القائمة الرئيسية

الصفحات

الأسكافى العجوز واللص

قصة ممتعه جدًا

حدث في ليلة ممطرة

في قرية بعيدة في شمال الارض ..

 عاش إسكافي عجوز طيب وحيدا

في كوخه الخشبي ..

متخذا من ذلك الكوخ محلا لعمله ..

 فكان سكان القرية يقصدونه عندما

 يرغبون في إصلاح أحذيتهم البالية .

وفي إحدى السنين حل الشتاء مبكرا

في تلك القرية ..

 وهذا يعني ستة شهور من الثلوج

 والصقيع والعواصف الجليدية ..

وتختص تلك المنطقة بما يعرف ب

 موسم العواصف والذي يستمر لعشرة

أيام متتالية غالبا ..

حيث يجبر السكان على المكوث داخل

 أكواخهم وعدم الخروج منها أبدا

 خلال تلك الأيام العشرة ..

وإلا كان المۏت إنجمادا مصير كل

من يتعرض للخارج خلال دقائق معدودة ..

 لذلك يعمد القرويون الى تحصين

 أكواخهم وغلق كل الفتحات وملئ القبو

بأنواع الأطعمة والمشروبات إستعدادًا

 لموسم عواصف الجليد .

وعادة ..

 يقضي القرويون أيامهم تلك إما

في نوم يشبه السبات وإما في تجمع

 العوائل حول الموقد والاستماع الى الحكايا

 التي يرويها كبار السن ..

أو حل الألغاز ولعب الالعاب الفكرية

 كالشطرنج والنرد وغيرها .

وبالنسبة للاسكافي العجوز الوحيد ..

 فأن القرويون يكومون عنده الكثير

من الاحذية البالية ليقضي وقته خلال

 موسم العواصف في تصليحها .

وحدث ذات ليلة من ليالي موسم

العواصف ..

عندما كان الاسكافي منشغلا بالتصليح

 تحت ضوء الشمعة ..

 والهدوء يهيمن على المكان فلا يسمع

سوى صوت الريح التي تنساب من بعض

 شقوق ذلك الكوخ العتيق ..

إذ فجأة ...

تناهى الى سمع الاسكافي صوت ما ..

صوت نشاز عن سيمفونية الرياح

 التي اعتاد الاسكافي سماعها كل ليلة ..

وهنا توقف الاسكافي عما كان يفعله

وأصغى سمعه للخارج فأذا به يسمع

 ذلك الصوت مجددا ..

سرت رعشة في جسد العجوز ليس

 سببها قشعريرة البرد بل الخۏف

 من المجهول ..

فالاسكافي لطالما سمع عن أمور

 غريبة تحدث لبعض الاشخاص خلال

 فترة موسم العواصف ..

وربما جاء الدور الآن على الاسكافي

 لتحدث له تلك الغرائب ..

فالأصوات قد يكون سببها عزف

 الجن أو نحيب أرواح شيطانية قادمة

 من الغابة ..!!!

هكذا تخيل العجوز الأمور وحللها من

 منظوره ..

خصوصا وأن الصوت أخذ يقترب

ويقترب من الكوخ حتى أصبح أكثر

 وضوحا الى أن تمكن العجوز من

 فهمه ..

النجدة ... ساعدوني ...

إنه صوت بشړي يطلب المساعدة ..

هل هذا معقول

أم انه خدعة من عفاريت الظلام لإجباره

 على الخروج والفتك به

ظل الاسكافي متحيرا حتى سمع

 الصوت يناديه

يا اسكافي .. انجدني ..

هنا عزم العجوز على الخروج ..

فارتدى أغلظ ثيابه وحمل مجرفة

 وأزال الالواح عن الباب ثم فتحه

 فاندفع الثلج الى الداخل فاكتسحه

العجوز بالمجرفة وشق طريقه للخارج

 فشاهد رغم انعدام الرؤية بسبب العاصفة

 شخصا مطروحا قرب عتبة بابه فأمسكه

من كتفيه وسحله الى داخل البيت ثم

أوصد الباب خلفه ..












قرب الاسكافي الرجل الغريب من

 المدفأة ووضع فوقه الأغطية الثقيلة

 ثم قدم له شرابا ساخنا حتى بدء

الرجل يستعيد عافيته ولونه الطبيعي

 فشكر العجوز وقال له :

لو لم تفتح لي الباب لانتهى أمري

خلال ثوان .

لاحظ الاسكافي ان الرجل كان

يتمسك بصرة بين يديه ويرفض

 التخلي عنها ..

فقال له :

لكن ما الذي دفعك للخروج في هذا

 الجو ..

فتح الرجل الصرة فأخرج منها صندوقا

حديديا مزخرفا وقال :

أظن أنه قد حان وقت المصارحة ...

