القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 أخباءت حبه
 
الجزء 70

 

تأليف محمد أبو النجا

 

كانت تلك اللحظات هي

 

الأقسى والأصعب التى تمر بها

 

 ساره في حياتها ...

 

 عندما علمت من صافي بأن

 

القلب الذي تحمله في صدرها

 

هو قلب زوجها محمود ...

 

ولكن كيف حدث هذا ...!

 

كان لابد أن تستمع إلى

 

حديث صافي ...

 

التي قالت بصوت حاده :

 

لقد خدعك محمود ...

 

خدعك من أجلك ...

 

لقد اخبرني بكل شيء ...

 

منذ البدايه ...

 

أخبرنى أكثر مما تتوقعى ...

 

منذ أن كنت تلقي برسائلك

 

أسفل باب ورشته ...

 

تتسع أعين ساره في صدمه

 

وهي تقول : وهل كان يعلم

 

ذلك السر ...؟

 

أننى لم أخبر به أى أحد ...!

 

أومأت صافي برأسها : نعم

 

كان يعلم انك من تلقي برسائلك

 

الغراميه من أجله ...

 

 كان يعلم حبك الكبير له ...

 

لقد تتبع خطواتك ...

 

وعلم بكل شيء عنك ...

 

وأحبك هو ...

 

تتراجع ساره في ذهول مما تسمعه

 

فقد كان يفوق خيالها ...

 

لتقول فى صدمه : ولكنه كان

 

خطيب منى وقتها ...!

 

وكان يحبها ...!

 

 تنفي صافي برأسها : لا ...

 

لا لم يكن يحبها ...

 

لقد وجد فيها الكثير من العيوب ..

 

وكان في صدد أن ينهي علاقته

 

معها ...

 

قبل أن يلقاك ..

 

وبعد ما مال قلبه لك ...

 

وأحبك أنت ....

 

واختارك قرر أن ينهى تلك العلاقه

 

معها ...

 

ولكن شاء القدر بأن يتم حريق

 

داخل ورشته ..

 

ربما بفعل فاعل ...

 

وبعدها ينتهي كل شيء

 

 بالنسبه له ...

 

وكان عليه أن يبتعد وينسى

 

أمرك ...

 

ولكن المفاجأه عندما أمره أبوك

 

الحاج حسان بالزواج منك ...

 

وهدده بالكثير مثل أخته سمر ..

 

حتى خضع له ...

 

وتزوج محمود منك ...

 

و كثيرًا ما كان يرفض هذا

 

 الزواج ...

 

كان يرفض أن تكون علاقته

 

 معك على أساس الشفقه ..

 

أو العطف ..

 

لقد شعر بأنه رجل انتهى أمره ...

 

تشوه وأصيب بالعمى ...

 

كان يرفض أن يظلمك معه ...

 

رغم حبه الكبير لك ..

 

تنظر ساره في ذهول وهى تردد

 

: حبه لي أنا ...!

 

هزت صافى رأسها : نعم ...

 

لقد أحبك ...

 

أحبك بجنون أكثر من نفسه ...

 

وازداد حبه أكثر عندما أصريت

 

 على الزواج منه ...

 

 كان يعلم مدى تضحياتك من

 

أجله ...

 

لذلك كان يحاول أن يبعدك

 

 عنه ...

 

يحاول أن يجعلك تكرهيه ...

 

وتنساه ...

 

ولكن لم يفلح ذلك ...

 

كان يفكر ويشعر بالعذاب وبالألم

 

 كلما أحس بأنك قاب قوسين

 

أو أدنى من الموت ...

 

بسبب قلبك المريض ...

 

كان يفكر في طريقه لإنقاذك ..

 

وحيله يستطيع بها أن يهبك

 

 قلبه ....

 

وبعد أن جاء المحامي فجأة 

 

وقلب الموازين بقصة الميراث ...

 

قرر أن يستغل ( منى ) خطيبته

 

بأن تكون مجرد وسيله ...

 

 دفع لها مقابل في سبيل أن تلعب

 

دور العاشقه ...

 

 ويزيد من كرهك له ...

 

وقد نجح في ذلك ...

 

لقد خدعك بالشكل المبهر ...

 

لقد دفع ل منى نقود مقابل هذا

 

الدور وهذا التمثيل ...

 

كان يعلم بكل شيء عنك ...

