القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية 
بلا ذاكرة 
الجزء 4

 

تأليف محمد أبو النجا


 

يرتجف طلعت حينما وجد أمامه

 

رجل الشرطه يسأله عن هاويته  ..

 

شعر أن حلمه فى العوده إلى

 

منزله يتبدد ...

 

وتتعقد الأمور أكثر من ذلك ..

 

وربما يزداد الوضع سوء لو

 

تم إتهامه بقتل زيكو الذى

 

قتله بالخطأ ..

 

لحظات من الشرود والتفكير

 

انتفض منها مع سؤال رجل

 

الشرطه من جديد :

 

بطاقتك لو سمحت ...

 

بأصابع مرتجفه يمد طلعت

 

يده يحاول إخراج البطاقه

 

التى تحمل إسم جابر منصور

 

فجأة ينتبه رجل الشرطه

 

إلى وجود عراك بين شخصين

 

فى الخارج  فيتراجع ويبتعد

 

خارج الحافله ..

 

يعتدل طلعت من مقعده ويتجه

 

صوب ذلك الرجل الذي يجلس

 

في المقعد المجاور له ويهمس

 

 فى هدوء : هو الاتوبيس

 

ده هيتحرك امته ويسافر

 

للقاهره ..؟

 

ينظر له الرجل بأعين ناعسه

 

وهو يتثاوب : تقريبًا ساعه

 

بالظبط ..

 

شعر طلعت بقمة التوتر

 

والقلق ..

 

وبأن مكوثه هنا ليس آمنا ...

 

وماذا لو عادت الشرطه من

 

جديد وشكوا  في أمره ..

 

لا ...

 

لن ينتظر ...

 

عليه أن يرحل من تلك الحافله

 

وجوده بها خطر ..

 

ولكنها الطريقه المتاحه الآن

 

والأنسب لعودته إلى بيته ..

 

واتخذ قراره الأخير بالرحيل

 

لكن إلى أين بعد أن ترك

 

تلك الفرصه السانحه للرجوع ..؟

 

يشعر بظمأ شديد فجأة ..

 

لا يعلم لماذا ينتابه ذلك

 

الإحساس المتكرر بالعطش ...!!

 

يبدأ طلعت في النزول من الحافله

 

والسير خطوات ثابته وبحذر ..

 

 ويبتعد عن المكان ...

 

وعن أعين رجال الشرطه التي

 

 تملاء المكان ...

 

لا يعرف إلى أين تذهب به

 

 أقدامه ..؟

 

وشعر بالظمأ يزداد ..

 

فيبدأ بالبحث بأعين زائغه عن

 

مصدر للماء قريب يروى هذا

 

العطش الشديد ..

 

حتى لمح أمامه تلك الثلاجه

 

الخاصه بمطعم قريب منه ..

 

اقترب بسرعه وفتح بابها

 

ومد يده وجذب واحده من

 

الزجاجات وبدأ يتجرع منها

 

حتى افرغها تمامًا فى وقت

 

قياسي ...

 

ثم مد يده في جيبه واخرج

 

ورقه من النقود ومدها إلى صاحب

 

المحل الذي كان واقفًا يتابعه في

 

تعجب شديد منذ قدومه ...

 

وهو يقول بدهشه : واضح

 

إنك كنت عطشان قوي ...

 

هز طلعت رأسه : أيوه ...

 

فعلاً ... كنت عطشان قوي ..

 

ثم عاد يدور برأسه في أرجاء

 

المكان وقال :  أنا فين دلوقت ..؟

 

نظر له الرجل فى دهشه حاده

 

وقال بسرعه : نعم ...!

 

إيه اللى بتقوله ده يا أستاذ ..!

 

طلعت فى إرتباك وتلعثم : أقصد

 

لو حابب أروح القاهرة ..

 

أقصد مفيش محطة قطار

 

قريبه ..

 

إزدادت حيرة الرجل وقال

 

وهو يشير خلف طلعت :

 

محطة الأتوبيس قريبه من هنا

 

أعتقد هيكون أسهل طريق ليك ..

 

ينفى طلعت : لاء ...

 

أنا حابب أروح فى القطار ..

 

يتنهد الرجل : واضح إنك غريب

 

عن هنا ..

 

هز طلعت رأسه : أيوه ...

 

عاد الرجل يقول : مفيش قدامك

 

غير محطة ( الواسطى ) هى اقرب

 

واحده ليك ...

 

يأخذ طلعت نفسًا عميقًا :

 

طيب دى اوصلها ازاى ...؟

 

يعود الرجل يشير له :

 

هتطلع الطريق اللي هناك ده ..

 

ومن خلاله هتلاقي ميكروباصات ..

 

هتركب واحد منهم وتقوله

 

ينزلك فى محطة قطار ( الواسطى )

 

فى اقل من نص ساعه تكون هناك

 

هز طلعت رأسه وهو يشكره ..

