رواية
أخباءت حبه
الجزء 71
تأليف محمد أبو النجا
تقفز ساره ناحيه جسد صافي
الممدد والمسجى على الأرض
بعد الارتطام القوى ...
والدماء تصنع بركه واسعه حولها ..
وتصرخ ساره تطلب النجده ..
تحاول أن تستغيث بأى أحد ..
في محاوله لإنقاذ صافي من
الموت ...
وهي تحتضنها وتضمها
بين صدرها ...
وبأعين ثقيله تنظر لها صافي
وهي تقول بضعف وصوت خافت :
سامحيني ...
أنني لم أكن أنوي قتلك . ..
ولا أستطيع فعل ذلك ....
سامحيني ...
سامحيني يا ساره ...
كنت أعلم ذلك ...
كنت أعلم بأنه سيقتلنى...
تصرخ ساره بكل عنف :
من هو ...؟
من هو الذي قتلك بتلك السياره ...؟
من هو الذي كنت تعلمي بأنه
سيقتلك ...؟
ولماذا ...؟
لماذا فعل ذلك ...؟
من هذا الرجل ...؟
تذكرت فجأة ساره جملة
عبد الرحمن الذي أخبرها بأن
هناك رجل يعلم عنها كل شيء ...
اكثر مما تتخيل أو تعلم ...
وربطت الأحداث بسرعه ببعضها
مع كلمات صافي وأخذت تسألها
في جنون : أخبريني ....
تكلمي ...
لكن صافي كانت تلفظ أنفاسها
الأخيره ...
تحاول جاهده أن تحرك شفتيها
وأشارت بصعوبه بأصابعها نحو
حقيبتها السوداء الملقاه جانبها
على الأرض ...
كانت تود أن تخبرها بشىء
بخصوصها ...
لكن سقطت جثه هامده ...
وسطه حسرة ساره التي تنظر الى
الحقيبه السوداء وتفكر في رعب
شديد ....
ماذا تعني صافي بإشارتها نحو تلك الحقيبه ...!
ما السر الذي تحمله داخله
...؟
ما هو ...؟
*******
تجلس ساره داخل حجرتها
في صمت ...
وهي تفكر بشده وبحزن
يبدو بأنها قد اعتادت
على الليالي المثيره المليئه
بالكوارث ..
فقد ماتت الليله صافي أمام
عينيها ..
بل قتلت بسياره مجهوله ..
لكن من فعل ذلك ..؟
هل من الممكن أن يكون
عبد الرحمن ...!
ولكن هذه السياره التي قد رأتها
ترتطم ب صافى ...
ليست سياره عبد الرحمن التي
استقلتها يومًا معه داخلها
...
ثم عادت تنظر إلى الحقيبه السوداء الصغيره ..
ثم فتحتها على منضده خشبيه
وأفرغت محتواها ...
لكنها كانت شبه خاليه ...
لم يكن بها سوى بعض النقود
والعملات المعدنيه ...
ومفاتيح ...
وبعض الأقراص المهدئه ...
وورقه صغيره مطويه ...
جذبتها بأصابعها وفتحتها ...
لم يكن مدون بها سوى عنوان ...
عنوان مجهول ...
تراجعت ساره بظهرها
وهي تفكر ...
وتحاول إيجاد حل ...
من صاحب هذا العنوان ...؟
ومن الذي كتب تلك الورقه ...!
هل هي صافي ..؟
وماذا تقصد بإشارتها نحو
حقيبتها ...؟
هل كان تقصد أن تخبرني عن تلك الورقه ...؟
وهل صاحب هذا العنوان له دخل
بخصوص قتلها ...؟
هل كان بينهم عداوه ليفعل
ذلك ...؟
أم قتلها من أجل إنقاذها قبل
أن تقتلها صافي ..؟
يكاد عقلها يصاب بالجنون أثر
التفكير الحاد في إيجاد حل لتلك
الألغاز التى تزداد كل يوم
أكثر من ذي قبل ....
هل تذهب إلى ذلك العنوان
المدون على تلك الورقه ...؟
هل لديها الشجاعه لتفعل
ذلك ..؟
ولكن ماذا لو كان هناك كارثه
أخرى تنتظرها هناك ...؟
لم تعد تعلم أو تدري ...
كل ما تفكر فيه الآن هو كيف
تصل إلى عبد الرحمن قبل
أن يفعل شيء بمحمود ...
ولكن ليس لدي أي وسيله إتصال
به ...
وبدأت دموعها تتساقط من جديد
كلما تخيلت ما فعلته بحبيبها
..
لن تسامح أو تغفر لنفسها
أبدًا
لو أصابه أى مكروه ...
من أين جاءت بتلك القسوه
لتفعل به ذلك ..!
وبعد عده ساعات من التفكير
أشرقت الشمس ...
ومعها تغيب ساره عن الوعي
دون أي إيراده ...
تذهب في ثبات ونوم من عميق ..
وهناك كانت تلك الكواليس في
إنتظارها ...
لقد رأت أبشع الصور المفزعه ...
والمرعبه ..
حتى بدأت تستيقظ ...
وتشعر بجسد متعب ..
مرهق ...
تحاول لمس هاتفها القريب
منها بصعوبه ...
لقد نامت كثيرًا ...
لقد أشارت ارقام ساعتها
على ذلك ....
كيف تركوها نائمه كل تلك
المده دون أن يوقظها أحد ....!
اعتدلت بنصف جسدها على
الفراش وهي تعيد التثاوب ...
ثم تعيد إلى ذاكرتها تلك الصوره
المؤلمه لجثه صافي التي ماتت
بين يديها بالأمس ..