 

كان يعلم حتى بوجود عادل

 

الطرف الثالث ...

 

لقد نجح في خطته بإحكام ...

 

لقد استغل حبك له بأن يقنعك

 

بالتبرع بواحده من عينك ...

 

وكان يعلم أنك ستقبلي تلك

 

 الصفقه ..

 

وقامه حينها بالإتفاق مع الطبيب

 

بإجراء عملية تبادل قلبه معك ...

 

دون علمك ...

 














وعندما خرج من المستشفى ...

 

لم يكن هناك مكان يختبئ فيه ..

 

أو يلجىء إليه ..

 

ويلقى الرعايه سوى أنا ...

 

سوى شقتي ...

 

 لقد لجأ لي لأنه يعلم كم كنت

 

 أحبه ...

 

وسأحفظ سره ...

 

حتى جئت أنت بكل حماقه

 

 وغباء وتسرع وجبروت ...

 

وصفعتيه ...

 

صفعتيه بقوة وقد كان في حاله

 

 يرثى لها  من المرض ...

 

 والتعب ...

 

وبقلبه المريض ...

 

أقصد قلبك الذي أصبح في

 

 صدره ...

 

تتساقط دموع ساره في إنهيار تام

 

وحسره وهي تنفي برأسها :

 

 لا .... لا ...

 

هزت صافي رأسها : أرأيت ...

 

أرأيت كم ضحى من أجلك ...

 

أرأيت كم كان يحبك ...

 

 هل هناك من هو يضحي

 

بنفسه مثلما فعل ...؟

 

لقد كان رجل مخلص ...

 

عاشق بصدق ...

 

ساره في حزن ثقيل تنفى :

 

انا لا أصدق ...

 

مستحيل ما أسمعه منك ...

 

صافي بقوة تتابع :

 

وبعد أن قرر الإبتعاد عنك ..

 

ذهب معي في مكان بعيد ...

 

فقد كان يعلم أنه على حافه

 

 الموت ...

 

بقلب مريض ...

 

وجسد عليل .. متهالك ..

 

كان كل يوم يشعر بإقتراب أجله .. 


وبصحته تنهار بشكل ملحوظ ...

 

وفي النهايه ...

 

اختفى ...

 

 اختفى فجأة ...

 

وهو لا يستطيع أن يخرج من

 

 المنزل ..!

 

 وبالتأكيد لن يأخذه غيرك ...

 

من هناك ...

 

من داخل شقتى ..

 

 ولا أعلم كيف فعلت ذلك ..!

 

وكيف وصلت إليه ..؟

 

ثم عادت تتوسل :  أرجوك ..

 

أخبريني أين هو ...؟

 

أين ذهب ..؟

 

 هنا يصرخ قلب وعقل ساره

 

 وهي تتخيل عبد الرحمن وهو

 

يقوم بقطع لسان وأصابع محمود

 

 ويلقي به بعيدا في مكان ما ..

 

 لا يمكن من خلاله العوده ثانيا ..

 

ويقشعر جسدها بقوة وعنف ..

 

وأخذت تزداد في البكاء والعويل.  


. والنحيب ..

 

وهي تصرخ في أعماقها

 

ماذا فعلت بحبيبي ..!

 

 ماذا فعلت به ...؟

 

اين هو الآن ..؟

 

أين عبد الرحمن ...؟

 

كيف أصل له ..؟

 

 لا توجد وسيله إتصال به ...؟

 

لا تملك عنوان أو حتى رقم هاتف

 

 لأن تصل لهذا الرجل ...

 

لقد قتلت بيديها محمود  ..

 

نعم لقد أنهت حياته بتلك الفعله

 

 الحمقاء ...

 

 الشنيعه ...

 

 لن تغفر لنفسها ما فعلته به ..

 

أيكون هذا جزاء حبه واخلاصه ؟ وتضحيته ..!

 

كيف ستعيش بعد اليوم ...؟

 

 بعد ما فعلته بهذا الرجل ..؟

 

 افاقت ساره من شرودها مع صوت 


صافي التي تصرخ فى وجهها

 

: أين محمود ..؟

 

 أخبريني ..

 

 يبدو بانك قد فعلت به شيء ..

 

ساره بصوت حزين ثقيل تقول

 

: انني استحق الموت ..

 

انت بالفعل صادقه ...