 أنا يا سيدي الاسكافي لست سوى

لص ... !!!

 نعم .. مجرد لص وضيع ..

 وقد كنت انتظر هذه الليلة لأضرب

 ضړبتي ..

فقد علمت ان جارك التاجر الشاب سيترك

منزله ..

 ويبيت هو وزوجته عند عائلته خلال

 هذه الليالي ..

وبذلك سيكون بيته خاليا طوال موسم

 العواصف ..

وقد توفرت لدي معلومات بأنه يحتفظ

 بمجوهرات داخل هذا الصندوق ..

ولأجل هذا السبب خرجت الليلة متحديا

العواصف واقټحمت منزل التاجر

 وسړقت صندوقه ..

وكنت أنوي المكوث في ذلك المنزل

 الى نهاية موسم العواصف ..

لكني أثناء بحثي عن الصندوق أسقطت

عن طريق الخطأ فانوسا كنت أحمله

 فاحترق جزء من البيت وامتلئ

المكان بالدخان فاضطررت الى الخروج

قبل ان أموت اختناقا واللجوء الى أقرب

الجيران وهو أنت أيها الاسكافي ..

لكن حتى لجوئي إليك لم يكن بمحض

 الصدفة ..

بل جزء من الخطة ..

لكن الحريق المفاجئ اضطرني

 الى تعجيلها ..

كنت أعلم انك ستفتح لي الباب لأنك

 طيب القلب ..

وأيضا لأنك تملك مفتاح هذا الصندوق

 الحديدي بين يديك !!!

ذهل الاسكافي وقال

أنا ...!!!!

انا لا أحمل سوى هذا الحذاء المعطوب ..

أنه حذاء التاجر ..

وأنا الذي قطعت أحد أساوره متعمدا ..

 قبل يوم من موسم العواصف لأرغم

 التاجر على أرساله اليك لإصلاحه من

أجل هذا ...

أخذ اللص الحذاء من يد الاسكافي

 وفرك كعبه فتحرك الكعب وبان أسفله

تجويف يحوي مفتاح مميز وقال :

هنا يخبئ التاجر مفتاح كنزه الثمين .

ثم فتح الصندوق بالمفتاح فشع المكان

 بأنوار أحجار كريمة رائعة الجمال فسر

 اللص بها وأخذ يضحك ..

ثم قال للاسكافي :

بقي يومان لنهاية موسم العواصف .

وانا أنوي البقاء هنا حتى ذلك الوقت ..

 ويؤسفني انك يجب ان ترحل ...

الآن أيها العجوز .

أتطردني من بيتي وأنا الذي أنقذتك

قبل قليل

أخبرتك إن هذا كان جزء من الخطة .

كيف يهون عليك أن تترك عجوزا

 ضعيفا مثلي لېموت من البرد ..

إنه إما أنت وإما أنا ...

وأنا اخترت نفسي لأعيش ..

 فاخرج الآن وإلا ركلتك الى الخارج .

هنا قال الاسكافي بنبرة هادئة :

أرني كيف ستفعل ذلك

فوجئ اللص بهذه النبرة الاستفزازية

 فاستشاط ڠضبا وحاول النهوض ..

 وما إن وقف على قدميه حتى

أصابته دوخة مفاجئة فسقط على الارض

 ولم يعد يشعر بقدميه فانذهل وقال :

ماذا فعلت بي أيها العجوز أي سحر

هذا ..!

ابتسم الاسكافي وقال :

لست وحدك من تضع الخطط المحكمة ..

أنا ايضا لدي خططي ..

 











أتذكر الشراب الذي قدمته لك ..

لقد مزجت معه نوع مخدر سيقعدك

 عن الحركة لبعض الوقت .

لكن متى شككت بي وكيف

كلا .. لست انت السبب ..

 لكن السبب بي أنا ...

فأنا كما ترى وحيد ..

 ورجل تقليدي ..

أخشى قصص الجنيات وأمور الارواح

 والشياطين وما شاكل ..

 لهذا السبب عندما سمعتك تنادي على

 عتبة بابي ..

 تملكني الذعر ..

وعندما سحبتك للداخل شككت في أنك

قد تكون متلبسا من قبل الجن

والعفاريت ..

 وإلا فما الذي يفعله عاقل في هذا

الجو ..

إلا أن يكون شيطانا رجيما ..

وقد صدق حدسي ..

فما أنت إلا شيطان من شياطين الأنس

 قد أوقعك الرب في قبضتي .

وهكذا انقضت تلك الليلة الشتائية

الطويلة ..

وانتهى موسم العواصف بتسليم المچرم

 الى العدالة ورجوع الحق الى

 اصحابه ...

وعودة الاسكافي إلى ترقيع الاحذية

 البالية .

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات