رمـوه ولم يدفنـوه
قصـة واقعيـة مؤلـمة جدًا
يقول أحد
الشيوخ كنت أزور
المستشفيات
ودور المسنين
في كل حين من باب الحمد لله
علي نعمة
الصحة ..
وللتخفيف عن
المرضي بدعاء صالح ..
أو ابتسامة
لطيفة ..
فاستوقفني أحد المرضي شد انتباهي
بنظراته ..
رجل يبلغ
التسعين من العمر ..
سلمت عليه وإذ
أنه أعمي لا يري
قال لي : أريد منك طلبا ..
قلت له : أمرك
يا عم ..
قال : والله
منذ ثلاثة أيام وأنا جائع .
قلت له : ألا
يطعمونك هنا ؟
قال لي : لا
أحب طعامهم ولا أشتهيه
فقلت له :
ماذا تريد أن أجلب لك ؟
قال لي :
أشتهي الخبز
فذهبت وأشتريت
خبزا وماء
وعصيرا وبعض
المعلبات
وحين عودتي أخذ مني الخبز
وتناوله بشهية وهو يبتسم
ويقول لي : الله ما أطيب الخبز ..
فسألته طالبا
منه معذرتي علي
سؤالي : ألا يوجد لديك أبناء ؟!
فطأطأ رأسه
قليلا ثم رفعه وعيونه
تدمع وهو يقول : نعم عندي أبناء وهم عشرة ..
ستة أولاد وأربعة بنات ..
لكنهم كبروا
وتزوجوا وكل ذهب في
حاله وتركوني في بيتي ...
كان يأتي علي
الشتاء فأتجمد من
البرد أنادي
وأصرخ من الألم لكن
لا أحد عندي ..
وفي يوم من
الأيام جائني أرحم
أولادي بي قال :
يا أبي ستترك
هذا المكان ففرحت
ظنا مني أنه سيأخذني لأعيش
معه وأنه رتب لي غرفة في
بيته والله كدت أطير من الفرح
فقلت له : رضي الله عليك يا ولدي
ومشينا وإذا به يعطيني ورقة ...
قلت له : ما
هذا يا ولدي ؟
قال : إجلس
هنا وانتظر حتي ينادوا
علي إسمك هذا
هو المكان الذي
سترتاح فيه
وتريحنا جميعا سيهتمون
بك لأننا مشغولون جدا !
جلس هذا الرجل
يبكي ويقول
لي : أنا عمري
تسعون عاما وفي دار
للمسنين
وحيداً ما توقعت يوما أن
يتركوني يا
ليتني لم أنجب الأولاد
ياليتني كنت عقيما .
قلت له : ألا
يزورونك أبدا ؟!
قال لي : لقد
مضي علي وجودي هنا
سنتان ...
في كل يوم
أتمني أن يدخلوا علي
ويمضي النهار بطوله ولا أحد يطرق
بابي ..
قلت له :
إدعوا لهم الله يهديهم
قال : لا
ياولدي والله لا أتركهم
يوم القيامة
" والله
لأقف أمام الله خصيما لهم "
وأجهش بالبكاء
فقلت له : لا تبكي
وأرجوك أن
تدعوا لهم عسي الله
أن يهديهم ..
قال لي :
ربيتهم كلهم عشرة أبناء
ولا يوجد واحد
منهم فيه الخير .
ورفع يديه وقال : يارب لا تسعدهم في
الدنيا ولا الآخرة .
خرجت من
المشفي وأنا أبكي ..
وقررت زيارة
هذا الرجل كلما سنحت
لي الفرصة وفعلا بعد مدة ذهبت
فلم أجده سألت مدير المستشفي
فقال لي :
لقد مات ..
قلت وأولاده :
قال أتصلنا عليهم
فقالوا لنا غسلوه وأدفنوه فنحن
مشغولون ..
مؤلمة حد
الإختناق ..
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم أجعلنا
بارين بآبائنا وأمهاتنا ..
اللهم آمين ..
تعليقات
إرسال تعليق