

تمد بورقه فوق سطح مكتبه ..

 

وتغادر وهى تغلق خلفها باب

 

الحجره ..

 

ليشتعل صدر ساره  ..

 

أنه بلا شك التقرير الأخير

 

المنتظر. ...

 

الذى بين أصابع الطبيب

 

يتفحصه ..

 

ثم تراجع برأسه ونظر إلى

 

ساره التى تفرك أصابعها

 

فى توتر بالغ ..

 

وقد أصابها الخوف إلى الحد

 

الذى أصبحت عاجزه عن

 

سؤاله ..

 

وبعد صمت دقيقه نظرت فى

 

خوف قائله : على ما يبدو بأن

 

الأمور على غير ما يرام ..

 

هذا واضح ...

 

هز الطبيب رأسه وقال بهدوء

 

: سأصارحك سيدتى بكل

 

وضوح ..

 

وبإختصار ..

 

العملية الأخيره التى قمت بها

 

كانت ...

 

وعاد للصمت برهة ..

 

ثم قال : أقصد ..

 

إنها ليست عمليه

 

داخل القلب ..

 

تتراجع ساره فى صدمه للوراء

 

تهتف فى هلع : كنت أشعر

 

بذلك ..

 

كنت أعلم أن ذلك الخائن

 

محمود زوجى أراد بى الشر ...

 

وتلاعب بى ..

 

وخدعنى ..

 

و ..

 

يقاطعها الطبيب بإشارة من

 

 يده : سيدتى ..

 

ما أقصده أن قلبك ليس هو ..

 

تتراجع ساره في ذهول

 

تحاول إستيعاب حديثه وهى

 

تنفض رأسها قائله :

 

ما معنى ليس هو ..!!

 

الطبيب بهدوء شديد وملامح

 

يكسوها الحيره :

 

ليس قلبك المريض ...

 

الذى لدى الفحوصات القديمة

 

التى تخصه ..

 

بل قلب آخر ..

 

تعتدل ساره واقفه فى ذهول

 

لا حدود له وبأعين تكاد تخرج

 

من رأسها : ماذا تعنى ...؟

 

أنا لا أفهم ...!

 

يعتدل الطبيب هو الآخر واقفًا

 

بدوره وجهًا لوجه لها قائلًا :

 

اصبح لديك قلب آخر سليم ..

 

قوى ..

 

لم يعد قلبك المريض فى

 

صدرك..

 

هناك من تبرع بقلبه لك ..

 

هناك من أعطاك قلبه ..

 

هناك عملية إستبدال ..

 

أنت الآن فى تمام الصحه ..

 

والقوه ..

 

والعافيه ...

 

وتشعر ساره بصدمه

 

وذهول ورهبه ..

 

وجنون ..

 

لا حدود لهم ...

 

وأخذت تنفى برأسها :

 

 مستحيل ..!

 

غير ممكن ..!

 

لا أصدق ..!

 

من قام بفعل هذا ..!

 

من صاحب هذا القلب الذى

 

 أحمله فى صدرى ..؟

 

وأعيش به الآن ...

 

من يكون ..؟

 

من ..؟

 

واخذت ساره بكل جنون تصرخ

 

من فعل هذا ..!

 

لكن بلا إجابه ...

إضغط هنا الجزء 69



 جميع أجزاء الرواية فى الأسفل 

إضغط على الجزء المطلوب

إضغط هنا الجزء 1

إضغط هنا الجزء 2



















إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 55













 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات