إعتراف
اعترف أحدهم :
لم أكن سعيداً في بيتي ..
رغم أنني أملك
كل أسباب السعادة ..
بيت جميل في
حيِّ راقي ..
زوجة صالحة
ومطيعة ..
وبنتين وولدين
..
حتى راتبي
يحلم به أغلبية الناس ..
لكنني ..
بمجرد ما أدخل
لبيتي ..
تنقبض نفسي
زوجة دائمة
المرض والكآبة ..
إبني الثاني
لا يتوقف عن إثارة
المشاكل مع
الجميع والصراخ بلا
سبب ..
إبنتي البكر
أعادت السنة الرابعة
متوسط للمرة الثانية ..
البيت تسوده
ظلمة غريبة ....
كل هذه
الشحنات السلبية
أصبحت ترهقني ..
وكثيرا ماكنت
ألعن حظي ..
وأتساءل ماذا
ينقصني لأكون
سعيد ...
فكرت أن أتخذ
زوجة ثانية ..
لعل زوجتي ...
حظها سيء ..
لعلني لو اتخذت زوجة ثانية
أوفر شبابا ً..
وأكثر نشاطا
وصحة ..
سوف تُشعل
المصابيح التي
إنطفئت من حولي .
إلى أن جاء ذلك اليوم ...
اليوم الذي طلب فيه صديقي ...
أن أذهب معه
لإحدى الأحياء ..
لقضاء شغل هناك ...
فاختصرت
الطريق
لكي نصل في
أقرب وقت ..
الطريق
المختصر هذا ..
كان تقريبا
خاليا وفيه بعض
المنعطفات ..
لأجد إبنتي
المصون مع أحدهم ...
لم أصدق ما أراه ...
وأوقفت
السيارة ..
ولولا تدّخُّل
صديقي ..
لكنت مسحتها
من الوجود ...
وذلك الوغد
الذي كان معها ..
فر كالجبان في
طرفة عين ..
عدت معها
للبيت ...
وأنا أرتجف ...
وعقلي مذهول
..
لا يصدق ..
أو يستوعب ..
أنا الذي
يهابني جميع الناس ..
تفعل بي ابنتي
هكذا...!
والمصيبة هذا
الشخص معروف
بأنه مشبوه وسيء الأخلاق .
أنا أعرفه .....
أعرفه جيدا ...
لو لم تتدخل زوجتي ...
وأشفق عليها
من مرضها ..
لحصلت كارثة
..
بيني وبين
إبنتي ..
وكانت تلك الحادثة ...
هي بالنسبة لي
صفعة ..
جعلتني أستيقظ
من أوهامي ...
كنت دائما
أحدث نفسي :
أنا رجل
والرجل لا يعيبه شيء ..
الرجل يفعل ما
يحلو له ..
لا أحد يستطيع أن يحاسبه ..
ثم إن زوجتي صالحة ..
ومن بيت طيب
فمن البديهي
سوف تربي
أبنائي تربية صالحة ..
كنت أسمح لنفسي ..
ببعض
التجاوزات الغير أخلاقية .
مع بعضهن ..
حتى أن زميلة
لي ...
تحدتني و
قدّمت بي شكوى ..
أجبرتها على الإستقالة ..
لأن نفوذي ..
يسمح لي بهذا ...
أنا رجل
..
والرجل لا
يعيبه شيء ..
هكذا كانت
تُغويني ..
نفسي الأمّارة
بالسوء...
فهمت الآن أنّ
ما كنت أزرعه ...
خارج بيتي ...
كان ينبت
ويتجذّر بين
جدران بيتي ...
غيّرت حياتي
كلها..
طلبت النقل ..
إلى مدينة
أخرى .
أصبحت أجالس
أبنائي و
بناتي أكثر....
داومت على
الصلاة
في المسجد....
بدأت المصابيح
المنطفئة ..
في حياتي ....
تعود لتُنير من جديد ....
الواحد تلو
الآخر ..
والحمد لله .
تعليقات
إرسال تعليق