 

ويبدأ في السؤال من جديد

 

وعقله ما يزال يفكر ..

 

كيف سيحصل على ثمن

 

تذكرة القطار ...!!

 

النقود التي معه بالتأكيد

 

 لن تكفى ..
















 

مشكله لا حل لها ..

 

توقف طلعت عن التفكر للحظات

 

ثم أتخذ قراره الأخير فجأة ...

 

بأن يعود مجددًا من حيث أتى ...

 

لا بديل ...

 

ويستقل الحافله التى تركها منذ

 

قليل من جديد ...

 

وبالفعل يأخذ خطواته للعودة ...

 

ويصعد إلى الحافله ..

 

ويجلس على مقعده ..

 

في هدوء ..

 

يدعو ربه فى همس ..

 

حتى جاء رجل وتفحص تذكرته

 

مثل باقى ركاب الحافله ..

 

التى تحركت ...

 

وبعدها بلحظه واحده ..

 

يذهب فجأة في نوم سبات

 

ونوم عميق ...

 

لا يعلم كيف حدث هذا ..؟

 

أو كم من الوقت مر عليه ...؟

 

ويستيقظ على صوت ضوضاء

 

من حوله ..

 

ويكتشف بأن رحلته قد

 

إنتهت دون أن يشعر بها ...

 

لقد وجد نفسه فى نهاية المطاف ..

 

لقد وصل إلى القاهرة ..

 

وتوقفت الحافله ...

 

لقد مر الوقت سريعًا أكثر

 

مما توقع ...

 

لقد ذهب في نوم غريب ...

 

لم يعهده من قبل ...

 

ولكن دبت السعاده الى قلبه

 

 بغته ..

 

بأن قد عاد إلى بيته ...

 

إلى عائلته ..

 

وأسرته ..

 

وأصدقاؤه ...

 

يعتدل واقفًا ويشعر بجسده

 

متعب ..

 

يخطو ببطء نحو الخارج ...

 

يستنشق هواء اشتاق له ...

 

عليه أن يذهب إلى فيلته

 

الصغيره ..

 

حيث زوجته و أولاده  ...

 

يرفع يده ويشير إلى واحده

 

من سيارات الأجره ليستوقفها ..

 

ويجلس بجوار السائق ...

 

وينطلق وهو يتنفس الصعداء ...

 

يبدو بأن ذلك الكابوس المرعب

 

قد انتهى ....

 

دون أن يعرف كيف حدث له ...!!

 

ولا يعرف تفسير له ...

 

وضرب السائق مكابح السياره ..

 

لقد وصل إلى باب الفيلا ...

 

يخرج طلعت بهدوء يتطلع نحوها

 

فى سعاده غامره ...

 

ويخفق قلبه بقوه ...

 

قوه شديده ...

 

بالتأكيد زوجته وأولاده في

 

إشتياق كبير له ...

 

ينتظرونه ويبحثون عنه ...

 

سيكون لقاء حار وغير تقليدى

 

بينهم ..

 

يتحرك بهدوء نحو باب الفيلا

 

لينتبه بأن مفاتيحه

 

ليست معه ...

 

لقد فقدها أيضًا لسبب مجهول ..

 

وكان الحل والبديل له أن

 

يطرق الباب ..

 

وينتظر للحظات جديده ...

 

وهو ما يزال يحلم ويتخيل

 

برد فعل زوجته حين تراه ..

 

وهي تلقي بنفسها في أحضانه ..

 

وهى فى قمة الفرحة ...

 

يفتح الباب فجأة ...

 

ويسمع طلعت صوته ويخفق

 

معه قلبه بشده وتزداد ضرباته ..

 

وتتسع ابتسامته في إنتظار

 

صدمة أول من سيراه من أهل

 

بيته بعد عودته ...

 

ولكن فجأة تتلاشى تلك

 

الإبتسامه ...

 

















 ويتلاشى كل شيء ..

 

وتكتسي ملامحه بالصدمه ..

 

والذهول ...

 

والجنون  ..

 

وقد اتسعت عيناه بشكل غير

 

طبيعي لم يحدث له من قبل ..

 

ولم يعهده ..

 

وفمه مفتوح عن آخره  ..

 

وصرخه معلقه مكتومه في

 

حلقه ...

 

وهو يرى أمامه رجل صوره

 

طبق الأصل منه ..

 

يحمل نفس ملامحه ..

 

يرى أمامه نسخه أخرى من

 

 طلعت ..

 

طلعت أحمد سلطان ...

إضغط هنا الجزء 5

 جميع أجزاء الرواية فى الأسفل 

إضغط على الجزء المطلوب

إضغط هنا الجزء 1

 إضغط هنا الجزء 2

إضغط هنا الجزء 3

إضغط هنا الجزء 4

 إضغط هنا الجزء 5

 

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات