رواية
أخباءت حبه
الجزء 74
تأليف محمد أبو النجا
دلفت ساره في طاعه داخل
الفيلا التي كانت تنوي بالفعل
الدخول إليها لولا حاتم الذى
أستوقفها واعترض طريقها ..
لقد كانت فى شغف كبير
لمقابله أبوها الذي رأته هناك ...
وبعد عدت دقائق ...
كانت ترى حشد كبير حولها
من الأمن والحراسه ..
لقد كانت فيلا واسعه فاخره ..
داخلها حديقه مزدهرة ومسبح
من الماء دائري ..
وفتاه جميله ترتدي ملابس قصيره
تقوم بتنظيف أرضيه المكان ..
فجأة ...
يظهر أمام ساره رجل طويل
القامه ورفيع ...
ذو شارب صغير ..
أصلع الرأس ...
يقترب وهو ينظر من خلف
نظارته قائلاً : من هؤلاء ...؟
الحارس الضخم يقول بصوت
غليظ : لقد ظهروا عبر كاميرات
المراقبه ..
بالقرب من الفيلا وتم إطلاق
أوامر بإحضارهم ...
ينظر الرجل طويل القامه ناحية
ساره قائلاً بلهجه ثابته :
من أنتم ...؟
ولماذا تقفون خارج
الفيلا ..؟
حاتم في تعلثم وارتباك شديد
: أننا ..لم ...نفعل ..شيء ..
لماذا جئتم بنا إلى هنا ...؟
لكن ساره كانت جامده
وقويه وهي تنظر الى الرجل
قائله بثقه : أريد مقابلة أبي ..
يتراجع الرجل رفيع الجسد
وهو يردد : أبوك ...
ومن هو ابوك ..؟
هزت رأسها وهي تقول :
نعم لقد رأيته يدخل إلى
هنا اليوم ...
أنه أبي الحاج حسان ..
تتسع أعين الرجل وهو يسمع
حديثها وينفي برأسه : ولكن
لا يوجد أحد هنا بهذا الاسم ..!
تنفي ساره برأسها في قوه :
لا ..
لقد رأيته يدخل اليوم إلى
هنا ...
ولن أرحل دون أن أقابله ...
وسوف ..
بترت عبارتها فجأة وقد ظهر من
الجانب أبوها الحاج حسان
بملابس أنيقه ومختلفه ..
وعلى جانبيه رجال أقوياء
يتبعونه فى مشهد مهيب ..
يقترب منها وهو ينظر إليها قائلاً
: لا أحد هنا يعرف اسم الحاج
حسان ...
ثم نظر لها في غضب : لقد
شعرت
بك منذ أن قمت بتتبعى اليوم ...
فهمت بأنك قد وصلت إلى كشف
السر ...
وأمرت بإدخالك هنا ...
ساره ر في ذهول شديد وصدمه
لا حدود لها تصرخ : أبي ...!
ماذا تفعل هنا ...؟
أنا لا أفهم أى شيء ...!
ما معنى هذا ..!
ينظر لها الحاج حسان في غضب
قائلاً : حسنًا ... سأصارحك ...
بكل شىء ..واعترف لك ...
لا بديل آخر أمامى ...
ثم أشار بيديه على مصرعهم
على جانبيه :
أنا صاحب كل هذا المكان ...
وصاحب تلك الفيلا الكبيره ..
وكل هؤلاء رجالى ..
تتسع أعين ساره في ذهول
وهي تتراجع بظهرها للوراء
وتنفى برأسها : مستحيل ..!
ما الذي تقوله ..!
أنا لا اصدق ..
غير معقول أن أبي ذلك
الرجل الفقير البسيط يمتلك
كل هذا الثراء ...!
كيف ..!
أنا لا أفهم أى شيء ..،!
يقترب أبوها منها وهو يقول
: نعم ... تلك هي الحقيقه التي
لا يعلمها أحد واخفيتها عن
الجميع ...
أنا صاحب كل هذا الذى أمامك ...
والذى لا تعرفيه ...
أنا الرجل الكبير الذى يخشاه
الجميع ...
أنا من أحرق محل محمود ..
و شوهه...
أنا من قتل رحاب صديقتك ...
بيد سمر ...
وقتلت صافي ...
التي كانت تنوي قتلك ...
أنا كنت من أحميك طيله تلك
الفتره السابقه وطيلة حياتك ...
ثم أشار من خلفها :
وهذا هو ذراعي اليمين ...
وتلميذى النجيب ...
ليظهر ذلك الضخم ذو الندبه
التي تشق وجهه ...
عبد الرحمن ...
وكادت ساره تسقط أرضًا مغشيًا
عليها من شده تلك الصدمات
السريعه ...
المفزعه ..
التى تراها وتسمعها ...
وتعيشها ...
فقد كان ابشع كابوس في
حياتها ..
كابوس لا تستطيع تصدقيه ...
أبوها الحاج حسان ذلك الرجل
البسيط الطيب هو تلك الشخصية
الغامضه التى أساءت لها ..
التى قتلت كل هؤلاء ..
