رواية
أخباءت حبه
الجزء 69
تأليف محمد أبو النجا
لم تكن هناك صدمه لدى ساره
في حياتها أكثر من تلك الصدمه
التي
حدثت لها عندما علمت
من
الطبيب المتابع لها بأن
القلب
الذي تحمله في صدرها
ليس
قلبها ..
ظلت
لحظات تحدق في وجه
الطبيب
وهي في شرود تام ..
لا
تراه ..
ولا تشعر به ..
وكأنها قد غابت عن الوعى ..
كانت
تعود بالذاكره وتفكر
وتسأل
نفسها ...
كيف حدث ذلك ومن صاحب
هذا
القلب ...!!
حتى
قاطع الطبيب هذا الصمت
وهو يقول بلهجه حائره
وقد عقد ساعديه أمام صدره
: انا في دهشه حقيقة ...
كيف
حدث هذا ...!
ومن دون أن تدركِ أو
تعلمي ..!!
تنفي
ساره برأسها :
أنا
مثلك في ذهول تام ..
يكاد يطير عقلى ...
وأنا لا أعرف من هو الذي
الشخص الذى اعطاني قلبه ..
ربما كانت الفحوصات لديكم
خاطئه ..
ينفى الطبيب برأسه :
هذا مستحيل بالطبع ..
عملية زرع قلب آخر لديك
واضحه منذ الوهله الأولى ..
ولكنى لم أستطيع مصارحتك ..
حتى أتأكد من ذلك ..
ثم
يعود للجلوس على
مقعده وهو يقول بصوت
يملؤه
الحيره : ولا أنكر بأنها
معجزه ...
و شيء عجيب ...
لقد اصبح جسدك بالكامل في
أبهى نشاطه ... وقوته ...
لقد أصبحت فى
صحه
وعافيه
...
بعد أن
كنت علل حافة الهلاك ...
أصبح
الآن لديك قلب قوي ...
وتستطيعي ممارسه حياتك
بشكل طبيعى ...
دون خوف ..
بكل
طلاقه ..
وراحه
واستقرار ..
لتنفي
ساره برأسها :
وكيف لى أن تأتي تلك الراحه
أو يحدث ذلك ..
وأنا
لا استطع معرفة من الذي
اعطاني قلبه
...!!
من تبرع لى به ...!!
يغمغم الطبيب ثم يطىء
رأسه أرضًا ..
ثم عاد ينظر إلى عينيها بنظرات
حاده يقول : ربما تكون الإجابه
على هذا السؤال لدى زوجك
محمود ...
محمود فقط ...
عندها بدأ قلب ساره يخفق
بقوه
..
وبشده ...
وتشعر
بشعور غريب لم
تعهده من قبل ...
بأن ما يدق في صدرها ليس
قلبها
...
******
تخطو ساره بأقدام متثاقله
وبصعوبه خارج المستشفى ..
كانت في حاله يرثى لها ...
تشعر
بمزيد من الرعب والخوف والجنون ...
تريد
فقط الإجابه على السؤال
الذي
يكاد يقتلها حيا ...
من الذي أعطاها هذا القلب
الذى ينبض داخلها ...!!
شعرت بجسدها يرتجف ...
وبقشعره بارده تسري في
عروقها ...
وبحثت
بأعينها و برأسها
عن سياره أجره تستقلها ..
فجأة ...
كانت تلمح ذلك الظل الذي
يقترب منها بهدوء ...
وبخطوات ثابته ...
لقد كانت أنثى ..
نعم هذا واضح ...
تقصدها هى ...
أخذت ساره تحملق في وجهها ...
حتى بدأت ملامحها مع اقترابها
تبدو
لها واضحه ..
لقد
كانت صافي عشيقه محمود ..
للتتراجع ساره في صدمه
جديده
..
وهي تنطق اسمها في تعجب
واستنكار : صافي ...!!!
أنت ...!!
كانت
ملامح صافي جامده ..
ومتحجره ...
وعيناها لامعه وكأنها تتراقص
بالدموع ...
قالت وبصوت حزين سؤالها
في جمله واحده :
أين
محمود ...؟
ابتسمت
ساره ابتسامه شاحبه
و ساخره : تقصدين عشيقك ..
أليس كذلك ...؟
تقصدين الخائن ...
نعم الخائن ...
إنه
الاسم الاحق والأصلح له ...
تقترب صافي أكثر منها
وهي تعيد سؤالها بلهجه أقوى
وأعنف : أين محمود ..؟
تدور ساره برأسها وهي تنفي
قائله
ببرود : لست ادري ...
تقترب صافي حتى تصبح على
بعد
خطوه واحده منها ..
وهي تقول بعنف :
بل
تعلمي مكانه ...
بكل تأكيد أنت من أخذتيه
من الشقه ...
لن يخرج منها إلا بيديك أنت ..
تعود ساره للسخريه :
تقصدي
شقت عشقكم ..
وخيانتكم ...
وغرامكم ..
تقبض صافي على معصمها
وهي تصرخ في وجهها :
أنا اتبعك منذ خرجت من منزلك
حتى أصل لك الآن ...
