القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية
 
 بلا ذاكرة
 
الجزء 5

 

تأليف محمد أبو النجا

 

 لحظات من التجمد أصابت

 

جسد طلعت وهو يتطلع بأعين

 

متسعه .. مرتجفه إلى وجه

 

رجل صورة طبق الأصل منه

 

على باب شقته ...

 

بل داخلها ...

 

لن يكون الكابوس بمثل هذا

 

الفزع الذى يعيشه ..

 

مع حالة الذهول الأخرى

 

التى يبادلها شبيهه

 

وكأنهم فى مرآه ...

 

الفرق الوحيد الملابس فقط ..

 

بصوت مهتز وبكلمات ثقيله

 

طلعت يشير بسبابته فى وجهه

 

قائلاً : إنته مين ..؟؟!

 

يتراجع الشبيه وهو يتحدث

 

معه بنفس رنة صوته  :

 

إنته اللى مين ...!

 

أنا مش مصدق عنيه ...!

 

إنته شبهى أوى ..

 

إنته صورة طبق الأصل منى ...

 

طلعت فى ذعر : أنا اللى عايش

 

كابوس رهيب مش عارف

 

أخرج منه وفى النهايه ألاقى

 

واحد زيك شبهى بالظبط ..

 

جوه بيتى ...

 

إنته جيت لى منين ..!

 

فين منال مراتى ...؟

 

فين عزة وسعاد بناتى ..؟

 

ومن خلف الشبيه تظهر

 

فجأة منال التى تدفع الشبيه

 

براحت يديها جانبًا وهى تهمس

 

: فى إيه يا طلعت ..؟

 

مين اللي على الباب ...؟

 

ال ...

 

فجأة بترت عبارتها ..

 

وتجمدت كالصخر ...

 

وملامحها يكسوها الفزع

 

تقول فى صدمه : مش ممكن ..!

 

وأشارت نحو طلعت :

 

مين الراجل ده ياطلعت ..؟

 

ده شبهك بالظبط ..

 

الشبيه : أنا زيك مصدوم ...

 

مش عارف ده مين ...!!

 

ولا جاى منين ....؟؟

 

ولا عايز إيه ...؟

 

الغريب إنه بيقول فين

 

مراتى منال ..

 

وبناتى سعاد وعزة ...

 

ده كمان مجنون ...

 

ده مش متقمص صورتى وبس

 

دا واضح إنه كمان واخد

 

شخصيتى ...

 

منال فى خوف : إتصل يا

 

طلعت بالشرطه بسرعه ..

 

الراجل ده خطر ..

 

طلعت فى غضب حاد ينفعل

 

: أنتو عايزين تجننونى ..!

 

منال فى إيه أنا جوزك طلعت ..

 

أنا مش مصدق عنيه ...

 

ولا نفسي ...

 

أنا صحيت فجأة من يومين

 

تقريبًا لقيت نفسي نايم

 

على الأرض فى مخزن عربيات

 

قطار ...

 

مش عارف رحت من القاهره

 

ل بنى سويف هناك ازاى ..!

 

ولقيت نفسي لابس هدوم

 

مش هدومى ...

 

ورجعت هنا بعد صعوبه ..

 

أكيد فى مؤمرة ضدى ..

 

فى حد تعمد يعمل فيه كده

 

ويأذينى ...

 

يبتسم الشبيه ساخرًا :

 

دا عايش الدور فعلاً ومصدق

 

نفسه ...

 

ومصدق إنه أنا ...

 

وبيحكى قصة تنفع فيلم ..

 

ثم تغيرت ملامحه للغضب

 

هو الآخر : إنته شكلك مجنون

 

أو فى حد زقك عليه ...

 

ولازم فعلاً زى ما قالت منال

 

أبلغ عنك الشرطه ..

 

ينفى طلعت برأسه :

 

أنا دماغى بدور ...

 

أنا تعبان ...

 

فجأة

 

يسقط طلعت مغشيًا عليه ..

 

فاقدًا للوعى ...

 

على أعتاب باب الفيلا ..

 

وأسفل أقدام شبيهه ..

 

 

******

 

يستيقظ طلعت بأعين ثقيله

 

يحاول تذكر وإستيعاب ما

 

حدث ...

 

لقد فقد وعيه بغته ..

 

وهو على باب فيلته ...

 

ينتبه فجأة إلى تلك الحجرة

 

التى يتواجد بها ...

 

مقيد الأيدى خلف مقعد

 

خشبى قديم ...

 

داخل مخزن صغير خلف

 

فيلته ..

 

إنه يعرفه ويحفظ كل

 

المتعلقات الموجوده به

 

عن ظهر قلب ..

 

لقد احتفظ بها ووضعها

 

بيده ..