التى أحرقت وشوهت يومًا
حبيبها ..
ويتباهى بفعل ذلك وكأنه أنقذها
من الهلاك ...
أشارت ساره بأصابع مرتجفه
نحو أبيها قائله وهى تجاهد
لإخراج الكلمات من حلقها :
أنت ...!
أنت يا أبى ...!
أنت من فعل كل هذا ...!
أنا لا أصدق ...!
عقلى يرفض أن يستوعب ذلك ..!
كيف خدعت الجميع طيلة
كل تلك السنوات ...؟
ولماذا ...؟
لماذا صنعت شخصيه خفيه
شريره هكذا ...؟
ولماذا تعترف لى بكل هذا
الآن ..؟
وبمنتهى البساطه ...!!
يدور الحاج حسان ويجلس على
مقعد وثير عريض وهو يشير
لها نحو مقعد مقابل وقريب
منه : أجلسى ..
أجلسي هنا ... ياابنتى ..
تشيح ساره بيديها فى غضب
عارم : أنا لا أريد الجلوس ..
أنا أريد الحقيقة ...
يغمغم حسان وهو يعقد أصابعه
ببعضهما قائلًا : حسنًا ...
سأخبرك بتفاصيل القصة ..
من البداية ...
منذ سبعة عشر عامًا ..
عندما كانت أمك فى هذا اليوم
تعانى من مرضها وتحتاج إلى
عملية عاجله ...
لم يكن معى أى نقود ...
حاولت أن أقترض لكن الجميع
خذلنى ...
لقد أصبحت أمك على حافة
ومشارف الموت ..
كنت أعمل حينها سائق
فى شركة المعلم مدبولى ...
الذى كنت أعلم بتجارته الخفيه
فى المواد المخدره ...
طلبت منه قرض ثمن العمليه ..
لقد كان بالنسبه له مبلغ ضئيل
لا يمثل بالنسبه له شىء ..
لكنه رفض ...
ولا أعلم السبب ...
ربما لأنه كان مشهور بالبخل ..
حينها ....
أتخذت قرارى بلا رجع
لسرقته ...
لم يعد لدى الكثير حينها من
الوقت لإسعاف أمك
وإنقاذها ...
قفزت فى الخفاء داخل بهو فيلته
التى كنت أحفظ تفاصيلها
عن ظهر قلب ..
ليكتشف مدبولى أمرى يومها
فقتلته ...
وحصلت على حقيبة العملية
التى كان من المقرر إبرام
صفقتها ..
وهنا كانت البداية لظهور
شخصية أخرى خفيه ...
غير الحاج حسان الطيب
البسيط الذى لن يقتنع أحد
بالثراء الذى أصابه ..
وبالطبع سيثير الشكوك
والتساؤلات حوله ..
لذلك قررت العمل في الخفاء
بشخصيتين ...
فى الحى الحاج حسان الرجل
الطيب البسط الفقير ...
وهنا حسان زعيم تجارة
المواد المخدره ...
الشهير بإسم ..
( سلطان ) ..
كان حاتم نفسه يستمع إلى القصة
فى تركيز حاد وانبهار ..
حتى أشار حسان نحو
عبد الرحمن : أنا من ربيت هذا
الرجل ...
أنه أبنى وذراعى اليمين. ..
هو من كلفته بحراستك ...
ومراقبتك خطوة بخطوة ..
لقد حصلت على نسخه
من مفاتيح شقتك للطوارىء ..
وهى التى استطاع بها دخول
شقتك حين أراد ذلك القذر عادل
مهاجمتك ...
اتسعت أعين ساره في صدمه
وهو يتابع : حتى ظهرت رحاب
صديقتك فى الصورة ...
وعلمت بسر علاقتى
ب عبد الرحمن ...
حين شاهدتنا سويًا معًا داخل
سيارتى ...
وللأسف بدأت بكل سذاجه
دفع نفسها فى غابة الأشرار ..
بدأت تبحث عن معلومات عنى ..
وتتلصص وتراقبنى ..
حتى جاءت إلى هنا بعد
أكتشفت أمرى وساومتنى ..
بالنقود ...
لقد كانت غبيه وطماعه ...
لا تعرف إلى من تتحدث ..
لذلك كانت تستحق الموت ..
ساره في حزن عميق ولماذا كانت
الضحيه سمر ..!
كان من الممكن أن تتخلص من
رحاب دون أن تؤذى سمر
وتجر بها إلى جريمه ..
يضيع فيها مستقبلها ...
إنها لا تستحق ذلك ...!
يبتسم أبوها حسان ساخرًا
وهو يقول بهدوء :
ربما تصيبك الصدمه الجديده
بالذهول لمعرفة حقيقة وسر
سمر ...
لأنها ببساطه كانت ...
وبدأ حسان يروى لها
ويكشف عن حقيقة بخصوص
سمر ..
وكانت بالفعل مفاجأة جديده
صادمه ...
مفاجأة لم تتخيلها ساره ..
أو تتوقعها ...
أو حتى تصدقها ..
تعليقات
إرسال تعليق