أبخل إمرأة فى التاريخ هنرييتا غرين
ولدت هنرييتا غرين في 21 نوفمبر
عام 1834 في نيوبيدفورد ..
في ماساتشوستس لأسرة غنية
وبسبب سوء الحالة الصحية لوالدتها
ظلت في طفولتها في رعاية والدها
أو جدها ...
الذي رباها على احترام المال .
وفي سن السادسة كانت تقرأ له أخبار
المال وتقارير البورصة وفي سن العاشرة
عملت سكرتيرة لجدها تكتب له الرسائل
وتشارك في اجتماعاته التجارية .
في كتابه البخلاء يحكي الجاحظ قصصًا
عديدة عن حياة البخلاء ..
من النواحي الاجتماعية والاقتصادية
والنفسية ..
ولكنه توفي قبل أن يسمع عن قصة حياة
هيتي غرين ..
التي عاشت في أواخر القرن التاسع عشر
وأوائل القرن العشرين ..
والتي يعتبرها البعض من أكثر
البخلاء بل ربما الأبخل على الإطلاق
عبر التاريخ .
فرغم ثرائها الفاحش وحسها التجاري
العبقري
إلا أن ظهورها الدائم بنفس الملابس
السوداء
جعل الناس يطلقون عليها اسم
( ساحرة وول ستريت الشريرة )
وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام
القياسية من باب البخل .
فما هي حكايتها ؟
في عام 1916 توفيت هيتي غرين عن
عمر يناهز 81 عاما
وقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمز
حينئذ بأنها ( أغنى امرأة في أمريكا )
حيث تركت مبالغ نقدية تقدر
بنحو 100 مليون دولار ...
أي ما يعادل اليوم 2.3 تريليون دولار
بأسعار الوقت الراهن .
يذكر أن أغنى امرأة في العالم حاليًا
هي
( فرانسواز بيتانكور مايرز )
وتبلغ ثروتها نحو 50 مليار دولار ..
وهو ما يجعلها في المركز الخامس عشر
في قائمة أغنياء العالم ..
وفقا لمجلة فوربس وهي وريثة شركة
لوريال الفرنسية لمنتجات التجميل ..
وتمتلك مع أسرتها 33 في المئة
من أسهم الشركة .
وفي سن مبكرة اقتحمت غرين عالم البورصة
.
وحول هذا الأمر قالت تقارير إعلامية
إنه عندما كانت في سن العشرين
اشترى لها والدها خزانة ملابس ضمت
العديد من الأزياء الفاخرة حتى تتأنق
وتحصل على زوج جيد ولكنها باعت الملابس
واستخدمت المال في الاستثمار في
أذون الخزانة الحكومية .
ورغم اهتمامها بالاستثمار منذ مراهقتها
إلا أنه كان عليها الانتظار حتى
الثلاثينيات
من عمرها للحصول على المال اللازم ..
كانت غرين قد قدمت قروضا لمدينة
نيويورك ..
فقد توفي والدها عام 1865 تاركا لها
ثروة الأسرة التي كانت تقدر
بنحو 5 ملايين دولار ..
وعندما توفيت عمتها سيلفيا بعد ذلك
بوقت قصير تاركة مليوني دولار
للهيئات الخيرية تحدت غرين الوصية
في المحكمة .
عملت غرين في العقارات وشراء الأراضي
وخاصة التي كان يتوقع تحولها إلى مسارات
للسكك الحديدية ..
كما قدمت القروض للبنوك المتعثرة
والمدن التي تعاني من أزمات مالية .
قالت ذات مرة لنيويورك تايمز عام 1905
أقوم بالشراء عندما يكون السعر منخفضا
ولا أحد يريد البضاعة التي أحتفظ بها
حتى يرتفع سعرها ويتعطش
الناس للشراء ..
ووفقا لكتاب
( ساحرة وول ستريت الشريرة )
الصادر عن حياتها عام 1936
توقعت غرين انهيار البورصة فكدست
الأموال السائلة لتقديم القروض
كمستثمرة محترفة .
وكانت تعتقد أن الرجال يطمعون في مالها
لذلك لم تتزوج حتى الـ 33 من عمرها
عندما ارتبطت بإدوارد هنري غرين
وكانت له ثروته الخاصة المتواضعة ..
ولكنه لم يكن بذكاء زوجته وقد أنجبا
ابنا
هو ند وابنة هي سيلفيا .
وكانت غرين قد احتفظت بمالها بعيداً
عن متناول يد زوجها مما أدى إلى توتر
العلاقة ومغادرة الزوج للبيت ..
وفي وقت لاحق ولكن عندما مرض قدمت
له الرعاية قبل موته .
كتبت واشنطن بوست عنها عام 1909 تقول
: إنه منذ وفاة زوجها صارت ترتدي زي
الأرملة الأسود ..
وقد ظلت ترتدي نفس الزي حتى وفاتها .
ورغم ثروتها فقد كان أطفالها يرتدون
ملابس مستعملة ..
وقد عاشت في عدد من الشقق المتواضعة
في نيويورك ونيو جيرسي ..
لتجنب دفع أموال في إعداد منزل
أو دفع ضرائب ..
وكانت وجبتها اليومية على الغداء
هي الشوفان الذي تسخنه على المدفئة ..
كما كانت تبحث عن الأماكن التي تقدم
العلاج المجاني ..
وقد رفضت غرين الاتهامات التي وجهت
لها بالبخل وقالت في حديث صحفي :
لست امرأة صعبة فأنا ببساطة من طائفة
الكواكر وأحاول الالتزام بإيمان هذه
الطائفة من حيث بساطة المظهر
والحياة الهادئة حيث لا تسعدني
أشكال الحياة الأخرى .
ومع تقدمها في العمر صارت تنام وإلى
جانبها سلسلة تضم مفاتيح خزائنها
في البنوك ومسدس .
ومن الروايات التي تروى عنها إنه
عندما أصيب ابنها بكسر في ساقه
أخذته لعيادة مجانية وعندما تعرف عليها
الأطباء وطالبوها أن تدفع كلفة
علاج نجلها تركته ببساطة لديهم
وانصرفت فلم يتلق الابن العلاج
المناسب مما أدى لاحقا لبتر ساقه .
ولكن جمعية نيو إنجلاند التاريخية تنفي
هذه القصة ..
وتقول : مثلها مثل العديد من القصص
المرتبطة بغرين لا تخلو من المبالغة .
توفيت غرين عام 1916 بعد مرض طويل ..
وبعد موتها عاش نجلاها حياة رغدة
حيث صار ابنها جامعا للأعمال الفنية
وعند وفاة ابنتها عام
1961 تركت ضيعتها للهيئات الخيرية .
تعليقات
إرسال تعليق