تبعدها ساره وهى تدفعها بعيدًا
عنها وهى تقول بعنف :
ابتعدى عنى. ...
صافى بغضب عارم تصرخ :
أنت بالفعل أمرأة متهوره
وحمقاء ...
بل أحمق امرأه على وجه الارض ..
واغباهم ..
ثم نظرة لها بكل حده وصرخت
: وإن أصاب محمود أى مكروه
لن اغفر لك ولن أرحمك ..
إنه متعب ويحتضر ..
أخبريني أين هو ... ؟
وبسرعه ..
تعود ساره ساره للنفي : أعتقد
أننى أعجبتك ..
لا اعلم .. أين هو ...
أبحثى عنه ...
أنه لك ...
أنا لم يعد يعننى ....
و لا أعلم مكانه ..
ولا أريد أن أعرف ...
لقد انتهى من حياتى ...
لقد أغلقت صفحته للأبد ...
ابحثي عنه ربما تجديه في أي
شقه مشبوهه ...
أو لدى أي امرأه عاهره ...
فهو لن يغيب عن تلك
الأماكن القذره ....
تهب صافي بالصراخ في
وجهها : كفى ...كفى
كفاك عِند وكبرياء وتعالى ...
وغرور ...
لن أتحمل الصمود أكثر من
ذلك ...
سأقطع الوعد الذى كان بينه
وبينى ...
وسأخبرك بالحقيقه ..
الحقيقه التى ربما تكون أفضل
عقاب لك ...
تحدق فيها ساره فى دهشه
وصافى تشير نحوها :
محمود كان أطيب وأنقى
واخلص شخص على وجه
الأرض ...
لقد فعل الكثير من أجلك ...
فعله من أجل إنسانه
لا
تستحق ...
لقد
ضحى بكل شيء من
اجلك ...
من اجل إسعادك ...
من أجل
أن تحيا ...
ويموت هو ...
لقد
اهداك قلبه ...
قلبه
الذي بين ضلوعك ...
نعم ....
قلبه الذي تضرب دقاته في
صدرك ...
هو قلب محمود ...
قلبه الذي انقذك من الموت ...
أنقذك ليموت هو ...
محمود الذي صفعتيه بكل إهانه
وجبروت وظلم ...
وهو
متعب ومريض ...
محمود
الذي جرحتيه
واتهمتيه بالخيانه ولم يكن
كذلك ...
محمود الذي لم يحب امرأه
سواك ...
تتراقص الدموع في أعين
ساره بحسره ...
ويكسو الزهول والتعجب
والصدمه كل ملامحها ...
وهي تصرخ في وجه صافى
: ما الذي تقوليه ...!
أنت
كاذبه ...
إنها لعبه جديده ...
أليس
كذلك ...؟
أخبريني بكل صدق ..
تنفي
صافي برأسها : لا ...
بل أقسم أنها الحقيقه ...
ولدي
ألف دليل لاثبت لك
صدق كلامى ...
لقد اهداك محمود قلبه
وخدعك ...
خدعك بحجة أنه يريد واحده
من عينك ...
وهو ينوى في الحقيقه
غير
ذلك ..
كان
يريد أن يستبدل قلبه
بقلبك المريض ..
حتى
تعيشي أنت ويموت هو ...
تعيشى من أجل اولادك ...
لقد كان يحتضر ويموت بعد
العملية ...
لذلك
جاء الى شقتي حتى
لا
تعلمي أو تلاحظي ما صنعه
وما مر به من معانة ...
لقد كان وما يزال على حافة
الموت ...
بعد ان اهداك قلبه ...
وجئت أنت بعدها بكل غباء
وجبروت
وصفعتيه ...
وسقط أرضًا ..
ليكون هذا جزاء طيبته وحبه ..
ورغم ذلك كان صامدًا ..
ولم
يخبرك بالحقيقه ..
بل
استحلفني وتوسل إلي
أن أخفي أنا أيضًا تلك الحقيقه ..
محمود هو من أعطاك قلبه ..
هو من
أحبك وخدعك من أجل
أن تكرهيه أنت ...
تنفى ساره بكل جنون وهي تصرخ وتبكي :
لا ... لا
...لا ...
وتسقط
على ركبتيها
وتدفن وجهها فى راحت يديها ...
وتبكي في حسره ..
بنحيب
وهي تردد :
انا لا
اصدق ..
لا
اصدق ...
تميل صافي نحوها وهي تقول
: حسنًا ...
سأخبرك بالقصه كامله ...
وبباقى المفاجآت التي ربما
تقتلك ...
وسأعيد ترتيب الأحداث
لأخبرك كيف خدعك محمود ...
وبدات صافي تخبرها وتتحدث
عن مفاجآت رهيبه ...
تقلب الموازين ...
مفاجآت لم تخطر على عقل
ساره ...
ولا يمكن تصديقها ...
وتشعر ساره مع حديثها
وصوتها
أنها تموت ...
تموت
من شده الحسره ..
واللوعه ..
والندم ...
والعذاب. ...
تعليقات
إرسال تعليق