بعد أن قتلتها تلك السياره المسرعه المتعمده ...
وبدأ ذلك الإلحاح الذي في أعماقها
يطلب منها أن تذهب إلى العنوان
المدون في الورقه ...
لتعرف صاحبه من يكون ...؟
وما علاقته ب صافي ...!
هل تبدأ في رحله البحث عن عبد الرحمن ..؟
حتى تعيد زوجها محمود من
جديد قبل أن يفعل به ما طلبته
منه ...
كيف تصل له ...؟
ما هو الطريق الذي يصل بها إلى
عبد الرحمن ...؟
الامور تزداد تعقيدًا ...
والألغاز تزداد واحد تلو الآخر ....
بدأت تتناول وجبه سريعه
وتستعد لمغادره البيت دون
أن تعرف جبهتها القادمه إلى أين ...
كانت تحمل بين أصابعها العنوان ..
لقد حفظته عن ظهر قلب .....
أنه في منطقه راقيه داخل
العاصمه ...
عليه أن تعرف إلى أي مكان يصل بها
هذا العنوان ...
تستقل ساره تلك السياره الأجره ...
وتذهب الى العنوان المحدد في الورقه وهناك ...
كانت تلك المفاجأه الجديده
التي في إنتظارها ...
لقد كانت أمام فيلا كبيره
بيضاء ..
حولها طاقم ضخم من أفراد
الحراسه ...
من يكون صاحب تلك الفيلا ...!
وما صلته ب صافي ...؟
ولماذا كتبت عنوانه في هذه
الورقه داخل حقيبتها ...؟
وهل له دخل في قتلها ...؟
ولماذا فعل ذلك ..؟
وهل يعرف صافي ..؟
أو هل يعرف ساره نفسها ..؟
اسئله عديده وكثيره تجول في
عقلها ...
أخذت تخطو ببطء ...
وتنظر من بعيد وتفكر ...
كيف لها أن تعرف صاحب الفيلا ..؟
بالتأكيد لو كان عبد الرحمن هنا
الآن لساعدها كثيرًا في الإجابه
على هذا السؤال ...
ولكن أين تجده ...؟
المكان من حولها شبه خال ..
وصامت ...
هناك مطعم بعيد مفتوح ...
ربما لو ذهبت هناك وسألت أحد
العاملين لأجابها عن سؤالها
الذي
يشغل عقلها ..
وبالفعل تبدأ ساره في تنفيذ فكرتها
وتذهب إلى هناك ..
لقد كان مطعم أنيق ..
وبه بعض الزبائن القلائل ...
تجلس ساره على مقعد قريب ..
وتطلب كوب من عصير المانجو ...
المفضل لديها ..
وعندما أحضره النادل ابتسمت له
واشارت بهدوء وبثقه وبصوت
ثابت : أنها فيلا رائعه بالفعل ...
تعجب النادل لحديثها وهو يقول
: عذرًا سيدتى ...
عن أي شيء تتحدثي ..!
أشارت ساره من جديد نحو
الفيلا البعيده وقالت :
تلك الفلا التي هناك ..
لقد مررت منذ لحظات إلى
جانبها
انها بالفعل جميله ..
وسمعت أنها للبيع ..
يا ترى من صاحبها ..؟
يبتسم النادل وهو يرفع كتفيه فى
إشاره لعدم معرفته قائلًا :
للأسف ...سيدتى. ...
أنا أعمل هنا منذ أسابيع
قليله .؟
ولست مطلع على جميع الجيران من حولنا ...
ولكن يمكنني أن أعرف ذلك
لو أحببت عن طريق زمائلى ...
تشعر ساره التوتر والحرج
.....
وبأن النادل قد فهم أنها تريد
معرفه صاحب الفيلا فخرجت
من حقيبتها ورقه ماليه كبيره
ومدته له بها ...
وقالت : اشكرك ...
سأكون ممتنه لك لو علمت
من صاحبها ....
دس النادل النقود في جرابه
وابتعد ...
أخذت ساره ترتشف من العصير
اللذيذ ...
وهي تنتظر أن يعود لها الندل
بالأخبار ..
ليقترب بهدوء بزيه الأزرق الأنيق
الخاص بالطعم قائلًا وهو يحمل
نفس إبتسامته : عذرًا سيدتى ...
لا أحد هنا يعلم أى تفاصيل
بخصوص تلك الفيلا أو بيعها ..
ولكن ما سمعته أنها ملك لرجل
أعمال كبير ..
يعمل أغلب الوقت خارج البلاد ....
تشكر ساره النادل وهي تحمل فوق
شفتيها ابتسامه صغيره ثم تبدأ
في الرحيل بعد أن فشلت في
معرفه صاحب تلك الفيلا ..
وأخذت تقترب من جديد نحوها
وهي في يأس شديد لمعرفه
أي تفاصيل بخصوص صاحبها ...
فجأة ...
تنقلب الأمور كلها رأسًا على عقب ..
فقد كانت باب الفيلا مفتوح في
تلك اللحظه على مصرعيه ..
ليصنع لها مفاجأة لم تتخيلها ..
أو ربما تكون الأكبر في حياتها ..
فقد كان الرجل الذي يخرج من
باب الفلا أمامها وتشاهده ..
تعرفه تمامًا ...
تعرفه أكثر مما ينبغي ...
فقد كان هذا الرجل أقرب
الناس لها ..
هو حسان ...
أو بالأصح الحاج حسان ...
أبوها ...
تعليقات
إرسال تعليق