 

انا أغبى مخلوقه على وجه

 

 الارض ....

 

أنا حقًا حمقاء ...

 

 أنا أستحق الموت ...

 

لا استحق هذه الحياه ...

 

وأنا أحمل بين ضلوعى هذا

 

القلب النقي ... المخلص ...

 

الطيب ....

 

الخاص ب حبيبى ..

 

هذا القلب لا يستحق هذا الجسد

 

وتلك المرأه القاتله ...

 

 تتسع أعين صافي وتتراقص

 

 بالدموع ..

 

وهي تقول في خوف شديد :

 

هل كلامك هذا يعنى أنك قد 

 

قتلت محمود ...؟

 

هل قتلتي هذا الرجل ..؟

 

ساره بصوت مهموم تقول :

 

ليتني قتلته ...

 

 لقد فعلت به ما هو أكثر

 

من الموت ...

 

تتراجع صافى و تصرخ بكل

 

عنف : ماذا حل به ..؟

 

ماذا فعلت بمحمود ...؟

 

 وتخبرها ساره بأنها طلبت من

 

رجل قريب منها أن يقطع لسانه

 

 وأصابعه ويلقي به بعيدًا ..

 

حتى لا يعود مجددًا لها ...

 

هنا تنهار صافي هي الأخرى

 

وتنفي برأسها وتصرخ :

 

أنت قاتله ..

 

أنت بالفعل قاتلها ..

 

ومتوحشه ...

 

كيف استطعت أن تفعلي ذلك ...!

 

من أين جئت بهذا التفكير

 

الشيطاني الخبيث ...

 

والجبروت ...

 

أنت أحقر النساء بالفعل وأقذرهم ..

 

الموت لا يكفي لأن تنال جزائك ..

 

أخرجت صافي فجأه سلاح من

 

حقيبتها الصغيره السوداء

 

ووجهته فواهته ناحيه ساره

 

وهي تقول : أنت تستحق

 

 الموت ..

 

لقد اقسمت على قتلك لو

 

كنت فعلت شيء بمحمود ..

 

أو مكروه ...

 

 والآن انا أيقنت وتأكدت من ذلك .. 


وسأقتلك جزاء ما فعلتيه به ..

 

ولم ترد ساره ...

 

 كانت صامته ...

 

 مستسلمه ...

 

 تشعر بأن صافي على حق ..

 

وأن الموت هو أقل جزاء تناله

 

 فيما اقترفته من فعل شنيع ...

 

رفعت صافي فوهه سلاحها ناحيه

 

 رأس ساره وعضت على أسنانها

 

من الغضب وهمت بإطلاق النار. .

 

فجأة ...

 

اندفعت سياره المسرعه بقوه عبر

 

الظلام تشق طريقها ..

 

وهى تعلم هدفها ...

 

وتطيح بجسد صافي ليسبح

 

فى الهواء من أمام ساره ...

 

 التي قد أغلقت عينيها ...

 

وهي قد  استعد للموت قبل

 

لحظات ...

 

 حتى تراجعت وصرخت وهي

 

 ترى صافي تدهس أسفل عجلات

 

 سياره مجهوله مسرعه قتلتها ...

 

قتلتها من أجلها ...

 

أنقذتها من الموت ...

 

يبدو بأن هناك من كان يتبعهم ..

 

ويرى كل شيء ...

 

وربما يسمع ...

 

وعند تلك النقطه الفاصلة

 

أنقذها من ايدي صافي ...

 

وانطلقت تلك السياره مبتعده

 

 هاربه ...

 

بعد أن فعلت جريمتها ...

 

 وصرخت ساره كل عنف ...

 

 فقد كانت ما تراه وتعيشه

 

 كابوس مفزع ..

 

 لا يصدق ..

 

وصرخ عقلها بكل جنون ...

 

من فعل ذلك ...؟

 

من قتل صافي ...؟

 

من صاحب تلك السياره ...؟

 

من يكون ...؟

 

من ...؟

إضغط هنا الجزء 71



 جميع أجزاء الرواية فى الأسفل 

إضغط على الجزء المطلوب

إضغط هنا الجزء 1

إضغط هنا الجزء 2



















إضغط هنا الجزء 46

إضغط هنا الجزء 52

إضغط هنا الجزء 55














هل اعجبك الموضوع :

تعليقات