 

لكن ماذا حدث ..؟

 

من قيده هكذا هنا ...؟

 

ظل يحاول حل وثاقه دون

 

جدوى ...

 

 


















حتى سمع وقع أقدام تقترب

 

منه وصوت يهمس من خلفه

 

: شوف بنفسك يا نعيم ...

 

لقد كان صوته أو بالأصح

 

شبيهه ...

 

ونعيم هذا كان أخوه ...

 

يخفق قلب طلعت وهو يصرخ

 

: نعيم ... أخي  ...

 

يدور نعيم حول المقعد بخطوات

 

بطيئه وهو يتطلع ويتفخص

 

وجه طلعت قائلاً في ذهول

 

شديد : مش ممكن ..!

 

ده نفس ملامحك بالظبط

 

 طلعت ...!

 

الشبيه بهدوء وابتسامه ساخره

 

: مش قولت لك ...

 

ينفي طلعت المقيد فى حسره

 

وهو يقول : أخوك  ...!

 

أخوك مين ..!!

 

أنا بس اللي أخوك ... !

 

أخوك الحقيقى ...

 

يا نعيم الراجل ده نصاب ...

 

وهو اللي ربطني كده يانعيم

 

صدقنى ..

 

نعيم بصوتً حاد :

 

 اسكت خالص ما تتكلمش ..

 

ثم عاد يطلق زفره حاره من

 

صدره وهو ينظر إلى منال

 

القادمه والتي تقترب منهم

 

وتقول : أنا قلت لطلعت يتصل

 

بالشرطه بس هو ما رضيش

 

يسمع كلامى ...

 

قال لما أخويا نعيم يجي

 

ويشوف بنفسه ويفكر نعمل

 

إيه بالضبط ...؟

 

مط نعيم شفتيه وهو يغمغم :

 

مش محتاجه تفكير لازم نبلغ

 

الشرطه عنه ...

 

واضح أنه نصاب ...

 

وفي دماغ خطه معينه شريره ..

 

لكن مش قادر أفسرها أو

 

أحددها ...

 

منال في صدمه : أنا مش

 

مصدقه الشبه اللي بينهم ده ...!

 

حتى نفس نبره الصوت واحده ..!

 

طلعت المقيد على المقعد يقول

 

: منال ...

 

هو أنت للدرجه دي مش عارفه

 

 جوزك ...!

 

أنا جوزك حبيبك ...

 

أبو ولادك سعاد وعزه ..

 

مش قادر أفهم إيه اللي حصل

 

 لي بالظبط ...!

 

وازاى شخص خذ مكاني وبيتي

 

ومراتي وأولادي ..!

 

ونفس شكلي ..!

 

ونفس صوتي ..!

 

أنا مذهول وفي كابوس رهيب

 











بحاول اصحى منه ..

 

 لكن مش قادر ..

 

يبتسم الشبيه في سخريه :

 

 ده لسه مصدق نفسه ..

 

وعايش الدور ...

 

ومصدق أنه طلعت الحقيقي ...

 

نعيم في تعجب يداعب بأصابعه

 

ذقنه قائلاً : أنا فعلاً مذهول ..

 

ده نفس نبره صوتك ..!

 

ده لو توأم مش هيبقى متطابقين


 بالضبط كده في الشكل ..

 

والصوت والهيئه والسن ...!

 

كل حاجه ...

 

باختلاف بس الملابس بينكم ...

 

لو كانت واحده ..

 

كان هيبقى وكأنك واقف قدام

 

 مرايا بالظبط ..

 

 مفيش أي فرق بينكم خالص ..

 

الشبيه بصوت حاد :

 

أنا هتصل بالشرطه ....

 

مفيش قدامنا طريق ثاني ...

 

وهما بقى يتصرفوا معاه ..

 

طلعت بصوتي عنيف :

 

فعلاً لازم أتصل بيهم عشان

 

يقبضوا عليك انته ..

 

عشان أنا عندي ألف دليل على

 

إنى طلعت الحقيقى ...

 

 تتسع أعين الجميع في تعجب

 

شديد ..

 

ونعيم يتنهد قائلاً في تعجب :

 

طيب ممكن تقول لنا دليل واحد

 

منهم على أنك طلعت الحقيقي ...

 

طلعت أخويا زى ما بتقول ...

 

ويبدأ طلعت في الحديث ...

 

وكان ما يقوله مذهل ومثير ..

 

ويفوق كل التوقعات ..

 

وهو يثبت بالدليل على أنه

 

طلعت ...

 

طلعت أحمد سلطان ..

  جميع أجزاء الرواية فى الأسفل 

إضغط على الجزء المطلوب

إضغط هنا الجزء 1

 إضغط هنا الجزء 2

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

 إضغط هنا الجزء 5

 

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات